التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

ما الذي آلت إليه جلسات الحوار في لبنان؟ 

بالحلقة المفرغة يمكن وصف الحال الذي بات المواطن اللبناني ينتظره من جلسات الحوار و النقاش التي أصبحت تسمياتها كثيرة و أفعالها قليلة، و يوماً بعد يوم بات الجميع يفقد الثقة في نتائج هذه الجلسات الحوارية التي أصبحت بديلاً غير منتج عن مجلسي وزراء و نواب معطلين و غير منتجين، فما الذي وصلت إليه آخر جلسات الحوار القديمة المستجدة مؤخراً خصوصاً بعد الضغط و السعي الذي يحاول احداثه رئيس مجلس النواب نبيه برّي للخروج بجديد من هذه الجلسات؟

الجلسة الثانية انتهت و تفاؤل دون جديد يذكر

انتهت الجولة الثانية من الحوار الوطني ظهر اليوم في عين التينة برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري في المجلس النيابي بحضور جميع ممثلي الأطراف اللبنانية باستثناء النائب وليد جنبلاط، و رئيس تكتل التغيير و الاصلاح النائب ميشل عون.

أما فيما يخص المواضيع الحساسة و المصيرية في لبنان كانتخاب رئيس للجمهورية فلا جديد على طاولة البحث و الحوار، فضلاً عن غياب أي جديد فيما يخص ملف قانون الانتخابات في لبنان.

إلا أنه يجدر الذكر أن رئيس كتلة “المستقبل” النيابية فؤاد السنيورة أطلق موقفاً فاجأ البعض في جلسة الحوار التي انعقدت امس في عين التينة، حين تحدّث عن أنه “لا مانع لدى تيّار المستقبل من التراجع عن دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية، والذهاب نحو رئيس توافقي”. و ذلك في إطار حديثه و رده على النائب محمد رعد، و جاء هذا الموقف صادماً للوزير فرنجية الذي لم يعرف ان كان هذا الموقف هو رسمي من كتلة المستقبل أم أنه اجتهاد شخصي من السنيورة.

و يبقى الجدّي و المتكرر هو تصريحات المسؤولين التي تكرر نفسها كل مرّة و تحاول أن تعطي طعماً لهذه الجلسات التي باتت دون جدوى فبعد انتهاء الجلسة الثانية كانت هناك العديد من التصاريح للمجتمعين نذكر منها.

صرح النائب علي فياض بأن “الجلسة جدية و تم البحث في كيفية تطبيق اتفاق الطائف و أكد بأن جلسة اليوم الحوارية ربما هي الأعمق بين الجلسات الحوارية التي عقدت حتى الآن” و أشار قائلا” لقد تجاوزنا موضوع الدوحة و يمكن أن نذهب نحو قانون انتخاب وطني”.

اما الوزير علي حسن خليل فصرح قائلا بأن “جلسة اليوم قد تكون الأهم حتى اليوم وغداً سنناقش قانون الانتخاب ومقاربته مع مجلس شيوخ يختلف عن مقاربته من دونه” و أضاف ” المناخات الجيدة يمكن أن تحدث خرقا ما، و بري أعلن أننا سنبحث قانون الانتخابات في جلسة الغد”.

أما النائب سامي الجميل ادلى بتصريح مفاده أن “انجاز مهم تحقق اليوم تمثل بالتعاطي بجدية في مشروع اللامركزية و سيحال الى مجلس النواب للبحث”، و أعلن أن ” الطبقة السياسة اثبتت فشلا في ادارة الأزمات و اكد بأن مسألة انتخاب الرئيس يجب أن لا تكون تعيناً بل يجب أن ينتخب بالاقتراع السري في مجلس النواب.”

و قال” نأسف لاننا نهرب من الديمقراطية و ممارستها، الحلول واضحة و الرئيس لا يعين و لا يتفق عليه بل ينتخب، كما يملي الدستور و في الوقت الحالي يجب أن يتم انتخاب الرئيس، و الاتفاق على قانون انتخاب يؤمن التمثيل الصحيح لكافة اللبنانيين”.

فيما كرّر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد التأكيد أن “العماد ميشال عون كان ولا يزال هو مرشّحنا، ونحن لن نتراجع عن دعمنا له إلا إذا قرّر هو التنازل عن ترشيحه”.

يأس شعبي و توقعات معدومة

فقد اللبناني أي أمل من أن تؤدي جلسات الحوار إلى أي نتيجة ملموسة، ورغم رهان السياسيين على الوصول إلى سلة متكاملة لجميع الأزمات، يؤكد رواد مواقع التواصل أن هذه السلة هي فقط أحلام سياسية لن نحصل عليها، واذا وصلت الحوارات اليها، يكون هدفها تقاسم الحصص وليس مصلحة لبنان.

كما يؤكد الجميع أنه طالما نحن نفكر بشيء اسمه سلة التسوية، فهذا يعني أننا سنبقى بمعادلة “حكلي تحكلك”، فطاولة الحوار لا معنى لها في لبنان طالما هناك تعنت بالأراء مردّه يعود إلى عدم امتلاك القرار الذي يأتي في نهاية المطاف من السفارات و العواصم الخارجية خصوصاً في الملفات الحساسة التي يحاول السياسيون إيهامنا بأنها موضع بحث و اتفاق على هذه الطاولات الحوارية.

و الجدير بالذكر ان كافة الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي جاءت مجمل تدويناتهم يائسة و غير مرحبة لهذه الجلسات ما دامت لا تثمر انتخاباً لرئاسة الجمهورية و الاتفاق على قانون انتخابات نسبي يكفل للجميع تمثيل صحيح و مناسب و يكون بداية لتغيير و لو جزئي في هذه الطبقة السياسية المسيطرة حالياً.

فيما تبقى أنظار البعض مصوّبة نحو الحراك الشعبي و مجموعاته التي تطالب بالنسبية و التغيير و يرون في هذا الحراك الشعلة الصغيرة التي يمكن أن تحدث تغييراً أو تضغط نحو ذلك في أقل تقدير، إلا ان أرض الواقع تعكس ضعفاً في الحضور الجماهيري الأمر الذي لا يساعد هذا احراك على إخافة المسؤولين أو اسماعهم صوت الشعب و مطالبه أقلّه.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق