العالم يستذكر فاجعة الايزيديين
وصمة العار المرتبطة بالاغتصاب تلحق دوماً بالجناة وليس بالضحايا
رباب سعيد- الرأي –
قبل عامين من اليوم، وفي 3 آب 2014 شنت الجماعة الإرهابية المعروفة باسم تنظيم داعش الارهابى في العراق والشام هجوماً على منطقة سنجار في شمال العراق. وقد تبنى التنظيم حملة ممنهجة واسعة النطاق وغير مسبوقة من أعمال العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، لا يتصور العقل حدوثها في القرن الحادي والعشرين. استهدفت الحملة السكان الأيزيديين وطوائف أخرى من الأقليات كالشيعة التركمان، والشيعة الشبك، والمسيحيين، مماتسبب في فرار أعداد لا تحصى من المدنيين عن ديارهم.
وجرى خلال الهجمات على سنجار فصل النساء الأيزيديات الشابات، من قبل الآسرين، عن أولئك الأكبر سناً، فيما أُقدموا على قتل النساء والرجال المسنين بوحشية، وترحيل النساء الشابات والفتيات اليافعات قسراً وبيعهن كسبايا مستعبدات جنسياً، حيث يحدد سعرهن على أساس العمر والمظهر والعذرية. وقد تعرضت هؤلاء النسوة المباعات كجوارٍ مملوكات للتنظيم، إلى الاغتصاب والانتهاكات المستمرة على يد محتجزيهن.
إن هذا النمط الذي سنّه تنظيم داعش، قبل أكثر من سنتين، من خطف، واغتصاب، وعبودية جنسية، وزواج(حمل) إجهاض قسري، وإتجار بالبشر، لا يزال مستمراً حتى اليوم، فقد مر عامان ولا زال 3200 امرأة وطفل تحت الاحتجاز من قبل داعش ويتعرضون لعنف لا يمكن تخيله.
وطالبت السيدة زينب بانغور “وهي معنية بالعنف الجنسى فى حالات الصراع” الامم المتحدة بتحقيق العداله وتقديم الدعم للضحايا،وقالت بانغور”عندما زرت العراق في عام 2015، سمعت قصصاً صدمتني حتى النخاع، عن ممارسة العنف الجنسي ضد الفتيات الأيزيديات اللائي وصفن كيف جرى تسجيلهن في قوائم وبيعهن في أسواق نخاسة العصر الحديث، ثم اغتصابهن من قبل عناصر التنظيم. لا يساورني أدنى شك في أن تنظيم داعش قد استهدف الأيزيديات بأعمال العنف الجنسي بقصد تدمير الطائفة الأيزيدية. ويوجد الآن آلاف الأيزيديين من بينهم نساء وفتيات لا يزالون مفقودين”.
وأضافت السيدة بانغورا قائلة “تجرى الآن حملات عسكرية كبرى ضد تنظيم داعش، ولكننا نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى عملية دولية لتحقيق العدالة الحقيقية بخصوص هذه الجرائم، عملية تحظى بثقة الضحايا، وشعب العراق والمجتمع الدولي. مثل هذه العملية سوف تكون بمثابة أداة فعالة جديدة لتقويض قدرات التنظيم، في حين تؤكد مجدداً صون كرامة وإنسانية ضحاياه”.
وذكرت السيدة الممثلة الخاصة أيضاَ أن ” النساء والفتيات الأيزيديات وغيرهن من ضحايا فظائع داعش لا يزالون في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية والدعم الاجتماعي”. ودعت في هذا الخصوص جميع الزعماء الدينيين وقادة المجتمع في المنطقة إلى “استعمال سلطتهم الأخلاقية في مساعدة الأسر والمجتمعات حتى يفهموا أن وصمة العار المرتبطة بالاغتصاب والخجل يلحقان دوماً بالجناة وليس بالضحايا على الإطلاق”.
وقالت السيدة بانغورا “إن أعمال العنف الجنسي المتطرف التي يرتكبها التنظيم لا يمكن أن تمضي دون عقاب. ويتعين علينا اليوم، في الذكرى السنوية للهجمات على سنجار، أن نجدد التزامنا للنساء والفتيات اللائي عانين بعضاَ من أبشع الفظائع في عصرنا الحالي، بأننا لن ننساهن، وأن المجتمع الدولي يقف صفاً واحداً بهدف ملاحقة الجناة ومحاسبتهم”.