مسيرات حاشدة في صنعاء تأييداً للمجلس السياسي الأعلى، والرئيس الصماد يعلن الشروع بتشكيل الحكومة
تجمهر مئات آلاف اليمنيين، ظهر السبت، 20 آب، في ميدان السبعين بوسط العاصمة صنعاء تأييداً للمجلس السياسي الأعلى، كأعلى سلطة سياسية تدير البلاد في مواجهة العدوان السعودي، وتأكيداً على الصمود في وجه آلة الحرب، في حين أكد الرئيس الصماد الشروع بتشكيل الحكومة خلال الأيام المقبلة.
وأظهرت الصور ازدحام الشوارع المؤدية إلى ميدان السبعين، ولجوء المتظاهرين إلى السير على الأقدام للوصول إلى الساحة التي امتلأت عن آخرها بحشود غير مسبوقة وذلك تأييداً للمجلس السياسي الأعلى والاتفاق السياسي بين القوى الوطنية.
ومنذ ليل أمس نشرت السلطات الرسمية خارطة طريق لكيفية الوصول إلى ساحة السبعين مع توافد الآلاف منذ مساء أمس إلى ساحة ميدان السبعين، من أبناء العاصمة صنعاء والمحافظات القريبة، حيث بات الآلاف ليلتهم في الساحة على هدير الزوامل الشعبية وطائرات العدوان التي لم تبارح سماء العاصمة صنعاء، وفاتحةً جدار الصوت، كما قصفت أمس أهدافاً في العاصمة صنعاء جرى قصفها مسبقاً في منطقة عطان وعصر والنهدين.
وامتلت المنصة بقيادات الدولة والقيادات العسكرية والأمنية وشخصيات السياسية والاجتماعية من مختلف محافظات اليمنية، وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية.
الصماد: تشكيل الحكومة اليمنية خلال الأيام المقبلة
وأعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد الشروع في تشكيل الحكومة اليمنية خلال الأيام المقبلة، واستكمال سد الفراغات السياسية بما يعزز اللحمة الداخلية ويدعم صمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان.
وفي كلمته أمام الحشود المليونية في ميدان السبعين، قال الصماد:” نعتزم البدء بتشكيل الحكومة خلال الأيام القليلة القادمة، كما ندعو مجلس النواب إلى مواصلة أعماله والمساعدة في مواجهة التحديات خلال هذه المرحلة التي يواجه فيها شعبنا عدواناً غاشماً”.
وفيما وضع الاقتصاد على صدارة أولوياته، اعتبر الصماد أن تشكيل المجلس السياسي والاتفاق السياسي بين القوى الوطنية “أتى لسد الثغرات التي يحاول الأعداء النفاذ منها بعد أن عجز عن تحقيق تقدم في الميدان.
ودعا الصمّاد دول الإقليم إلى كف عدوانها عن الشعب اليمني الذي لم يناصبها العداء يوماً, كما وجه رسالة إلى دول العالم بأن المحتشدين الذين يبلغون ضعف سكان بعض دول خليجية هو أحق بأن تحترم إرادته عالمياً.
وأعلن الصماد مدَّ اليد لكافة الدول العالم، باستثناء الكيان الاسرائيلي، وترحيب المجلس السياسي بأي بعثات أو علاقات دبلوماسية مع تلك الدول.
فعاليات حزبية وشعبية تؤكد دعمها للمجلس السياسي الأعلى
وألقى محمد الزبيري كلمة الأحزاب والتنظيمات السياسية التي شاركت في المهرجان، جدد فيها التأكيد على خيار الشعب اليمني الوحيد وهو الصمود في وجه العدوان السعودي الأمريكي، معلناً دعم الأحزاب للمجلس السياسي الأعلى في أداء مهامه الدستورية.
وإذ حيا الزبيري صمود الشعب اليمنى وبطولات الجيش واللجن الشعبية في وجه على اليمن، ثمن في الوقت ذاته عودة مجلس النواب إلى ممارسة مهامه التشريعية والدستورية، دعياً إلى استكمال ملئ الفراغات الدستورية وإيصال البلد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية.
كما جدد الزبيري تمسك الأحزاب اليمنية بالوحدة اليمنية والثوابت الوطنية وحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً، دعا الزبيري الكلمة إلى العمل على طرد الغزاة الجدد من المحافظات الجنوبية والشرقية، وإسقاط مشروع التطرف الذي تسعى لإثارته قوى خارجية.
بدوره أكد اللواء خالد باراس، الذي ألقى كلمة الحراك الجنوبي عن مساندته للاتفاق السياسي بين القوى الوطنية وتشكيل المجلس السياسي الأعلى، وحيا اللواء باراس الجماهير الغفيرة التي توافدت إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء رغم الظروف الصعبة لإعلان تأييدها وإظهار وحدتها، كما توجه بالتحية للمجلس النيابي للموقف الوطني الذي أظهره.
وأضاف أن هذا الاتفاق التاريخي وجه رسالة إلى أولئك الذين يراهنون على تصدع الجبهة الداخلية، وهو في ذات الوقت تأكيد على أن الشرعية تنبع من هنا من الأرض اليمنية، و جماهير الشعب اليمني.
وفي سياق متصل، أكدت فتحية عبدالله، التي ألقت كلمة اتحاد نساء اليمن، دعم المرأة اليمنية للاتفاق السياسي بين القوى الوطنية، ووقوفها خلف الجيش واللجان الشعبية في صد العدوان على اليمن.
الى ذلك أكد علماء اليمن بيان صادر عنهم، ألقي في المسيرة، على تأييد علماء اليمن الاتفاق السياسي بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي وحلفاؤهم وتشكيل المجلس السياسي الأعلى، ووقوف العلماء إلى جانب المجلس في قيادة البلد في هذه المرحلة العصيبة، وبما يعزز اللحمة الداخلية، وكذا وقوف العلماء إلى جانب الجيش واللجان الشعبية في تصديهم للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
وجاء في بيان علماء اليمن “نؤكد أننا نعمل جاهدين في بث روح الإخاء والشراكة بين القوى السياسية وكافة الشعب”، ونثمن هذا الاتفاق الذي أتى بعد تضحيات أبناء اليمن في كافة ربوع اليمن في جبهات العزة والشرف تصدياً للعدوان الغاشم.
كما دعا بيان العلماء اليمنيين إلى تعزيز التلاحم في مواجهة التحديات والتصدي للعدوان الغاشم، وأن علماء اليمن من هذا المنطلق بمختلف مذاهبهم يباركون المجلس السياسي الأعلى، ووجه بيان علماء اليمن الدعوة لدول العالم لاحترام إرادة اليمنيين في الحرية وتقرير المصير وعبر عنها البرلمان اليمني ممثل الشعب.
كما دعا أيضا المنظمات الحقوقية للقيام بدورها في مساندة ليمنين وفضح جرائم العدوان بحق المدنيين وهي جرائم ضد الانسانية، ودعا المغرر بهم في صفوف العدوان إلى مراجعة أنفسهم والعودة إلى جادة الصواب.
الى ذلك،ألقى الشيخ شايف عاصم من أبناء نهم، كلمة مشائخ القبائل ووجهاء اليمن في مجلس التلاحم القبلي، وأكد الشيخ عاصم فيها تأييد قبائل اليمن للمجلس السياسي الأعلى المنبثق عن الاتفاق السياسي بين القوى السياسية الوطنية، ودعا خلالها العالم إلى احترام الإرادة الشعبية اليمنية، ومساندة مؤسسات الدولة اليمنية، والمغرر بهم إلى العودة إلى جادة الصواب.
وأدان الجرائم البشعة التي ارتكبها العدوان وآخرها استهداف مستشفى عبس وطواقم منظمة أطباء بلا حدود، ومدرسة تحفيظ بجمعة بن فاضل محافظة صعده، وغيرها من المجازر البشعة على امتداد الأرض اليمنية، وأكد استمرار القبائل اليمنية في رفد الجبهات بالرجال والمال حتى تحقيق النصر بإذن الله تعالى.
المصدر / الوقت