سفير أمني سعودي جديد في العراق والردود الشاجبة
أدى إنتشار أنباء عن تعيين مسؤول عسكري أمني سعودي آخر بدلا عن السفير السعودي الحالي في بغداد الى صدور ردود أفعال عراقية قوية يوم الأربعاء حيث بات الرأي العام العراقي يتساءل عن سبب إصرار الرياض على التعامل العسكري والأمني مع العراق بدلا عن العلاقات الدبلوماسية.
وتفيد الأنباء التي بثتها وسائل الإعلام السعودية ان الحكومة السعودية عينت العميد عبدالعزيز بن خالد الشمروخي الشمري الذي كان يشغل منصب الملحق العسكري في السفارة السعودية في ألمانيا مفوضاً بمرتبة سفير في بغداد بدلا عن ثامر السبهان الذي كان هو ايضا ملحقا عسكريا في السفارة السعودية في لبنان في السابق.
وكان السبهان أول سفير سعودي في العراق بعد 25 عاما من القطيعة بين بغداد والرياض لكن فترة بقائه في العاصمة العراقية لم تدم أكثر من 7 أشهر بسبب التوترات السياسية المختلفة وتدخلاته الفاضحة في الشؤون الداخلية للعراق، وعلى الأثر طالبت وزارة الخارجية العراقية يوم السبت الماضي الرياض باستبدال سفيرها السبهان.
اما في الوقت الذي كانت الحكومة العراقية والتيارات السياسية في هذا البلد تريد تعيين شخصية تراعي القواعد الدبلوماسية وتكون شخصية دبلوماسية في الأساس وتعمل من أجل تعزيز العلاقات الثنائية لكن السعودية عمدت مجددا الى تعيين شخصية عسكرية وأمنية ليدير سفارتها في بغداد.
وفور إنتشار هذا النبأ صدرت ردود شاجبة من شبكات التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام والشخصيات العراقية، وقال الإعلامي العراقي الشهير في قناة العهد وجيه عباس في برنامجه الفكاهي مساء الثلاثاء موجها كلامه الى شخصية فكاهية وهو حمار يضعه بجانبه ” أحلف إنك تفهم أكثر من هؤلاء”.
أما المحلل الامني العراقي المعروف اللواء “عبدالكريم خلف” فقد قال في حوار مع تلفزيون آفاق العراقي ان تعيين شخصية أمنية عسكرية بدلا عن السفير السعودي الحالي في بغداد لايدعو الى الإستغراب، واضاف انه من الواضح جدا ان ثامر السبهان كان ينفذ السياسات السعودية المرسومة في العراق وان أي سفير يأتي مكانه مكلف بإن يكمل المهمة غير المكتملة لسبهان.
بدوره نشر موقع “كنوز مديا” خبر تعيين العميد عبدالعزيز الشمري كسفير جديد للنظام السعودي في بغداد، وكتب انه يبدو عجيبا ان تظل السعودية مصرة على التعامل العسكري مع العراق بدلا من التعامل السياسي.
وأشار هذ الموقع الإعلامي الى ماضي السفير السابق والسفير الجديد قائلا ان ثامر السبهان كان الملحق العسكري السعودي في بيروت والان تم تعيين الملحق العسكري السعودي في المانيا كسفير جديد في بغداد حيث يعتقد الخبراء السياسيون ان التوتر الذي أشعله ثامر السبهان بين بغداد والرياض منذ 7 أشهر لن يخفف بمجيء العميد عبدالعزيز الشمري بل ربما يزداد تعقيدا وتوترا.
وتنبأ بعض وسائل الإعلام العراقية ان مجيء العميد عبدالعزيز الشمري سيحول السفارة السعودية في بغداد الى غرفة عمليات أمنية لإدارة شؤون الجماعات الإرهابية المسلحة في العراق.
اما الصحفي والمحلل العراقي أبو فراس الحمداني فقد إعتبر إصرار بغداد على تطبيع العلاقات مع السعودية دون جدوى بسبب وجود سياسة إستراتيجية لدى السعودية لزعزعة الأمن الداخلي في العراق، وقال على صفحته الشخصية موجها كلامه الى النظام السعودي بصراحة “نحن لانريدكم”.
ان مهمة ثامر السبهان التي بدأت في ديسمبر 2015 في بغداد كان من المتوقع ان لاتستمر فسبهان واجه معارضة العراقيين حينما عينته الرياض وتنبأ الخبراء والمراقبون الدبلوماسيون في العراق منذ بدء هذه المهمة انها سوف لن تستمر.
المصدر / الوقت