كيف تملّصت طائرة الجولان من الدفاعات الإسرائيلية؟
وكالات – امن – الرأي –
اهتزت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مع فشل وسائل الدفاع الجوي الإسرائيلية، أمس الأول، في إسقاط طائرة من دون طيار اخترقت الأجواء الإسرائيلية فوق هضبة الجولان السورية المحتلة.
في التفاصيل، أن أجهزة الرادار الإسرائيلية رصدت طائرة من دون طيار تحلق فوق الجولان السوري. على الفور، تحركت «القبة الحديدية» وأطلقت باتجاهها صاروخ «باتريوت» فشل في تدميرها ثم أطلقت صاروخاً آخر فشل أيضاً. بعدها، تدخلت طائرة إسرائيلية مقاتلة فأطلقت صاروخ جو ـ جو فشل أيضاً في إصابتها.
إذا عدنا الى الطائرة «ايوب» التي أطلقها «حزب الله» في 6 تشرين الثاني 2012 وحلقت من أجواء البحر المتوسط الى الأجواء الإسرائيلية، ودخلت مسافة 50 كلم من دون أن تطلق عليها صواريخ مضادة للطائرات، حتى انطلقت طائرة حربية إسرائيلية من قاعدة النقب الجوية وتمكنت من تدميرها وإسقاطها بصاروخ جو ـ جو. يومها، اتضح أن «ايوب» كانت تحلق بسرعة بطيئة تصل إلى مئة متر في الثانية، وفي هذه الحالة، يصعب على الصواريخ المضادة للطائرات ملاحقتها لأسباب فيزيائية تتصل بتفاوت السرعات بين الصاروخ والهدف، فكان أن أسقطت بصاروخ جو ـ جو.
أما طائرة الجولان، فقد اخترقت الأجواء الإسرائيلية ثم عادت الى الأجواء السورية سالمة بعد فشل صواريخ «الباتريوت» وصواريخ جو ـ جو في اعتراضها. كيف؟
ـ رصدت أجهزة الرادار الإسرائيلية الطائرة وتابعتها وأنذرت وحدات الدفاع الجوي ما يعني أنها عكست اشارة رادارية.
ـ كانت الطائرة تحلق بسرعة بطيئة وهذا ما أفشل صواريخ «الباتريوت» أرض ـ جو من ملاحقتها وإصابتها.
ـ فشل صاروخ جو ـ جو في إسقاط الطائرة، ما عزز احتمالات أن تكون تكنولوجيا هذه الطائرة جديدة ومعقدة، بمعنى أن يكون السطح العاكس للمعدن الذي صنعت منه الطائرة ضعيفاً جداً، بحيث يمكن رصد الطائرة انما لا تسمح الإشارة الرادارية المنعكسة عنها بملاحقتها من رادار قيادة النيران، أو أن يكون التصميم الهندسي الايروديناميكي لهيكل الطائرة معقداً، بحيث يساعد على التملص من الصواريخ الموجّهة إليها.
في جميع الحالات، تقف القوات الجوية الإسرائيلية امام تحدٍّ جديد وخطير يهدّد سيطرتها الجوية في اية حرب مقبلة. وما يثير هواجس إسرائيل هو إمكان إطلاق أعداد كبيرة من هذه الطائرات بحيث تستهلك دفاعاتها الجوية عبثاً وتتمكن من خلال ذلك صواريخ المقاومة من العبور والوصول إلى أهداف حيوية في العمق الإسرائيلي.انتهى