التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

بالتفاصيل.. الجبهات الإرهابية المتبقية في ريف دمشق 

بعد أن استعاد الجيش السوري مدينة داريا غرب دمشق الى حضن الوطن، وطرد الإرهابيين منها، توسع طوق الأمان العاصمة وخلق ارتياحاً لدى سكانها وبقيت عدة جبهات حول دمشق، والتي تعمل الدولة السورية على تسوية أوضاعها إما عن طريق المصالحة أو من خلال طرد الإرهابيين منها بقوة السلاح.

ونجح الجيش السوري من خلال التسوية التي أتمها في مدينة داريا في الريف الغربي لدمشق، في تأمين أحد أكثر الجبهات سخونة منذ اندلاع الأزمة السورية، وبالتالي تأمين الخاصرة الجنوبية الغربية للعاصمة وإبعاد خطر الإرهابيين وقذائفهم عنها، إضافة إلى تأمين أوتستراد المزة الحيوي، والطريق الدولي دمشق – درعا، كما أبعد الخطر بشكل كامل عن مطار المزة العسكري الذي يعتبر قاعدة انطلاق أساسية للطائرات السورية التي تستهدف الإرهابيين في أطراف دمشق، والضغط على مسلحي بلدة “المعضمية” المجاورة لداريا للدخول في مصالحة مشابهة ما يعزز من طوق الأمان حول العاصمة دمشق.

بعد تطهير دارياً، يبقى الخطر الأكبر والأقرب إلى دمشق، هو منطقة جوبر شرق العاصمة، والتي تشهد منذ حوالي أربع سنوات معارك مستمرة مع الجيش السوري، وتكمن أهميتها في أنها تعد امتداداً لمناطق في الغوطة الشرقية لدمشق، مثل زملكا وعربين والقابون وعين ترما، وصولاً إلى مدينة دوما، المعقل الرئيسي للتنظيمات الإرهابية في الغوطة، ويسيطر الجيش على بعض الأحياء الغربية لجوبر، في حين يسيطر على الأحياء الشرقية تنظيمات إرهابية مثل “جند العاصمة وفيلق الرحمن والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، والجبهة الإسلامية”، والتي تنطلق منها قذائف الهاون على أحياء دمشق القديمة باستمرار.

في حين يتابع الجيش السوري عملياته العسكرية في عمق الغوطة الشرقية فبعد سيطرته قبل ثلاثة أشهر على كامل القطاع الجنوبي، بات الجيش اليوم على أبواب مدينة دوما، بعد سيطرته على منطقة حوش نصري وتقدمه باتجاه مزارع الريحان، التي تبعد أقل من خمسة كيلومترات عن دوما، حيث من المتوقع أن تشهد العملية العسكرية الأكبر على أطراف العاصمة.

وفي جنوب العاصمة وتحديداً أحياء “الحجر الأسود” و”مخيم اليرموك”، خمدت فيها وتيرة المعارك بشكل ملحوظ بين تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش”، بعد أن بلغت أشدها قبل حولي الشهرين، حيث يحاول كل منهما فرض سيطرتهما على المنطقة، في حين أفشل الإرهابيون محاولات عديدة للتسوية، والتي كانت ستؤدي إلى نقل المسلحين التابعين لتنظيم “داعش” إلى مدينة الرقة مقابل بسط الجيش السوري سيطرته على المنطقة، إلا أن المشروع فشل في مراحله الأخيرة، بعد خرق الاتفاق من قبل الإرهابيين ووجود أنباء عن تدخل خارجي للضغط على بعض المجموعات الإرهابية لإفشال التسوية.

أما في الشمال والشمال الشرقي من العاصمة، فتقع أبرز الجبهات في منطقة “التل”، التي كانت تخضع بشكل مباشر لسيطرة تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي منذ حوالي السنة، قبل أن يدرك “داعش” نوايا “أبومالك التلي” زعيم النصرة في القلمون، بتكوين إمارة داخل البلدة، ما دفع داعش لإرسال أعداد من عناصره إلى “التل”، الأمر الذي أدى إلى نشوب معارك عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في حين خفت وتيرة المعارك خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلا أنه ورغم ذلك يفرض الجيش السوري طوقاً أمنياً محكماً حول البلدة، ما يجعل دمشق بعيدة نسبياً عن أي خطر قادم من هذه البلدة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق