كيف فضحت أحداث تركيا، خطورة السلاح النووي الأمريكي؟
الوقت – خرجت الصحافة الغربية للحديث عن حجم الخطر الذي يشكله حال اللاإستقرار في تركيا. لا سيما بعد أن تبيَّن أن السلاح النووي الأمريكي المُخزن في تركيا، أصبح في خطر. وهو ما سنوضحه في هذا التقرير.
أشارت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، في مقالٍ للكاتب “جفري لويس”، مدير برنامج منع الإنتشار النووي لشرق آسيا في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الإنتشار النووي، تحت عنوان، “America’s Nukes Aren’t Safe in Turkey Anymore”، وهو ما ترجمته “القنابل الأمريكية النووية لم تعد في مأمن في تركيا على الإطلاق”، الى حجم الخوف حول أمن السلاح النووي الموجود في تركيا. حيث أشار الكاتب الى أن الأسلحة النووية الأمريكية لم تعد آمنة بعد الآن في تركيا. حيث أن محاولة الإنقلاب، تضمنت عمليات قصف جوي خطيرة، بحسب الصحيفة. فقد قام الطيارون المتمردون، بإستخدام مقاتلات “أف 16″، على علوٍ منخفض، وقاموا بقصف مبنى البرلمان التركي. فيما خرجت شائعات لتتحدث عن أنهم درسوا إسقاط طائرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. كما أشار المقال الى أن المقاتلات استطاعت البقاء في الجو، والتزود من طائرة وقود تعمل من قاعدة انجرليك. مما أجبر السلطات التركية على إغلاق المجال الجوي فوق القاعدة وقطع الكهرباء عنها، فيما يوجد فيها قنابل نووية أمريكية، والتي أكدت المجلة أنها – أي القنابل النووية – لم تعد بمأمن.
وقام الكاتب بمراجعة الإنقلابات السابقة، مبيناً حجم خطورتها، ليقول أنها لم تكن بحجم الخطر الذي شكله الإنقلاب الأخير. وبحسب الكاتب، فإن الإنقلابات المشابهة والتي وقعت في تركيا أو في اليونان وكوريا الجنوبية، لم تشكل الخطر الذي يحصل اليوم. حيث أن واشنطن تمكنت عام 2001، من نقل أسلحتها النووية، من اليونان، عندما شعرت بأنها ليست في مأمن. كما أكد الكاتب أن المشلكة لا تكمن فقط في وجود القنابل النووية، بل في عدم القدرة على نقلها حالياً، حيث لا توجد طائرة متوفرة في تركيا يمكنها القيام بذلك. وهو عكس ما تتميز به الدول الأخرى، الأعضاء في الناتو، والتي توفر طائرة قادرة على حمل هذه الأسلحة وقت حصول الأزمات.
ولعل النقطة الأبرز الذي نقلها الكاتب، هي أن المشكلة تكمن في عدم صحة قيام واشنطن بنقل هذه الأسلحة حالياً، في ظل صراع دولي بين أمريكا وروسيا. حيث أن أصل نشر هذه الأسلحة في دول الناتو، هو ردع موسكو. فيما أكد الكاتب على أن فكرة نقل هذه الأسلحة من تركيا، قد تغضب شركاء أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، لجهة أن وجود هكذا سلاح في تركيا، قد يردع إيران بحسب رأيه. لكنه يؤكد أنه وبرغم ذلك، فإن إبقاءها في تركيا يُشكل خطراً، خصوصاً لجهة أن القاعدة الجوية، لا تبعد كثيراً عن منطقة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، مما يعني أن الأمر مخيف جداً، ويجب التفكير في نقل هذه الأسلحة الى أماكن أخرى من أوروبا.
من جهتها أشارت “CNN”، الى أن واشنطن تمتلك 50 رأساً من السلاح النووي من نوع “B-61” في تركيا، وهي تعود لمرحلة الحرب الباردة، وتدعى قنابل “الجاذبية”. ونقل الموقع، عن “جوشوا ويلكر” المتخصص بالعلاقات الأمريكية التركية، والذي يعمل في صندوق “مارشال جيرمن” أن هذه القنابل النووية، سرٌ تم فضحه. ففي الوقت الذي لن يؤكد البنتاغون وجود أسلحة نووية في قاعدة انجرليك، يؤكد مسؤولون أمريكيون على أن كل الأسلحة الأمريكية آمنة وبأيدي أمريكية. وهو ما لا يتفق مع الحقائق التي تبيَّنت اليوم. فيما أشار الموقع عن “بيتر كوك”، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أن واشنطن اتخذت كل الخطوات المطلوبة، للتأكد من أن المصالح الأمريكية في تركيا من سلاح نووي تحديداً، آمنة وسليمة. فيما أكد “توم كوليانا”، رئيس قسم السياسات في صندوق “بلوك شارز” في تصريحه لـ”CNN”، بأن القنابل موجودة في تركيا منذ الحرب الباردة، وهدف إيجادها لإقامة توازن ردعي مع الإتحاد السوفيتي. كما أن واشنطن قامت بتخزين السلاح النووي في دول أوروبية، كإيطاليا وهولندا وألمانيا أيضاً للهدف ذاته.
من جهةٍ أخرى، أشارت “CNN”، الى أنه لا يوجد دليل أو شواهد على الأسباب التي دفعت خبراء أمريكيين بالذهاب الى تركيا. وهو ما بقي غامضاً، حيث تساءل الموقع عن الأسباب، والتي قد تكون إما القيام بالرقابة على الأسلحة، أو نقلها للخارج. في حين أكد الموقع أن أي عمل من هذا القبيل، سيجري بشكل سري ولا يمكن أن يطَّلع عليه إلا الرئيس الأمريكي. كما أكد المصدر للموقع، الى أنه وعلى الرغم من أن القوات العسكرية الأمريكية موجودة في مكان منفصل عن القوات العسكرية التركية في قاعدة إنجرليك، فإن واشنطن قامت برفع حالة التأهب لقواتها في القاعدة، الى أعلى مستوى بعد حدوث الإنقلاب.
لا شك أن أمريكا استغلت الدول في المنطقة، لصالحها. في حين يبدو واضحاً، حجم الخطر الذي بات يشكله انتشار السلاح النووي، على المنطقة والعالم. فيما نعيش واقعاً، يتضمن الحذر في كافة جوانبه. حيث باتت المصالح الأمريكية، تهدداً وجودياً على مصالح الشعوب في المنطقة والعالم.
المصدر / الوقت