’واشنطن بوست’ تحثّ الولايات المتحدة على مهاجمة حزب الله.. والقرّاء يردّون: كفاكم غباءً!
مجدّدًا، تثير إنجازات حزب الله في سوريا حفيظة “إسرائيل” وداعميها في الولايات المتحدة، فتحتَ عنوان “الهدف الأمثل للولايات المتحدة في سوريا: حزب الله”، اختارت صحيفة “واشنطن بوست” رثاء الهزائم المتتالية للمسلّحين المدعومين من الولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة إن “الوضع العسكري في سوريا قد انقلب على المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة العام الماضي”، مضيفةً إنّ “قوى حزب الله كانت فعالة خصوصًا على الحدود مع لبنان، التي توفّر لها عمقًا استراتيجيًا وخطوط الإمداد”.
ووصفت الصحيفة حزب الله بأنه “عامل أساس في التوازن العسكري في سوريا”، إلا أن كاتب المقال “دانييل سوير” قرّر قلب الهزيمة لصالح الولايات المتحدة و”إسرائيل” من خلال اللعب على الوتر الطائفي في الشرق الأوسط، معبّرًا عن ذلك بالقول “ثمّة منظّمة شيعية “إرهابية” في سوريا: حزب الله اللبناني. وهو ما لا يجب أن يكون محصّنًا”.
وفي هذا السياق، حث البروفيسور المعروف بعلاقته الوثيقة باللجنة الأميركية “الإسرائيلية” للشؤون العامة “أيباك” والكيان “الإسرائيلي” العنصري – الإدارة الأميركية على اتخاذ إجراء عسكري ضدّ حركة المقاومة اللبنانية، قائلًا إنّ “استهداف الولايات المتحدة لحزب الله قد يحمل رسالة قوية ولكنها محدودة للمعارضة السورية وحلفائها في تركيا والخليج (الفارسي)، مفادها أننا جاهزون لمهاجمة “الإرهابيين” الشيعة والسنة على حدّ سواء”.
ونظرًا إلى ما ورد في المقال من نقاط عنصرية وغير منطقية، فقد ارتأى القراء الخروج عن صمتهم، وفي ما يلي بعض من تعليقاتهم التي نشرتها الصحيفة نفسها:
جايمس باد 29:
يبدو وكأن “إسرائيل” تضغط الآن على الولايات المتحدة لاستهداف حزب الله. حزب الله هو أكثر ترسخًا في سوريا بسبب “إسرائيل” والولايات المتحدة، وبسبب السعوديين والقطريين والأتراك – الداعمين البلهاء للإرهابيين ضد الأسد. لا يمكن العثور على الحقيقة في وسائل الإعلام الكبرى: حكومة الأسد لم تقم بشيء واحد يبرّر كل الهجوم ضدّها من قبل “إسرائيل” والولايات المتحدة.
باميلا كاتز:
يبدو وكأن الكاتب يريد أن يورّط الولايات المتحدة في صراعات إضافية جديدة. لماذا؟ أرى يد نتنياهو في كل جزء من هذه المقالة.
دوغ هاوس:
هراء مذهل. سيّء للغاية.. إن النصّ لم يتأهل حتى ليكون فكرة.
تشوبر:
جميع الداعمين لليكود في مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية (والذي يريد هذا الرجل التأثير عليهم من خلال نظريته الخرفة والمثيرة للشفقة) يصرّون على أن حزب الله هو منظمة إرهابية بسبب مقاومته للعدوان الإسرائيلي، علمًا أن معظم الحكومات الأوروبية رفضت مساندتهم في هذا التوصيف بسبب غياب النسخة الأوروبية من منظمة إيباك. يبدو الآن أن إيباك لم تعد قادرة على الحفاظ على هذا المستوى من الغدر، الولايات المتحدة لم تعد قادرة على تأمين الملجأ اللازم لها.
نيك شوكر:
معظم صناع السياسة الأمريكيين يعتقدون بأن لدينا القدرة على احتواء حزب الله وأن الضربة الأمريكية المباشرة ضده ستكون حكيمة، لكنها ببساطة ستكون خطيرة وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار وإلى مزيد من التصعيد. حزب الله يخوض حربًا ضدّ أعدائنا الذين هاجموا الوطن مثل “داعش” وغيرها ممّن يطمحون للقيام بذلك كـ”النصرة”، وخصوم الولايات المتحدة. من الواضح بالنسبة لي أن السعوديين هم وراء هذه المقال، وما يتضمنه من أفكار.
دامجلنوكس:
إن قراءة رأي سيروير يذكرني بما طبخته جماعة إيباك حول أسلحة الدمار الشامل قبيل غزو العراق. وهذا ما أشار إليه ميرز شايمر ووالت في كتابهما الشهير: اللوبي الإسرائيلي: حرب العراق نتاجهم ولهم فقط “إسرائيل” استفادت من غزو العراق… الآن تدفع هذه الفئة من الناس الولايات المتحدة لفعل الشيء نفسه مع إيران. لقد حان الوقت لتغيير قوانين تمويل الحملات الانتخابية للولايات المتحدة بشكل لا يسمح فيه للوبيات بالسيطرة على النظام وبالتالي على الكونغرس ضد مصالح الأمة. نقطة تلو أخرى وتستمر الدعاية الداعمة لـ “إسرائيل”.
آرايينش:
إنّ دانيال سيروير مجنون وجبان. شكرًا على درس التاريخ الليكودي عن حزب الله للأغبياء. إنّ التماس رئيس الولايات المتحدة الأميركية بمهاجمة حزب الله في سوريا هو أكثر الأمور الحزبية غباء سمعتها من أي ناقد مؤيد للإبادة الجماعية. أنا لن أفهم كيف تم توظيف هذا الرجل؟. يجب على سيروير أن يفهم أن حزب الله هو أحد القوات المقاتلة الأكثر كفاءة في منطقة الشرق الأوسط والتي تقوم بحماية سوريا ولبنان من السلفيين المجانين. هل تعتقد أن جميع الأمريكيين أغبياء؟
الناس يفهمون الفرق بين “الجهاديين” الوهابيين السنة والمقاومة الشيعية للإمبريالية التي تحترم التعددية والتعايش والتي تحظى بدعم الغالبية العظمى من المسيحيين والعلمانيين في الشرق الاوسط. وبعبارة أخرى، هناك سبب وجيه جدًا من استهداف تنظيم “القاعدة” و”داعش” وبقية الحثالة السلفية المهرّبة إلى سوريا – وذلك لأنها خطر على الإنسانية وليس فقط على السوريين الأبرياء.
وبعبارات بسيطة جدًا: إذا كنت من هواة قطع الرؤوس أو محبي الشريعة و”الحجاب القسري” و”الرّجم” و”العنف على مثليي الجنس” والاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي وفرض ضرائب الجزية على المسيحيين والدروز والحرب اللامتناهية والإبادة الجماعية والهجمات الإرهابية العشوائية في جميع أنحاء العالم فعليك بدعم استهداف حزب الله في سوريا. أما إذا كنت تنفر من بعض تلك الأشياء أو كلها (أي أنت ممّن يتميّزون بأخلاق إنسانية راقية) فيجب أن تدعم تقدم حزب الله في سوريا. إنّ الطريقة الوحيدة لوقف إراقة الدماء في سوريا هي باستعادة الحكومة الشرعية في سوريا السيطرة على أراضيه من قبضة الفاشيين الإسلاميين. وأي شخص يدّعي عكس ذلك يريد ببساطة أن يشلّ سوريا بشكل دائم ويبقيها أرضًا دمرتها الإبادة الجماعية. إنّ نشر هذه القذارة من قبل الـ”واشنطن بوست” جسد الجُبن والوحشية.
دي جونز 121:
باختصار، استهداف الولايات المتحدة لحزب الله من شأنه أن يفرح ويشجع أصدقاء واشنطن ويُحبط خصومها.
وباختصار أيضًا، فإن حلم المحافظين الجدد ستحققها الملكة هيلاري قريبًا على أرض الواقع في حال تم انتخابها في تشرين الثاني، فالمحافظون الجدد يرغبون بإعادة إشعال الحرب الباردة ومهاجمة إيران، وهم يروننا تابعين لـ”إسرائيل” والسعودية.. يا أنصار بيرني، هل هذا ما ترغبونه؟
بوفري:
يعتقد سيروير بأن “إسرائيل” ستُقدّر اقتراحه بمهاجمة حزب الله، فمهاجمة قوة في حالة حرب مع “داعش” أمر ليس منطقيًّا إلّا للمروجين لـ”إسرائيل”.
المصدر / فارس