آلاف اليمنيين يباركون الاتفاق السياسي بين القوى الوطنية، وصالح يؤكد أن المجلس السياسي سيحل محل رئاسة الدولة
على الرغم من الأمطار والسيول تجمهر آلاف اليمنيين عصر اليوم الاثنين في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء لمباركة الاتفاق السياسي بين انصار الله والموتمر الشعبي العام الذي افضى الى ترتيب إدارة البلاد، وتنديدا بالعدوان والحصار السعودي الأمريكي.
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، حشدا جماهيريا غير مسبوق لتأييد الاتفاق السياسي بين أنصار الله وحلفائه والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وتلبية لدعوة اللجنة الثورية العليا في اليمن التي دعت “ابناء الشعب اليمني العظيم” للاحتشاد الكبير تعزيزا للجبهة الداخلية، في مواجهة العدوان والحصار، ومخططات الاستعمار ومباركة للاتفاق السياسي بين انصار الله والموتمر الشعبي العام.
وقدم مئات الآلاف إلى ميدان السبعين بجنوب العاصمة حاملين أعلام الجمهورية اليمنية ومرددين الشعارات المؤيدة للاتفاق السياسي التاريخي والمنددة باستمرار العدوان السعودي الأمريكي الغاشم، وردد المشاركون في المسيرة عبارات “بالروح بالدم نفديك يايمن”، وبدأت فعاليات التظاهرة بآيات من الذكر الحكيم ثم بعدد من القصائد لعدد من الشعراء المقتدرين.
وألقى محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا كلمة في الحشد الجماهيري، داعيا خلالها بقية الأحزاب السياسية اليمنية وحتى حزب الإصلاح، على الرغم من كل ما قدمه من خدمة للعدوان، للانضمام إلى الاتفاق الذي يخدم ويحمي الوطن، وقال “لا مانع لدينا من أن يكون حزب الاصلاح شريكا في الاتفاق الوطني بما يخدم المصحلة الوطنية”.
وأضاف الحوثي “نقف في هذا اليوم العظيم لنحيي بإكبار وإجلال الشعب اليمني العظيم الذي أبى إلا أن شارك في هذه المسيرة الجماهيرية رغم كل الظروف والمعوقات”. وتابع “مشاركتكم دليل على حبكم للنهج الثوري الذي يحب العزة والكرامة والشموخ، مؤكدا أن هذا النهج سيحافظ عليه الشعب اليمني لحماية المكتسبات الوطنية وسيمنع حدوث أي اختلال إداري في المستقبل”، وأعلن تشكيل لجان في المحافظات لاستقبال من يعود من المغرر بهم إلى الوطن، كما دعا رئيس اللجنة الثورية العليا، المجلس السياسي الأعلى بعد تشكيله إلى إعادة صياغة الدستور بما يخدم الوطن و المواطنين.
بدوره ألقى رئيس الكتلة الجنوبية أحمد القنع كلمة دعا فيها إلى الوقوف ومساعدة أبناء الوطن في المحافظات الجنوبية في دحر الاحتلال. وحذر من الدسائس التي يحيكها عبيد المال السعودي بين أبناء اليمن الواحد.
واختتمت التظاهرة بصدور بيان أعلن مباركة الشعب اليمني وتأييده المطلق للاتفاق السياسي الموقع بين القوى الوطنية المناهضة للعدوان.كما اعتبره تقدما هاما للإرادة الشعبية اليمنية الطامحة لتحقيق الانتصار، وقال لابد من الإسراع في تشكيله للحفاظ على مؤسسات الدولة وتقوية تماسك الجبهة الداخلية لهزيمة العدوان ومرتزقته، كما دعا بيان التظاهرة بقية الأحزاب المناهضة للعدوان إلى مباركة الاتفاق وتأجيل الخلافات الجانبية، مؤكدا على الاستمرار في دعم مختلف الجبهات، ومواجهة العدوان بكل الوسائل الذي يسعى لإخضاع الشعب اقتصاديا من خلال الحصار المفروض على كل المستويات.
وشدد بيان المتظاهرين على ضرورة الاستمرار في إسناد المقاتلين الذين يحققون إنجازات كبيرة في معارك ما وراء الحدود ويلقنون العدو الدروس القاسية، معرباً في الوقت ذاته عن دعمه للوفد الوطني في الكويت الذي قال إنه قدم المخارج والحلول ويسعى لإيجاد حل عادل ومنصف بما يكفل سيادة واستقلال هذا البلد.
وفيما يتعلق بملف المفاوضات المنعقدة في الكويت،أعلن الوفد الوطني عن تفاجأه بالتراجع الكبير في الطرح في المشاورات اليمنية الجارية في الكويت من قبل الأمم المتحدة وبعض الرعاة الدوليين، مؤكدا رغم ذلك التزامه بمشاورات السلام و بأي حل عادل وشامل يخرج به.
وقال عضو الوفد الوطني اليمني يحيى دويد: ارادة شعبنا تتجه باتجاه الخروج بحل شامل وكامل وعادل، ودون هذا المستوى ودون تحقيق هذا المبدأ لا يمكن القبول على الاطلاق باي حل مجتزأ، واكد الوفد الوطني ضرورة ان يتصمن ان يكون تمديد المفاوضات بهدف الدخول في مرحلة حاسمة تعني بصياغة اتفاق يتضمن كافة الجوانب السياسية والانسانية والاقتصادية والامنية دون تجزئتها، معتبرا ان ما يتم تناوله من قبل قوى العدوان بخصوص اتفاقات ومشاريع حلول احادية لا يعدو كونه فقاعات اعلامية تستهدف المشاروات الجارية وتسعى لافشالها.
بدوره قال عضو الوفد الوطني اليمني حمزة الحوثي: الحوار على مدى الاسبوعين الماضيين، في الحقيقة الطرف الاخر لم نلتق به حتى الان، والحوار هو مع المجتمع الدولي اكثر من الطرف الاخر، لانه لا نعتقد ان الطرف الاخر يمتلك حتى القرار.
الى ذلك اعتبر الرئيس اليمني الاسبق علي عبدالله صالح، ان اتفاق صنعاء السياسية جاء لسد فراغ السلطة عقب فرار الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي وحكومته الى المنفى، مشددا على انه لا شرعية لهادي الذي دعها الى العدوان على بلاده وباركه، وجدد المطالبة بحوار مباشر مع السعودية، متوعدا الدول المشاركة في قتل ابناء اليمن، وقال صالح: يبارك عاصفة الحزم، وخطاب اخر يريد استمرار عاصفة الحزم، هذا الرئيس الذي يتكلمون عنه وتتكلم عنه وسائل الاعلام لانه رئيس شرعي، وانا اقول ليس له شرعية على الاطلاق.
وأكد صالح ان المجلس السياسي الاعلى لادارة اليمني سيحل محل رئاسة الدولة الشكلية وغير الدستورية والتي يرأسها هادي، مؤكدا ان الهيئة الجديدة باتت اعلى سلطة في اليمن، ومن الان يمثل اليمن في الداخل والخارج طبقا لدستور الجمهورية اليمنية النافذ.
المصدر / الوقت