هل يمثل نتنياهو أمام القضاء بتهم الفساد على خطى سابقيه؟
يعد الكيان الإسرائیلي واحدأ من أکثر الأنظمة في العالم فساداً، و يعتبر الفساد الأخلاقي و الجنسي و المالي في حكومة الإحتلال وخصوصاً لدى أصحاب السيادة السياسية الرفيعة، كرئيس الوزراء الصهيوني السابق “ايهود المرت” و رئيس الكيان “موشه كتساو” و غيرهم من أبرز الأسباب التي أدت الى انهاء حياتهم السياسية بل و وضعهم في السجون.
و على ما يبدو أيضا أن نتنياهو يسير على خطى سابقيه، حيث شهد الأسبوع الماضي اعتراف الأخير بأنه تلقى قبل توليه رئاسة الحكومة للمرة الثانية أموالا من رجل الأعمال الفرنسي “أرنو ميمران” الذي حكمت عليه محكمة فرنسية الخميس بالسجن ثماني سنوات بتهمة الاحتيال الضريبي.
و في هذه الأيام، ينكبّ القضاء الإسرائيلي على التأكد من معطيات جديدة حول امكانية تلقّي كلّ من سارة ويئير نتنياهو زوجة ونجل رئيس الحكومة الإسرائيليّة، أموالًا حوّلت إليهم من رجال أعمال من الخارج، وذلك لأغراض واستخدامات شخصيّة. و في الوقت ذاته، تنكبّ الشّرطة القضائية أيضًا على فحص معلومات بشأن تلقّي نتنياهو هدايا ثمينة من رجال أعمال أجانب.
و في السياق ذاته، يخضع “آري هارو” رئيس طاقم موظفي ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية سابقا، للتحقيق مجدداً. وذلك بعد أن خضع الأسبوع الماضي لتحقيق مطول استمر حوالي 14 ساعة بشبهة الاحتيال، وأنه تم بعد انتهاء التحقيق فرض الإقامة الجبرية عليه لمدة خمسة أيام. وأفيد بأن هناك علاقة بين هذا التحقيق والفحص الذي تجريه الشرطة في شبهات منسوبة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
أما فيما يلي سنستعرض فساد بعض السياسيين الاسرائيليين البارزين و التي انتهت حياتهم السياسية بفعل الفساد:
1. ايهود أولمرت: و الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء سابق بين عام 2006 و 2009 ودخل السجن لقضاء عقوبة 19 شهرا بعد أن أدين بالفساد، ليصبح أول رئيس للوزراء يودع السجن. وسيقضي أولمرت (70 عاما) 18 شهرا في السجن بعد إدانته بتلقي رشاوى عندما كان رئيسا لبلدية القدس بين 1993 و2003، وأضيف شهر إلى هذه العقوبة الأسبوع الماضي بتهمة عرقلة القضاء.
2. سيلفان شلوم: و الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي و وزير الداخلية و الذي قدم استقالته من منصبه واعتزاله الحياة السياسية إثر تقارير إعلامية إتهمته بارتكاب تحرش جنسي باعتدائه على 5 نساء من بينهم الصحفية “السادسة” في صحيفة هآرتس.
3. يانون مغال: و الذي كان يشغل منصب عضو في الكنيست الاسرائيلي عن “البيت اليهودي”، و إتهم بتحرشات جنسية تجاه صحفية عندما كان محررا سابقا في موقع “والاه”.
4. موشي قصاب: و الذي كان يشغل منصب رئيس الإسرائيلي عام 2007، و اضطر قصاب للاستقالة و حكم عليه في وقت لاحق بالسجن لسبع سنوات بعد إدانته باغتصاب إحدى مساعداته مرتين عندما كان وزيرا أواخر التسعينات وبالاعتداء الجنسي على امرأتين أخريين كانتا تساعدانه أثناء عمله كرئيس.
5. غال هيرش: و الذي كان يشغل منصب المفتش العام للشرطة الإسرائیلیة، و الذي أثبت تورطه فی صفقات سلاح مشبوهة، ودفع رشاوى لکبار المسؤولین.
6. افيغدور ليبرمان: و الذي يشغل منصب وزير الدفاع الاسرائيلي، إتهم قبلا بتهم فساد مالي و سرقة أموال بقيمة 7.5 مليون دولار لحزبه”يسرائيل بيتينو”، و في هذا الإطار أعتقل المدير العام السابق لـ”دائرة الأشغال العامة (ماعتس)” و رئيس شركة مكوروت، سابقا، أليكيس فيزنتسر، والمدير العام السابق لشركة “نتيفي يسرائيل”، شاي برس، بشبهة ارتكاب مخالفات رشوة في قضية “يسرائيل بيتينو”. كما اعتقل، المدير العام السابق لـ”الشركة للاقتصاد (مشكال)، شاؤول مزراحي، واعتقل أيضا يسرائيل يهوشوع الذي يعتبر مقربا من أفيغدور ليبرمان، وكان مقربا من أحزاب السلطة.
7. بنيامين بن اليعازر: و الذي يشغل منصب وزير سابق و يعتبر واحداً من كبار قادة حزب العمل، و اتهم بتلقي الرشوة والفساد المالي والتهرب الضريبي إضافة لتبيض الأموال وذلك في خمس قضايا مختلفة.
اذا، على ضوء ما تقدم، و أمام هذا التاريخ الحافل بالفساد الأخلاقي و المالي لسياسيين بارزين في الكيان الاسرائيلي، هل يتعرض رئيس الوزراء الحالي بنيمين نتنياهو الى ما تعرض له سلفائه السابقين و تنتهي حياته السياسية بسبب فساده؟
المصدر / الوقت