التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

تركيا ..صحف أجنبية تكشف تفاصيل جديدة تؤكد ان الانقلاب التركي كان على وشك النجاح 

في وقت تبحث كافة الجهات الداخلية والخارجية عن حقيقة ما جرى في تركيا ليلة الانقلاب العسكري الفاشل تنتشر بين وقت وآخر تفاصيل جديدة عن الاحداث في تلك الليلة وقد اوردت صحيفة الغارديان البريطانية ايضا تقريرا تناولت فيه التفاصيل التي أدت إلى فشل محاولة الانقلاب في تركيا.

ويقول تقرير الغارديان إن 9 وزراء اتراك كانوا مجتمعين في مقر رئاسة الوزراء بعد ساعتين ونصف من بدء الانقلاب عندما سيطر عسكريون على قناة تي أر تي الحكومية، وأرغموا المذيعة على قراءة بيان يقولون فيه إن الجيش استولى على الحكم وقد اعتقد هؤلاء الوزراء انهم شرفوا على نهاية امرهم.

وخيم الصمت والذهول على الاجتماع، ولكن أحد الوزراء قال مازحا “لا تبالوا بقناة تي أر تي، فأنا شخصيا لا أشاهدها، فهي قناة حكومية”.

لكن وزير آخر قال “اننا سنموت الليلة” ومن ثم تذرع بجلب الاسلحة وارسل العناصر الامنية الى خارج المبنى لأنه لم يكن واثقا منهم، لقد كان المشهد حزينا ولم يدري أي من الحضار بمن يجب ان يثق وسط حدوث الانقلاب فالحكومة كانت قد سقطت خلال دقائق معدودة.

وبعد مضي وقت قصير على بدء الانقلاب وسقوط الحكومة ترك الانقلابيون الدبابات في شوارع اسطنبول وانقرة وتم اعتقال قيادات عليا في الجيش وعادت السيطرة على مبنى التلفزيون وشنت قوات الشرطة وعناصر الامن حملة اعتقالات مضادة واطلقت وعود بعودة الديمقراطية الحقيقية، وتبين ان هذا الانقلاب استغرق وقتا قليلا لكنه كان داميا وفقد مئات الاشخاص ارواحهم فيه واصيب الآلاف بجروح.

اما التفاصيل الجديدة التي نشرت عن هذا الانقلاب تظهر كيفية انكشاف خطة هذا الانقلاب وكم كان الانقلابيين في الجيش قريبين من النجاح في تنفيذ خطتهم، ورغم قول الكثيرين بأن الانقلابيين لم يكونوا محترفين لكن الوثائق الموجودة عند المسؤولين تظهر ان الانقلاب كان مخططا له بدقة وكان قريبا من النجاح.

وذكر التقرير انه في يوم الجمعة في انقرة تلقى وزير الداخلية دعوة برفقة عدد من المسؤولين الكبار لحضور اجتماع أمني في مقر عسكري، لكنه لم يذهب لأنه كان مشغولا، وتبين فيما بعد أن الأمر كان مصيدة لجلبه واعتقاله على يد مدبري الانقلاب، لكن فيما بعد وعندما انكشف امر الانقلاب كان وزير الدخلية في مطار اسنبوغاي في انقرة وكان يدير الأزمة.

أما مسؤول مكافحة الإرهاب والمشرف على حملة تركيا ضد تنظيم داعش فذهب إلى “اجتماع” في القصر الرئاسي بأنقرة، فوجد مقيدا ومقتولا برصاصة في عنقه، حسب مسؤول كبير.

وهبطت قوات قوامها 25 جنديا بمروحية على سطح فندق، في منتجع مرمرة، كان فيه الرئيس، رجب طيب أردوغان، بهدف اعتقاله واطلق هؤلاء الجنود النار، ولكن اردوغان كان غادر الفندق قبل 20 دقيقة من وصول القوات.

وحسب تقارير اولية لوكالة رويترز والتي ايدتها فيما بعد صحيفة الغارديان فإن طائرتين من طراز اف 16 اقتربتا من طائرة اردوغان بمجرد اقلاعها وقد اقفلت هاتان الطائرتان الحربيتان راداريهما على طائرة الرئيس التركي لاستهدافها واسقاطها، وقد قال مسؤول في مكافحة الارهاب لغارديان ان قبطان الطائرة المدنية تحدث مع طياري الطارتين الحربيتين وقال لهما ان طائرته هي طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية التركية وهذا ما تسبب بابتعاد الطائرتين الحربيتين وعدم اسقاط طائرة اردوغان.

واثناء حدوث الاضطربات في اسطنبول وانقرة صدر بيان انقلابيي الجيش الذين اعلنوا السيطرة الكاملة على البلاد وبعد صدور هذا البيان بادر جمع من القضاة بالاتصال بالجيش واعلان دعمهم للانقلاب.

ويقول احد قادة الشرطة والذي امضى ليلة الانقلاب في مقر قيادة الشرطة التي تعرضت لقصف جوي: ان الامر كان بمثابة كابوس وان اول امر كنا نفكر به هو نجاة انفسنا ومن ثم بادرنا الى اطلاق النار على مروحيات الجيش باسلحتنا الخفيفة.

وتعرض مبنى المخابرات ومقر الشرطة إلى غارات جوية، بينما كان الوزراء في قلق وحيرة، لكن ظهور أردوغان على التلفزيون يدعو الناس إلى الدفاع عن الديمقراطية، جعلهم يستعيدون ثقتهم بأنفسهم.

ويعتقد كاتب التقرير أن قصف البرلمان من بين اللحظات الحاسمة التي حكمت على محاولة الانقلاب بالفشل، وتبعها موقف المعارضة، وخروج جميع أطياف الشعب التركي إلى الشارع ضد الانقلاب.

وفي البداية كانت الخيبة محاطة بالجميع الى حين دعا اردوغان عبر الآيفون الشعب التركي الى الدفاع عن الديمقراطية وحينها قال الوزراء ايضا انهم استعادوا الأمل وظنوا انهم سينتصرون.

ونزل المواطنون الى الشوارع بدعوة من اردوغان ووزير الشؤون الدينية ودعوة ائمة المساجد ورفعوا شعارات التكبير وبعد ذلك تلقى الوزراء اخبارا تفيد بأن الاوضاع بدأت تميل نحو فشل الانقلاب وبعد ساعات وتحديدا في الرابعة صباحا صدر بيان عن رئاسة الجمهورية واعلن عن فشل الانقلاب وهذه كانت خطوة هامة جدا.

ويضيف التقرير ان الانقلاب كان مخططا له بدقة لكنه فشل بسبب التحرك السريع لقيادة البلاد والشعب التركي فالانقلاب كان يمكن ان ينجح لكن عدم ذهاب المواطنين الى منازلهم احبط الانقلاب كما ان ظهور رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء على وسائل الاعلام بالتزامن مع اعلان قادة الجيش عن دعمهم للديمقراطية ساعد كثيرا على فشل الانقلاب.

ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز ايضا مقالا لسفير بريطانيا السابق في تركيا، بيتر ويستماكوت، يتحدث فيه عن تبعات محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، ويقول السفير إن محاولة الانقلاب في تركيا دليل على أن أتباع فتح الله غولن لا يزالون ناشطين، وأن نفوذهم كبير خاصة في القوات الجوية. فلو أن أردوغان لم يغادر الفندق الذي كان فيه بمنتجع مرمرة قبل القصف لانتهت الأمور إلى نتيجة مختلفة تماما.

ويرى الكاتب أن سن غولن والبيان الذي انتقد فيه محاولة الانقلاب، قد يجعلنا نعتقد أنه لم يكن شخصيا على علم بالموضوع، ولكن تصريحات أردوغان تبين أنه متمسك باتهام غولن.

ولكن ما لا شك فيه هو أن أردوغان خرج أقوى من أي وقت مضى، بعد محاولة انقلاب بدت محبوكة باتقان لا يقدر عليه أبدع المخرجين حسب وصف السفيرالبريطاني السابق في تركيا لكن من الاجدر به ان يعكف من الان فصاعدا على قضايا الوحدة وحرية الصحافة ودولة القانون، مكافحة الفساد وتحسين العلاقات مع دول الجوار.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق