التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

هل تمّ كسر الحصار عن حلب؟ 

رغم التقدم الطفيف الذي أحرزته الجماعات المسلحة الارهابیة في سوريا لفك الحصار الذي تفرضه القوات السورية على هذه الجماعات في مدينة حلب، تشير التقارير الميدانية إلى أن وصول قوات النخبة في حزب الله إلى خطوط المواجهة الأمامية والغارات المكثفة التي تشنها الطائرات الروسية والسورية قد ضيّق الخناق مرة أخرى على المسلحين الذين تكبدوا خسائر فادحة في هذه المعارك.

وأشارت هذه التقارير إلى أن معارك طاحنة تدور حالياً في منطقة “الراموسة” جنوب غرب حلب بين الجيش السوري والعناصر المسلحة التي يقودها ما يسمى “جيش الفتح”، فيما أكد الكثير من المراقبين والخبراء العسكريين بينهم الخبير الإستراتيجي “آرون لوند” بأن المسلحين قد فشلوا حتى الآن في إيجاد ثغرة آمنة تمكنهم من التخلص من الحصار، وما حققوه من تقدم ضئيل في “الراموسة” ليس له تأثير مهم ولن يغير من موازين القوى في هذه المنطقة. ونوّه هؤلاء المراقبون إلى أن الطريق الذي قالت عنه الجماعات المسلحة أنها فتحته هو ممر ضيق يقع تحت نيران الجيش السوري ولا يمكن أن تتحرك عبره هذه الجماعات التي أعلنت عن فتح معركة جديدة بإتجاه أحياء حلب الشرقية لفك الطوق عن المسلحين.

دور حزب الله في المعارك

وكان حزب الله قد أرسل أكثر من 400 مقاتل من قوات النخبة (قوات الرضوان) التابعة له إلى الراموسة، الأمر الذي عدّه المراقبون ومن بينهم الخبير الأمني والعسكري “الیاج مغنایر” بأنه سيلعب دوراً كبيراً في تغيير ميزان القوى لصالح القوات السورية، مشيرين في هذا الصدد إلى الإنتصارات المهمة التي حققها حزب الله في الكثير من المناطق السورية لاسيّما في القصير والقلمون و ضواحي العاصمة دمشق.

من جانب آخر أعلنت حركة النجباء العراقية إنها أرسلت أكثر من 2000 من مقاتليها لدعم القوات السورية في حلب، مشيرة إلى أن هذه القوات على مستوى عالٍ من التسليح والتدريب، وكانت قد شاركت في وقت سابق بتحرير الكثير من مناطق ريف حلب من الجماعات الإرهابية.

وفي الوقت الحاضر تسيطر قوات المقاومة تماماً على أجزاء مهمة من جنوب حلب بينها جنوب وشرق الراموسة، مصنع الإسمنت، العامرية في شمال غرب الراموسة، ومنطقة “606” حيث ترصد بالكامل طرق إتصال الإرهابيين حتى مركز المدينة. كما يتم حالياً نقل معدات عسكرية ولوجستية عن طريق مزارع ملاح للقوات السورية والمقاومة.

في هذه الأثناء ذكرت مصادر عسكرية بأن المقاتلات الروسية والسورية قد كثّفت من طلعاتها لقصف مقرات ومواقع الإرهابيين خلال اليومين الماضيين، لاسيّما في كلية التسليح التي سوّيت بالأرض، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد كبير من المسلحين وإلحاق خسائر جسيمة بالآليات والمعدات التابعة لهم. وأشارت بعض المصادر الخبرية إلى أن عدد القتلى في صفوف الإرهابية وصل إلى أكثر من 800 عنصر خلال الأيام القليلة الماضية بينهم عدد من القادة من جنسيات مختلفة.

كما أكدت هذه المصادر إن المسلحين يسعون الآن لتخليص عدد كبير من الضباط الأتراك والعرب والغربيين المحاصرين في شرقي حلب مع الجماعات المسلحة في هذه المناطق بعد أن قطع الجيش السوري الطريق عليهم من ناحية الكاستيلو لأنهم دخلوا عبر الحدود التركية. وكان هؤلاء الضباط يشرفون على سير العمليات العسكرية ويقومون بتحريك طائرات الإستطلاع من غرفة عمليات مشتركة مع الإرهابيين في حلب.

وفي منطقة “رحبة خان طومان” في ريف حلب الجنوبي، نفّذ الجيش السوري وحلفاؤه ضربات نوعية شارك فيها سلاحا الجو السوري والروسي وإستهدف خلالها تجمعاً للإرهابيين أثناء تجهيزهم لمهاجمة نقاط الجيش السوري. وأدت هذه الضربات إلى مقتل وجرح العشرات من الإرهابيين وتدمير الكثير من الدبابات والسيارات المحملة برشاشات ثقيلة. كما إستولى الجيش السوري بشكل كامل على منطقة “بني زيد” عند الطرف الجنوبي من طريق الكاستيلو، وحشّد تعزيزات إضافية لشن هجمات جديدة داخل المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.

الدور التركي الغامض

تباينت التحليلات بشأن الدور التركي في معارك حلب. ففي الوقت الذي أشار فيه بعض المحللين إلى أن أنقرة قد خفّضت من مستوى دعمها للجماعات الإرهابية بعد المحاولة الإنقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا مؤخراً، أعرب آخرون عن إعتقادهم بأن الدعم التركي للإرهابيين لازال متواصلاً، مشيرين في هذا الصدد إلى أن الطائرات السورية قد قصفت خلال الأيام الماضية أرتالاً من الآليات القادمة من ريف أدلب إلى جنوب حلب عبر الحدود التركية، ملحقة بها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وذكرت مصادر ميدانية أيضاً أن تركيا زوّدت الإرهابيين في الآونة الأخيرة بأسلحة ومعدات متوسطة وثقيلة بينها مدافع وراجمات وصواريخ “تاو” المضادة للدروع.

وتجدر الإشارة إلى أن حلب تعتبر الآن أهم محاور الإشتباكات بين القوات السورية والمسلحين. ويعتقد المراقبون بأن تحريرها بشكل كامل من الإرهابيين سيشكل نقطة تحوّل جوهرية في حسم الصراع بين الجانبين، ناهيك عن الوضع الإنساني الحرج الذي يعصف بمناطق القتال حيث يتواجد نحو ربع مليون مدني تحت وطأة النيران خصوصاً في الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الزمر الإرهابية المسلحة في هذه المدينة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق