التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

نظرة على أداء فيلق القدس في مواجهة “داعش” 

بعد ظهور تنظيم “داعش” في العراق وسوريا خلال السنوات الماضية، وبينما كانت الدول الغربية والعربية منشغلة فقط بتشكيل تحالفات شكلية، سارعت قوات فيلق القدس التابعة لحرس الثورة الإسلامية في إيران بقيادة اللواء قاسم سليماني إلى إتخاذ قرار حاسم بدخول ساحة المواجهة ضد هذا التنظيم الإرهابي إدراكاً منها للمخاطر الإستراتيجية التي يشكلها على المنطقة والعالم.

وتميزت ردّة فعل فيلق القدس الذي تمكن من منع الإرهابيين من التقدم نحو بغداد ودمشق بالتحرك السريع والقاطع والأخذ بنظر الإعتبار الأولويات التي يجب مراعاتها في هذه المواجهة المصيرية.

ويعتقد جميع المراقبين والخبراء العسكريين بأن فيلق القدس بات يشكل في الحقيقة المحور الأساسي لكافة الفعاليات الجهادية والعمليات العسكرية التي يضطلع بها محور المقاومة في التصدي للجماعات الإرهابية في عموم المنطقة.

ومن النتائج البارزة الأخرى التي حققها فيلق القدس في تصديه للجماعات الإرهابية الحيلولة دون تمدد القوى الغربية لاسيّما الأمريكية في المنطقة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وهذا الأمر يمثل بحد ذاته هدفاً إستراتيجياً مهماً من شأن أن يعزز الأمن والإستقرار في عموم المنطقة.

ورغم محاولات الكثير من وسائل الإعلام الغربية والعربية المرتبطة بالدوائر الصهيونية لإثارة الشكوك حول أهداف قوات فيلق القدس، إلاّ أن الإنتصارات الباهرة التي حققتها هذه القوات والتي أذهلت المراقبين أرغمت معظم القوى الإقليمية والدولية على الإعتراف بأهمية الدور الكبير والأساسي الذي قامت وتقوم به هذه القوات في دحر وهزيمة “داعش” في سوريا والعراق. ومن بين الذين أشادوا بهذا الدور هو وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري”.

من ناحية أخرى يعلم الجميع بأن فيلق القدس وقائده اللواء قاسم سليماني قد ساهموا بشكل فعّال ومنقطع النظير في تشكيل وتقوية قوى المقاومة في المنطقة لاسيّما الحشد الشعبي في العراق والقوات الشعبية في سوريا وقوات حركة أنصار الله في اليمن، والتي أصبحت تمثل اليوم الساعد القوي لجيوش هذه الدول في تحرير أراضيها من الجماعات الإرهابية.

ويعد اللواء سليماني الآن القيادي الأبرز في مجال محاربة الإرهاب والتصدي للجماعات التكفيرية والمتطرفة، وقد اشتهر بدوره الإيجابي والمؤثر في دعم الشعب العراقي وقياداته في التخلص من الإحتلال. كما لعب دوراً محورياً وحاسماً في الإنتصار الكبير الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله على الکيان الإسرائيلي في صيف عام 2006. ويؤكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي “رمضان عبد الله شلّح” بأن سليماني ساهم بشكل كبير وفعّال في تزويد المقاومة الفلسطينية بمختلف أنواع السلاح لصد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف عام 2014.

وما يقوم به سليماني يستند في الحقيقة الى أطر قانونية ويأتي استجابة لدعوات من قيادات البلدان والشعوب التي يدعمها وهو ما أكده كبار المسؤولين العراقيين والسوريين، الذين أوضحوا في مناسبات متعددة بأن قائد فيلق القدس يقدم إستشارات عسكرية في غاية الأهمية للمساعدة في التخلص من خطر الإرهاب والجماعات التكفيرية.

وتمكن فيلق القدس خلال السنوات الماضية من فضح مخططات الأطراف والتحالفات التي تدّعي محاربة الإرهاب في العراق وسوريا وفي مقدمتها “التحالف الدولي” بقيادة أمريكا الذي يضم في صفوفه العشرات من الدول، وحالَ أيضاً دون تحقق رغبة واشنطن الوهمية في تقمص دور البطل في القضاء على الإرهاب والتباهي به أمام دول وشعوب المنطقة.

ورغم المحاولات الكثيرة التي بذلتها العديد من الدول والأطراف الدولية والإقليمية وفي مقدمتها أمريكا والسعودية وتركيا والأردن والكيان الإسرائيلي للحيلولة دون توسع دور طهران في محاربة الإرهاب في عموم المنطقة، إلاّ أن الحضور القوي والفعّال لفيلق القدس وقائده قاسم سليماني في سوريا والعراق قد أجهض جميع هذه المحاولات، وأثبت بما لايقبل الشك بأن الجمهورية الإسلامية في إيران لن تأولو جهداً في التصدي للإرهاب مهما كانت العراقيل والتحديات التي تواجهها في هذا المجال.

من خلال هذه القراءة السريعة للواقع الأمني والعسكري في المنطقة يمكن تلخيص الأولويات الرئيسية التي سعى فيلق القدس وقائده اللواء قاسم سليماني لتحقيقها في التصدي للإرهاب بما يلي:

– مواجهة الجماعات الإرهابية ومنعها من التمدد عسكرياً وأيديولوجياً في المنطقة، لما لذلك من تبعات وآثار سلبية كثيرة في مختلف المجالات السياسية والفكرية واللوجستية، وفي مقدمتها إضعاف دور محور المقاومة في المنطقة.

– الدفاع عن وحدة العراق وسوريا أرضاً وشعباً و درء الخطر عن الأماكن الإسلامية المقدسة المهددة من قبل الجماعات الإرهابية الناشطة في هذين البلدين.

– دعم كافة القوى الشعبية التي حملت السلاح للتصدي للجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم “داعش” في العراق وسوريا. وقد شمل هذا الدعم جميع فئات وأطياف الشعبين العراقي والسوري من الأكراد والشيعة وأبناء العشائر السنيّة. ولعب هذا الدعم دوراً مهماً وفعّالاً في دحر الإرهابيين وتحرير الأراضي المغتصبة من قبلهم في هذين البلدين، وقد إعترفت العديد من الحكومات ووسائل الإعلام الإقليمية والدولية بهذا الدور الحيوي.

– التنسيق مع سائر قوات حرس الثورة الإسلامية والجيش الإيراني لمنع الجماعات الإرهابية من التقرب إلى الحدود الإيرانية وإنشاء خط دفاعي قوي بعمق 100 كيلومتر لهذا الغرض.

– الإستفادة من وسائل الإعلام للتصدي للهجمة الإعلامية الواسعة التي تشنها الجماعات الوهابية – التكفيرية بقيادة السعودية والكيان الإسرائيلي للترويج لأفكارها المنحرفة والهدّامة في عموم المنطقة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق