التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

لماذا يشعر الاميركيون بالغضب ازاء تحرير جزيرة الخالدية في الانبار العراقية؟ 

اسفر غزو قوات التحالف بقيادة اميركا للاراضي العراقية عام 2003 عن انهيار نظام “صدام”، وظهور نشاطات عناصر تنظيم “القاعدة” في هذا البلد.

ومنذ البداية، عمل هذا التنظيم الارهابي على تأجيج النعرات الطائفية وارتكب المجازر بحق الابرياء في العراق والتي صبت في سياق تحقيق اهداف الاميركيين بصورة كاملة. ومنذ عام 2003 تحولت جزيرة الخالدية التي تفصل بين مدينتي الفلوجة والرمادي الاستراتيجيتين، الى معقل رئيس ومقر قيادة لتنظيم “القاعدة”.

والجدير بالذكر ان هذه المنطقة لا تبعد عن بغداد سوى 80 كيلومترا، وتقع الى الشمال من نهر الفرات وتحدها بحيرة الثرثار شمالا، وترتبط بمناطق استراتيجية في محافظة صلاح الدين ومنها مدينتي سامراء وتكريت. وتضم جزيرة الخالدية عددا من البلدات منها الملاحمة والبوبالي والكنعان والكرطلان والبو عبيد.

وحاول الاميركيون منذ بداية غزوهم للعراق، احتلال جزيرة الخالدية عبر شن هجمات شديدة بعدة مراحل، الا انهم ارغموا على الانسحاب من المنطقة اثر تكبدهم خسائر فادحة. وفي عام 2006، وضعت نهاية للاشتباكات في هذه المنطقة بوساطة عشائرية وانتشار القوات المحلية، الا ان الارضية بقيت معدّة لنمو “القاعدة” ولم يبد الاميركيون اي ردود افعال حيال هذا الموضوع.

وقال بعض الخبراء ان الاميركيين حولوا عملية وضع نهاية للاشتباكات في هذه المنطقة الى فرصة لهم. وبحسب تصور الخبراء فان تنامي الفكر الوهابي في جزيرة الخالدية جعل الاميركيين يخططون لتحويل هذه المنطقة الى مكان بديل يكتسب الاهمية واستغلالها لصالحهم في اول فرصة ممكنة.

واسفر انتشار الفكر الوهابي التكفيري في جزيرة الخالدية عن احتلال تنظيم “داعش” الارهابي لهذه المنطقة الاستراتيجية عام 2014، ما أثبت صحة وجهات نظر الخبراء فيما واجهت بغداد مخاطر جادة.

وبعد احتلالها تحولت جزيرة الخالدية الاستراتيجية الى ممر ترانزيت للمعدات الثقيلة ونقل عناصر تنظيم “داعش” الارهابي من الاراضي السورية الى داخل العراق. وفي البداية كان تنظيم داعش الارهابي ينقل معداته وقواته من منطقة البوكمال الحدودية في سوريا الى بلدة الحديثة في العراق ومن ثم ينقلها الى الفلوجة عبر الخالدية.

وشكلت هذه النشاطات الخطيرة تهديدا كبيرا للحكومة العراقية، لانها كانت تحدث قرب العاصمة بغداد، لان عملية نقل المعدات بسرعة كانت ستحمل تداعيات قد لايمكن معالجتها. وفي وقت لم تكن سياسات الحكومتين العراقية والاميركية تسير باتجاه واحد شكل هذا الموضوع امتيازا للبيت الابيض لممارسة المزيد من الضغوط على بغداد.

ورغم الانتصارات التي حققتها القوات العراقية والحشد الشعبي في استعادة مدينتي الفلوجة والرمادي لكنها ادركت مخاطر بقاء الخالدية تحت سيطرة الارهابيين لذلك نفذت عمليات واسعة لتحريرها حيث استطاعت استعادة اكثر من 90 بالمئة من هذه المنطقة وتطهيرها على يد قوات الحشد الشعبي وانهاء الوجود الارهابي بعد مرور 13 عاما على تدنيسها.
المصدر / فارس

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق