لماذا استهدفت السعودية مسجد جبل النبي شعيب الأثري؟
تواصل السعودية غاراتها الهستيرية على اليمن، حيث شنت طائراتها بالأمس 27 غارة على 4 محافظات يمنية، استهدفت احداها مسجد جبل النبي شعيب الأثري الذي يقع في قمة الجبل بمديرية بني مطر محافظة صنعاء.
الطيران السعودي واصل فجر اليوم الخميس شن غاراته الهستيرية على صنعاء، واستهدف بـ 10 غارات حديقة 21 سبتمبر (الفرقة سابقاً) ومحيطها وسط العاصمة. وقد أوضح مصدر أمني لقناة المسيرة اليمنية أن الغارات استهدفت بوابات حديقة 21 سبتمبر الشرقية والغربية، ومجمع 22 مايو المحاذي للحديقة. وأكد المصدر تضرر مستشفى آزال الواقع أمام البوابة الغربية لحديقة 21 سبتمبر (الفرقة سابقاً)، بالإضافة إلى تضرر العديد من المنازل المجاورة لبوابات الحديقة ومجمع 22 مايو. كما شن طيران العدوان غارات على مديرية همدان شمال صنعاء، مستهدفاً الكسارة بمنطقة المحجر، ومحطة للغاز في المنطقة.
القصف السعودي أدى إلى تدمير شبه كلي في الجامع الذي يمتد عمره لأكثر من ألف عام في ظل سخط أبناء المنطقة حيال هذه الجريمة التي مثلت استهدافاً للحضارة الإسلامية برمتها.
مصدر محلي في العاصمة صنعاء، استنكر استهداف العدوان للمساجد الأثرية والتاريخية في اليمن في صورة تعكس الإفلاس الحقيقي الذي وصل إليه تحالف العدوان السعودي على الشعب اليمني وحضارته العريقة وأنه لم يعد أمام تحالف العدوان سوى المساجد والأضرحة لاستهدافها بالطيران بعد أن قتلت وجرحت آلاف اليمنيين في مساكنهم.
واعتبر المصدر استهداف تحالف العدوان للمساجد والمواقع التاريخية والأثرية، جريمة تضاف إلى مسلسل جرائم العدوان الذي استهدف ويستهدف التاريخ والذاكرة اليمنية ولم يراع حرمة المساجد ولا الأضرحة كما أنه يدمر المواقع التاريخية والقلاع والحصون وغيرها.
ودعا المصدر كافة الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بحماية التراث الإسلامي والإنساني العالمي إلى إدانة استهداف العدوان للمساجد والمعالم التاريخية والمواقع الأثرية.
واستهجن المواطنون استهداف بيوت الله، مؤكدين أن ذلك يزيد من انطلاق الكثير لجبهات القتال، ولن يكون سببا للاستسلام كما يزعم تحالف العدوان.
وأكد أبناء القرى المحيطة بالجامع الذي تحولت قطعُه الأثرية التي لا تقدر بثمن إلى ركام استلقى على أرضية الجامع، وترنح على بقايا جدرانه، أكدوا أن قصف هذا الجامع وكل بيوت الله عرّى حقيقة العدوان وفضح أدعياء خدمة الحرمين أمام العالم، وأيقظ همم رجال اليمن نحو ساحات القتال.
ولم يقتصر الدمار الذي خلفه القصف على الجامع فحسب، بل شمل بركته وكل ملحقاته مضافاً إلى الأضرار التي لحقت بالضريح المجاور له، ومن على بقايا سقف الجامع النقوش الأثرية وأجزاء من جدرانه، حيث تدلل النقوش الأثرية القديمة على فداحة استهداف تاريخ الأمة ومعالم دينها الحنيف من قبل الأمريكان وخدمته الذين مردوا على النفاق.
وزارة الأوقاف والإرشاد تدين بشدّة
وفي أولى ردود الأفعال الرسمية، أدانت وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية بشدة استهداف طيران العدوان السعودي لمسجد جبل النبي شعيب في مديرية بني مطر، والذي أدى إلى تدميره بالكامل.
واستنكرت الوزارة في بيان لها استمرار العدوان في استهداف المساجد دون مراعاة للمقدسات الدينية ولا للتراث الإسلامي. وأشارت إلى أن المساجد التي دمرها تحالف العدوان الإجرامي حتى اليوم تبلغ 655 مسجدا وجامعاً أثرياً وتاريخياً في مختلف محافظات الجمهورية في ظل صمت دولي مخزٍ ومعيب.
وناشد البيان المجتمع الدولي وكل المؤسسات والهيئات الإسلامية ومنظمات التراث الإنساني إلى تجريم ومحاكمة العدوان لاستهدافه التراث الديني والإنساني في اليمن.
لماذا المساجد؟
لا شكّ أنه لا يوجد أدنى مبرر لقصف الطائرات السعودية للمسجد الأثري الذي بني في عام 200 للهجرة، وتم تجديد سقفه في سنة 384 للهجرة إبان حكم الملكة أروى بنت أحمد الصليحي لليمن، بل تكشف هذه الخطوة حجم الإفلاس والحقد السعودي على حد سواء.
الإفلاس السعودي بعد أكثر من 17 شهراً على العدوان، والذي يتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الرياض، دفع بالرياض لاستهداف مسجد أثري يعود لأكثر من 1200 عام في خطوة تكشف مدى حقد النظام السعودي ليس على الواقع اليمني الذي يرفض الوصاية السعودية، بل على هذا البلد تاريخاً وحضارةً وإسلاماً.
كذلك، لم يكن مسجد جبل النبي شعيب الأول في مسلسل تدمير بيوت الله من قبل الطائرات السعودية، بل تم حتى اليوم تدمير 655 مسجدا من قبل تحالف العدوان، الأمر الذي يؤكد أن استهداف بيوت الله ينبع عن سابق تصميم وإرادة، “ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها”.
المصدر / الوقت