مالدوافع وراء جولة ظريف لأمريكا اللاتينية؟
هل جاءت جولة ظريف الى دول أمريكا اللاتينية لممارسة ضغوطات معاكسة على واشنطن والغرب للوفاء بتنفيذ عهودهم بشأن الإتفاق النووي أم أنها مجرد زيارة دورية لا أكثر؟
على الرغم من البعد الجغرافي الشاسع بينهما إلا أن العلاقات الايرانية اللاتينية أثبتت وجودها على خارطة التحالفات الدولية كواحدة من أفضل العلاقات الإيجابية.
يبدو أن نقض أمريكا لعهدها مع ايران بشأن رفع العقوبات عنها بشكل جاد لا على الورق فقط كما وصفته طهران في الآونة الأخيرة، أدى الى فقدان حكومة الرئيس الإصلاحي حسن روحاني الثقة بشكل قطعي بوعود واشنطن المصطنعة، لاسيما بعد مساعيها الحثيثة لرفع الحظر الإقتصادي عن ايران.
في الواقع إن تماطل الأمريكان في وفاء تعهداتهم لايران رسّخ لدى الجميع وليس فقط طهران أنه لايمكن الوثوق بالإتفاقات والعهود التي توقع مع الولايات المتحدة.
شكّل هذا النفاق الأمريكي دافعا كبيرا لتبدأ طهران ضغوطاتها المعاكسة من خلال توجهها الى البوابة الجنوبية للولايات المتحدة، الأمر الذي أدى الى توجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للقاء نظيره الكوبي برونو رودريجيز، حيث تم في هذا اللقاء الذي عقد في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين، بجهود كل من ظريف و رودریغز باریلا، الإتفاق على تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات، وإقامة قمة دول عدم الإنحیاز.
وبدأ محمد جواد ظریف يوم الأحد جولته اللاتينية التي ستستغرق أسبوعا، وسيزور خلالها ست دول وهي کوبا ونیکاراغوا وبولیفیا وتشیلي والاکوادور وفنزویلا. وکانت العاصمة الکوبیة هافانا المحطة الأولی فی جولة ظریف.
ويرافق ظریف في جولته ممثلون عن أکثر من 80 مؤسسة إقتصادیة إیرانیة کبری من القطاعین الخاص والحکومي.
من جهته صرّح ظريف صباح الإثنين، في مراسم افتتاح المؤتمر الاقتصادي المشترك بين ايران وكوبا في فندق ناسيونال هافانا، قائلا: الفرصة الآن باتت سانحة لنا، بعد رفع العقوبات عن ايران بان نحقق اهدافنا من خلال تضافر جهود بعضنا البعض، ولتغيير الظروف الاقتصادية في كوبا.
وأضاف ظريف: لدى ايران وكوبا علاقات وثيقة في المجالات السياسية والدولية، ولابد من تعزيز هذا التعاون في المجال الإقتصادي أيضاً.
واشار ظريف من خلال تواجد وفد ایرانی سياسي واقتصادي کبیر من القطاع الخاص، الى أن العلاقات بين ايران وكوبا ودول أمريكا اللاتينية متينة وتاريخية.
واشار ظريف خلال تواجد الفريق السياسي والإقتصادي الايراني، مشيدا بدور القطاع الخاص في تعزيز العلاقات بين البلدين، الى أن ايران بدأت الیوم مرحلة جدیدة من العلاقات مع کوبا، ملفتا الى تعزيز التعاون في المجال التقني والتکنولوجي بجميع مجالاته بما فيه الحیویة وصناعة الادویة، وبإمکانه ان یمهد لبلورة العلاقات بین البلدین فی المستقبل.
واوضح ظریف اننا بامکاننا ان نواصل التعاون الدولی بین البلدین کما فی السابق ونسهم فی تعزیزه مؤکدا تطابق مواقف الجانبین فی مواجهة لغة القوة والضغط الاقتصادی والتدخل فی الشؤون الداخلی لباقی البلدان.
وأکد ظريف خلال لقائه بنظيره الكوبي على تطابق مواقف الجانبین في مواجهة لغة القوة والضغط الاقتصادي والتدخل في الشؤون الداخلية لباقي البلدان، قائلا: استطعنا أن نثبت لأمريكا بأنها لن تتمكن من تنفيذ سياساتها المزعومة من خلال ممارسة الضغوط. واشاد ظریف بکرم ضیافة الشعب الکوبي، وقال: إن طهران وهافانا برهنتا بأن الصمود یقهر الحظر.
واشار الى ان هذه القضایا من أسس حرکة عدم الإنحیاز التي تعتبر ایران وکوبا عضوین فاعلین فیها، وقال: نأمل في أن یسهم تعاوننا في تحقیق أهداف حرکة عدم الإنحیاز أکثر فأکثر وان نشهد قریبا عقد مؤتمر قمة ناجح في فنزویلا باعتبارها بلدا صدیقا لایران وکوبا.
كما التقى ظريف خلال زيارته كل من نائب الرئيس الكوبي “ريكاردو كابريساس” ووزير الإقتصاد، وسيختم زيارته الى هذا البلد بعد لقاء الزعيم رائول كاسترو والرئيس الكوبي.
من جهته قال الوزیر الکوبي: إن العلاقات السیاسیة بین البلدین هي الآن في مستوی عال ومن ضمنها الدولي والثنائي. وتابع: إن الطاقات والآفاق المستقبلیة الاقتصادیة والتکنولوجیة تنبئ بمستقبل افضل.
تحاول إيران بعد إخلال أمريكا بوعودها، الى زيادة تجارتها الخارجية بعد رفع العقوبات الدولية عنها في كانون الثاني مع كوبا التي تجمعها علاقة ودية قديمة معها.
الجدير بالذكر أن كل من ايران وكوبا كانتا من ألد الأعداء لواشنطن. وهو الرابط المشترك الذي جمع بينهما منذ البداية، لاسيما عندما التقى الزعيم الكوبي فيدل كاسترو بالقائد الأعلى للثورة الاسلامية الايرانية السيد علي الخامنئي في العام 2001، ليؤكدا خلال هذا اللقاء على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات والتصدي للغطرسة الأمريكية.
المصدر / الوقت