التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

الجماعات المسلحة الارهابیة تواصل انتحارها الجماعي على أسوار حلب 

لليوم السادس على التوالي، تواصل الجماعات المسلحة انتحارها الجماعي على أسوار حلب، حيث أحبط الجيش السوري والقوات الرديفة، الهجوم الخامس الذي تشنه الجماعات المسلحة من الريف الجنوب الغربي ضمن ما أطقت عليه تسمية “ملحمة حلب الكبرى”، في محاولة لفك الطوق الذي فرضه الجيش السوري على القسم الشرقي من المدينة منذ تموز/يوليو الماضي.

وفي الهجوم الذي شنته الجماعات المسلحة أمس على محيط حلب الجنوب الشرقي، والذي استهدف السيطرة على كلية المدفعية وصولا إلى الراموسة، تمكنت القوات المهاجمة بداية من احراز تقدم جزئي والدخول إلى أسوار الكلية، إلا أن قوات الجيش السوري واللجان الشعبية والقوات الحليفة، تصدت للهجوم بقوة، ودفعت الجماعات المسلحة إلى التراجع بعد أن كبدتها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، ولم تتمكن القوات المهاجمة من سحب جثث قتلاها، حيث بقيت عشرات الجثث للجماعات المسلحة في محيط المعركة.

وبدأ هجوم على كية المدفعية، بتفجير جبهة فتح الشام “جفش” (النصرة سابقاً) لعربتين مفخختين، تلى ذلك تقدّم المشاة إلى منطقة المقالع وكلية التسليح وبوابة كلية المدفعية، الأمر الذي أدّى إلى تراجع الجيش من بعض نقاطه لاستيعاب الهجوم، وإعادة التموضع، والعمل على إفشاله. وتمكن الجيش السوري من تدمير 6 مدرعات بمن فيهن، فيما تعامل مع المجموعة التي استطاعت الدخول إلى أسوار الكلية من خلال صاروخ موجه، حول المجموعة إلى أشلاء.

وقد لعب سلاح الجو السوري والروسي، دوراً فاعلاً، حيث نفذ غارات على تجمعات المسلحين، على محاور خان طومان، مدرسة الحكمة، وتلة بازو، كما نفذ غارة على قوة مؤازرة للجماعات المسلحة في مدينة سراقب، قبل وصولها إلى محيط المعركة. ووفق لتنسيقات المسلحين وصفحاتهم على الشبكات الاجتماعية، بلغ عدد القتلى منهم خلال الأيام الستة الماضية أكثر من 500، مع وجود مئات الجرحى.

وفي إطار الحرب النفسية والمحاولة للتأثير على المعنويات، عمد “جيش الفتح” (ائتلاف الجماعات المسلحة المشاركة في الهجوم) إلى نشر صور لمستودعات مهين في ريف حمص الجنوبي والتي سبق أن سيطر المسلحون عليها أواخر 2013 قبل أن ينسحبوا منها، على أنها صور للاستيلاء على مستودعات الذخيرة التابعة للكلية المدفعية، فيما شاركت وسائل الاعلام العربية وبالأخص الجزيرة والعربية إلى بث هذه الصور بالإضافة إلى خرائط توضيحية للتأكيد على تقدم المسلحين في محيط الهجوم. إلا أن الصور التي بثها الاعلام السوري أثبت زيف الادعاءات التي روجت لها تلك القنوات.

وفي محاولة لرفع معنويات مقاتليه، خرج أبو محمد الجولاني أمير “جبهة فتح الشام”، برسالة صوتيّة “هنّأ فيها بانتصارات الأيام الماضية”, ورأى أن “النتائج تتعدّى فتح الطريق عن المحاصرين في حلب”، متوعّداً “تحطيم الجبروت الروسي على أيدي المجاهدين”. ويأتي هذا البيان بعد بيان مماثل أصدره القاضي العام في “جيش الفتح” السعودي عبدالله المحيسني قبله بيوم.

وقد أطلقت الجماعات المسلحة على عمليتها الأخيرة على الكلية المدفعية في حلب، تسمية “غزوة ابراهيم اليوسف” تيمنا بالنقيب في الجيش السوري الذي ارتكب في نفس الكلية عام 1979 مع عدد من عناصر “الطليعة المقاتلة” التابعة للاخوان المسلمين، مجزرة شهيرة، ذهب ضحيتها 300 من الطلاب العلويين. وكان اليوسف آنذاك المسؤول المناوب في الكلية، وقد عمد عشية الواقعة إلى منح إجازات للطلاب، وتعمد إبقاء الطلاب العلويين، ثم قام في جنح الليل بإدخال مسلحين من تنظيم الطليعة المقاتلة، إلى المدرسة، ليقوموا بقتل الطلاب وهم نائمين.

ومن المتوقع أن تشهد حلب خلال الأيام القادمة، موجة أشد من المعارك، نظراً لأهمية معركة حلب في تحديد مصير مستقبل الصراع في سوريا، خاصة مع وجود معلومات عن توجه سعودي أمريكي إلى تغيير المعادلة الميدانية، ووضع كل ثقلهم في المعركة، بعد انكفاء تركيا جزئياً نحو الداخل لمعالجة تداعيات المحاولة الانقلابية، ويرى مراقبون أن أمريكا وخلافاً لتصريحاتها حول أن موقفها من تصنيف جبهة النصرة على أنها حركة ارهابية، لن يتغير بعد فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة، وتحول اسمها إلى “جبهة فتح الشام”، إلا أن المشهد الميداني يشير إلى دعم أكثر علنية تحظى به الحركة الارهابية في معارك حلب.

في مشهد آخر في ريف حلب الشمالي الشرقي، سيطرت “قوات سوريا الديموقراطية” على قرية منكوبة، شمالي مدينة منبج، عقب مواجهات عنيفة ضد مقاتلي “داعش”. وبعد إعلان “قسد” بسط سيطرتها على 80% من المدينة، أول من أمس، أصدر التنظيم تسجيلاً مصوراً عن سير المعارك في المدينة، موضحاً أن اقتحام المدينة “لم يكن حدثاً جديداً”. ويظهر التسجيل ثلاث عمليات انتحارية على مواقع “قسد” داخل المدينة.

في غضون ذلك، دارت مواجهات عنيفة بين الجيش ومسلحي “جيش الإسلام” على جبهة حوش نصري، وسط غارات لسلاح الجو استهدفت نقاط المسلحين في مدينة عربين، وبلدات عين ترما وكفربطنا ومديرا وجسرين في الغوطة الشرقية. أما جنوبي العاصمة، وتحديداً في مخيم اليرموك، فقد طالب “داعش” المدنيين القاطنين ضمن مواقع “فتح الشام” بالخروج إلى مناطق سيطرته، إذ منح العائلات مهلة حتى يوم السبت المقبل، قبل أن يُحكم الحصار ويضيّق الخناق على مقاتلي “فتح الشام”، ملمّحاً لعمل عسكري، بحسب “التنسيقيات”.

في موازاة ذلك، أفادت وكالة “سانا” بسقوط العشرات من مسلحي تنظیم “داعش” الارهابي أثناء تصدّي الجيش لهجومهم على عددٍ من نقاطه في منطقة تل بروك، شمال غرب مدينة دير الزور.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق