التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

أسباب الاستدارة الاستراتيجية السعودية نحو الكيان الاسرائيلي 

عندما حدثت هجمات 11 سبتمبر 2001 تم الاعلان في حينها ان عددا من المواطنين السعوديين كانوا من ضمن المهاجمين لكن التدخلات السعودية والضغط الذي مارسته الرياض اوقف النقاش حول هذه المسألة.

اما اليوم فإن العلاقات بين واشنطن والرياض تشهد تباعدا وشرخا بسبب سياسة كل منهما في الشرق الاوسط فالرئيس الامريكي باراك اوباما اعلن خلال زيارته الى استراليا ان الشرق الاوسط لم تعد مميزة بالنسبة للامريكيين الذين سيعطون الاولوية الى شرق آسيا ومن ثم اوروبا الشرقية، وفي الحقيقة فإن الامريكيين يبتعدون شيئا فشيئا عن الشرق الاوسط ولهذا السبب حصلت خلافات بينهم وبين السعوديين حول الازمة السورية وايران وهذا ادى الى ان تميل السعودية نحو الكيان الاسرائيلي لأن توقعات تل ابيب والرياض من امريكا فيما يتعلق بقضية الشرق الاوسط هي متشابهة تقريبا لكن الاوضاع بين امريكا والسعودية ليست على ما يرام.

وفي امريكا هناك فئتان تبديان آرائهما ازاء هذه القضية فالفئة الاولى هم الاعضاء المتطرفون في داخل لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ والذين يعتقدون بضرورة طرح موضوع ضلوع بعض المواطنين السعوديين في هجمات 11 سبتمبر لكي تستلم عوائل ضحايا هذه الهجمات تعويضات من السعودية في وقت لاتهتم الرياض كثيرا بمسألة التعويضات بل انها قلقة على تلطيخ سمعتها الذي سيكلفها كثيرا.

وقد رأينا مؤخرا كيف وبخت الامم المتحدة السعودية بسبب عمليات الابادة التي ترتكبها في اليمن لكن الرياض استطاعت ايقاف اجراءات الامم المتحدة بصرف الاموال ولذلك يمكن القول ان هناك الان حرب غير علنية جارية بين السعودية والمتطرفين الامريكيين.

ومن جهة اخرى لا يرغب البيت الابيض بطرح هذا الموضوع للنقاش مجددا لأن الانتخابات الرئاسية الامريكية على الابواب وان اوباما لايريد ان تؤثر هذه القضية سلبا على الحملة الانتخابية لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ولذلك يبدو ان القضية معقدة الى حد ما ولم يتضح بعد القرار الذي ستتخذه الادارة الامريكية بهذا الخصوص.

وهناك احتمال ان تطول هذه القضية حتى مجيء الرئيس الامريكي القادم الى الحكم لكن ما يهم الان هو ان اوباما لايستطيع المناورة حول هذه القضية كثيرا لأنها ستؤثر على الانتخابات ولن تكون لصالح هيلاري كلينتون.

ويجب الأخذ بعين الاعتبار ان هيلاري كلينتون لديها علاقات وثيقة مع الاوساط العربية واليهودية التي تؤمن جزء من نفقات حملتها الانتخابية وفي النتيجة لا يرغب الديمقراطيون بطرح هذه القضية في الوقت الراهن خشية ان تؤثر سلبا على الانتخابات. ومن جهة اخرى هناك اموال سعودية في البنوك الامريكية كاستثمارات تقدر بـ 750 مليار دولار وقد هددت الرياض مرارا بسحب هذه الاستثمارات اذا تم نشر هذه الحقائق.

اذن هناك الان خلاف عميق بين واشنطن والرياض وان التبعات السياسية لهذا الخلاف هي اكبر من تبعاته الاقتصادية وان الرئيس الامريكي باراك اوباما يسعى ان لا تتفاقم هذه الخلافات حتى نهاية فترته الرئاسية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق