الانواء الجوية تعد 2016 الاعنف “حرارة” على العراق ويحذر من التعرض للشمس
بغداد – محلي – الرأي –
عد تقرير جوي للهيئة العامة للانواء والجوية والرصد الزلزالي، ان العام الجاري “الاعنف في تاريخ درجات الحرارة المسجلة في العراق”، وفيما حذر من التعرض المباشر لاشعة الشمس، ودعا وزارة الصحة والبيئة الى إيجاد طرق للتكيف والتخفيف من تأثيرات التغيرات المناخية.
وذكر تقرير للهيئة، تلقت ( الرأي ) الدولية نسخة منه، ان “العراق يتأثر كباقي دول المنطقة بالمنخفض الموسمي الهندي ويزداد تعمقه في بعض الاحيان مما يؤدي الى زيادة في درجات الحرارة فوق معدلاتها الاعتيادية، مسبباً موجات من الحر تستمر لشهري تموز واب محدثه درجات حرارة متطرفة في المنطقة”.
وذكر ان “محطة البصرة / حي الحسين سجلت 54 درجة مئوية ومحطة انواء الناصرية 53 درجة مئوية، فيما سجلت وسط وجنوب العراق للمحطات الاخرى درجات حرارة زادت عن 50 درجة مئوية”، مبينا ان ذلك “يتطلب منا عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس وتجنب البقاء طويلاً عرضه لها مع شرب كمية من الماء توازي كمية العرق المتبخر من جسم الانسان”.
ولفت التقرير الى ان “هذه السنة تعتبر الاعنف في تاريخ درجات الحرارة المسجلة في العراق”، مضيفا “ونحن نعتقد ان تأثير التغيرات المناخية بفعل النشاط الانساني الذي ادى الى زيادة نسب ثاني اوكسيد الكاربون في الغلاف الجوي، فضلا عن الغازات الاخرى مثل الميثان ومركبات كلورو فلورو كربون ادى الى زيادة درجة الحرارة في الغلاف الجوي”.
وتابع ان “المنظمة العالمية للأرصاد الجوية {WMO} اعتبرت ان تسجيل محطة انواء البصرة مقدار 54 درجة مئوية حدث عالمي يستحق الدراسة”.
واضاف ان “العراق يقع ضمن القسم الدافئ من العروض الوسطى بين دائرتي عرض {29.05 – 37.18} درجة شمالاً ويتأثر شتاءاً بالمخفضات الجبهوية التي تتحرك من الغرب الى الشرق والمنخفض السوداني ومنخفض الجزيرة العربية وصيفاً الى المنخفض الحراري الموسمي او ما يسمى بالمنخفض الحراري الهندي”.
وأوضح “يتكون هذا المنخفض في الشهر الخامس {ايار} والسادس {حزيران} ويتولد اساساً نتيجة الفروقات في درجات الحرارة بين اليابسة والجزر والمسطحات المائية”، لافتا الى ان “تسخين سطح اليابسة بدرجة اكبر من الاسطح المائية يولد تيارات حرارية صاعدة {تيارات حمل} تاركاً وراءه منطقة ضغط منخفض فيدفع بعد ذلك الهواء المحيط الى هذه المنطقة والمحمل بالرطوبة متحركا نحو الجنوب قادما من المحيط الهندي ليصطدم في جبال الهملايا”.
ويتكون نتيجة لذلك، بحسب التقرير، “حالة عدم استقرار مصحوبة بتكون غيوم كثيفة ممطرة وعواصف رعدية ويمتد غربا الى الباكستان وايران وقد يصل الى شرق تركيا، اما الامتداد الجنوبي الغربي فيتحرك شمالا من ايران نحو جبال حجر في سلطنة عمان وجنوب اليمن والسعودية ويتحرك نحو شبه الجزيرة العربية ودول الخليج العربي في شهري تموز و اب مسبباً ارتفاعاً في درجات الحرارة تزيد عن معدلاتها العامة”.
وبين التقرير ان “ميل الكرة الارضية وقربها من الشمس في دورانها حول الشمس يؤدي الى زيادة التسخين للغلاف الجوي وامتداد خلية هادلي نحو العراق والتي تتسم بصفات الحر والجفاف تزيد من خطورة تعرضنا الى موجات حرارية اخرى قد تكون اعنف، في الايام التي يضعف فيها تأثير المنخفض الموسمي السوداني بسبب تقدم مرتفع جوي من البحر المتوسط ترافقه كتله هوائية معتدلة الحرارة نسبيا و جافة تؤدي الى انحسار المنخفض الحراري الى الشرق وقد يؤدي الى تصاعد الغبار او حدوث العواصف الترابية مصحوبا بانخفاض في درجات الحرارة”.
وأوصى التقرير “وزارة البيئة بإيجاد طرق للتكيف والتخفيف من تأثيرات التغيرات المناخية من خلال زيادة المساحات الخضراء وعدم تشجيع عملية تقليلها والسيطرة المباشرة على ركام السيارات واطلاق غاز التبريد عشوائياً في الجو من خلال مصلحي اجهزة التبريد”.
كما اوصى بالعمل على “الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة واهمها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كبديل عن طاقة الكهرباء التي تعتمد على احتراق الوقود الاحفوري واطلاق ثاني اوكسيد الكربون في الجو واعتماد السيارات الصديقة للبيئة او تشجيع المستثمرين على استيرادها او تقوم الدولة بذلك كمشروع وطني لاغراض التخفيف”.
وكانت الهيئة العامة للانواء الجوية والرصد الزلزالي، توقعت ارتفاع درجات الحرارة خلال اليومين المقبلين {الاثنين والثلاثاء} الى 50مْ وتجاوزها لتلك الدرجة في بعض المناطق الوسطى والجنوبية.
من جانبها قررت الحكومة تعطيل الدوام الرسمي يومي الاثنين والثلاثاء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.انتهى