8 آذار: السعودية تنسّق مع اسرائيل لشن حرب على حزب الله
الخوف السعودي على السلطة موروث تاريخي، منذ تأسيس الدولة السعودية بشقيها السياسي والديني تمظهر هذا الخوف بمواجهة سعودية دائمة لكل ما هو عروبي او قومي او اسلامي على حدّ قول مصادر في 8 آذار خارج مظلتها السياسية او الدينية، او خارج تحالفاتها التي تريد ان تبنيها في اكثر من منطقة، ولكون المملكة لا ترى اخطارا جراء الوجود الاسرائيلي في فلسطين على وجودها ودولتها. فهي تتكأ الآن على المنظومة الدفاعية والعسكرية الاسرائيلية في افكارها للحروب المقبلة في المنطقة وتحديداً ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
من هنا تقول المصادر ان المملكة جن جنونها السياسي والعسكري، اثر الحرب التي شنتها على اليمن وشعبه، رغم ان اليمنيين كانوا قد انجزوا توافقاً وطنياً وهو ما عرف باسم «مشتركات الحوار الوطني» وقد جرى اعلانها، لكن بين ليلة وضحاها استطاعت المملكة من خلال تحالفها مع الرئيس عبد ربه الهادي منصور قلب الطاولة.
وفي الشأن عينه ما يجري في الساحة البحرينينة، حيث النظام في البحرين، بات بشكل واضح ومفضوح يواجه اكثرية الشعب البحريني الساحقة وهي الطائفة الاسلامية الشيعية، مدعوماً بشكل مباشر من قوات درع الجزيرة السعودية المنتشرة داخل البحرين، تضيف المصادر، والتي عمدت مع مرتزقة من بنغلادش وباكستان والاردن الى تهديم اكثر من 120 مسجداً للمسلمين الشيعة، اضافة الى زج كبار الحراك المدني السلمي في البحرين، في المعتقلات وفي مقدمهم امين عام جمعية الوفاق البحريني، الشيخ علي سلمان وعشرات الرموز والنشطاء. بل وصل الامر الى وجود عمّا يزيد عن 240 طفلاً وامرأة في المعتقلات، يضاف اليهم ايضاً اسقاط الجنسية عن اكثر من 250 مواطناً شيعياً وطردهم الى خارج موطنهم الاصلي – اي البحرين –
الى ذلك وبالدعم السعودي استخدم النظام في البحرين القضاء واحكامه ضد العلماء والنشطاء حتى وصل الامر الى اسقاط الجنسية عن كبير علماء الدين الشيعة في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم وطلب ترحيله ما حمل الشيعة الى الاعتصام والتجمهر حول منزله منذ شهر ومنع السلطة من تنفيذ قرارها.
ومن اليمن والبحرين الى العراق، حيث السياسة السعودية واضحة تؤكد المصادر، وهناك مواقف عراقية واضحة ضدّ التدخل السعودي، الى درجة اتهام المخابرات السعودية بتمويل التفجيرات ضدّ المناطق الشيعية، بعد تصدير وتمويل الجماعات التكفيرية الوهابية في العراق،عدا عن الاشكال المذهبي الذي ما تزال المملكة تفتعله بين المواطنين وادى الى مواجهات خطيرة.
ومن العراق الى لبنان تضيف المصادر انه ، منذ عام 2006 وتصريح الملك عبدالله الراحل ضدّ حزب الله واعتباره حزباً مغامراً بحربه ضدّ اسرائيل الى اليوم، حيث دفعت السعودية بأعتراف المنظمات والهيئات الدولية والاسلامية مئات ملايين الدولارات كي تنجح في حمل الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الاسلامي ومنظمات اخرى على اصدار قرار يصف فيه حزب الله حزباً ارهابياً وعمدت الى تمويل الحرب ضده، هذا عدا عن دعم السعودية العلني، للجماعات التكفيرية في سوريا والعراق ومنها جماعة نور الدين زنكي التي قطعت منذ يومين رأس الطفل الفلسطيني (12 عاماً) والتمثيل بجثته وتقطيعها، بتهمة اتهام هذا الطفل بأنتمائه الى لواء القدس في مخيم حندرات الفلسطيني في حلب.
واكدت المصادر نفسها ان المملكة فقدت وعيها السياسي في التعاطي مع الملفات او حتى في ادارة الخلافات، وتحت ذريعة مواجهة ايران والمدّ الشيعي، راحت تتصرف بشكل مغاير لكل المعاير الانسانية والاسلامية، المملكة العربية السعودية، تعمل وفق المصادر، على تنسيق الخطوات مع اسرائيل عبر الزيارة التي يقوم بها حالياً على رأس وفد سعودي الى تل ابيب، اللواء المتقاعد انور عشقي الذي يخرج بأسم مدير مركز الشرق الاوسط للدراسات، وقد اجرى سلسلة لقاءات في تل ابيب مع مسؤولين اسرائيلين.
الهدف السعودي تؤكد المصادر هو حمل اسرائيل على شنّ حرب ضدّ حزب الله في لبنان، على ان تغطي السعودية كافة النفقات الاسرائيلية للحرب مهما طالت او حصلت خلالها مفاجآت، او تكبدت تل ابيب خسائر في الارواح والاقتصاد والبنى التحتية، وتعتبر المصادر ان الحرب المذهبية التي تشنها المملكة على كل ما هو شيعي، في العالم العربي، لها غاية واحدة، هي عملها الدائم على التحشييد المذهبي كورقة اخيرة لحماية المملكة.
ياسر الحريري