من هي “كعب أخيل” هيلاري كلينتون؟ 

أدى قيام كبيرة مستشاري هيلاري كلينتون بالإنفصال عن زوجها وكيفية رد دونالد ترامب على هذا الموضوع الى جعل كلينتون مرة أخرى هدفا لهجمات المنتقدين، “هما عابدين” التي وصفها ترامب خلال الشهور الماضية بأنها جاسوسة السعوديين تسببت مرة أخرى بأن تلقى كلينتون هجمات ترامب.

وقد أعلنت هما عابدين ذات الأصول الهندية الباكستانية والتي عاشت فترة من عمرها في السعودية يوم الأحد إنفصالها عن انتوني وينر العضو السابق في الكونغرس الأمريكي من الحزب الديمقراطي وطلبت من وسائل الإعلام إحترام خصوصياتها، ويبدو ان سبب هذا الإنفصال هو فساد وينر الأخلاقي، وكان وينر قد أجبر ايضا على الإستقالة من الكونغرس في عام 2011 للسبب ذاته لكنه قدم إعتذارا في ذلك الوقت وإستطاع ان يحفظ حياته الزوجية لكن يبدو ان الإعتذار لم يفلح هذه المرة.

وقد تسبب هذا الموضوع بإشتداد هجمات دونالد ترامب ضد هيلاري كلينتون حيث يقول ترامب ان كبير مستشاري هيلاري كلينتون كانت تعيش مع شخص لايمكن الوثوق به وان كافة وثائق كلينتون السرية كانت في متناول يد هذا الشخص.

من هي هما عابدين؟
شغلت هما عابدين منصب مساعدة رئيس مكتب كلينتون حينما كانت الأخيرة وزيرة للخارجية الامريكية كما كانت عابدين مساعدة كلينتون أثناء حملتها الرئاسية في عام 2008 والان تشغل عابدين منصب نائبة رئيس الحملة الرئاسية لكلينتون في انتخابات عام 2016.
ولدت هما عابدين في كالامازو، ميشيغان، لمحمود عابدين من الهند، وصالحة من باكستان، وكلاهما مربيان حصلا على شهادة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا وانتقلت في جيل عامين إلى جدّة، السعودية، حيث عاشت وتعلمت حتى مرحلة الثانوية، وبعدها عادت للولايات المتحدة لتلتحق بجامعة “جورج واشنطن”، وقد بدأت عابدين تعاونها مع هيلاري كلينتون حينما كانت كلينتون تعتبر السيدة الأولى في أمريكا كما يقال وعملت عابدين في المكتب الإعلامي للبيت الأبيض وعندما اصبحت كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية إستمر هذا التعاون وبقي حتى الآن، وتزوجت هما عابدين مع النائب الديمقراطي السابق عن ولاية نيويورك انتوني وينر في عام 2010.

وهناك شبهات تحوم حول علاقة هما عابدين مع جماعة الإخوان المسلمين يستغلها اعداء هيلاري كلينتون حيث يقولون بأن عابدين هي صلة الوصل بين كلينتون والجماعات المتطرفة كما وصف دونالد ترامب عابدين بأنها جاسوسة سعودية تقف الى جانب فريق كلينتون الإنتخابي.

وفي عام 2012 بعث أعضاء الكونغرس الأمريكي رسالة الى المفتش العام لوزارة الخارجية الأمريكية “هارولد دبليو جيزل” طلبوا فيها ان يقوم بتحقيقات حول تأثير الأشخاص المرتبطين بالإخوان المسلمين على سياسات وزارة الخارجية الامريكية، وقد إستند هؤلاء في إدعاءاتهم الى تحقيقات مركز السياسات الأمنية الأمريكية الذي كان أهم مؤيد لوجود نظريات المؤامرة المرتبطة بالإخوان المسلمين ويعتبر ان 3 أعضاء من عائلة عابدين (والدها ووالتها وشقيقها) هم على علاقة مع الإخوان المسلمين أو المنظمات ذات الصلة.

ان والدة هما عابدين وهي صلاحة عابدين هي أحدى أعضاء هيئة الرئاسة لـ ” المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة” الذي يرأسه “يوسف القرضاوي” ويدعم الإخوان المسلمين.

لكن المواقع الإعلامية الداعمة لهيلاري كلينتون رفضوا الإدعاءات حول العلاقات العائلية الوثيقة والمهنية بين هما عابدين وحزب الإخوان المسلمين وإتهموا المواقع الإعلمية التابعة لدونالد ترامب والتي تنشر من هذه المواضيع بانها تعيش وهم المؤامرة.
ومن جهة أخرى يعتبر والد “هما عابدين” من مؤسسي “مؤسسة شؤون الأقلية المسلمة” في السعودية و”الإتحاد العالمي للمسلمين”، وقد كتبت صحيفة هيل نقلا عن “اندرو ماك كارتي” و هو احد المدعين العامين الإتحاديين السابقين ان ” الإتحاد العالمي للمسلمين” هو من اهم مؤسسات الإخوان المسلمين في العالم وان الأمين العام السابق لهذه المنظمة ويدعى “عمر نصيف” هو مؤسس منظمة رابيتا تراست التي صنفت ضمن المنظمات الإرهابية بسبب دعمها للقاعدة.

وقد تردد إسم هما عابدين في السابق أيضا في قضية الرسائل الإلكترونية المثيرة للجدل لهيلاري كلينتون وقد حضرت امام الكونغرس لتقديم توضيحات.

وهكذا أصبحت هما عابدين التي يعود تاريخ علاقاتها مع هيلاري كلينتون الى زمن رئاسة بيل كلينتون “كعب أخيل” مرشحة الديمقراطيين في الإنتخابات الرئاسية وليس مستبعدا أن تصبح كلينتون مرغمة على وضعها جانبا بهدف إنقاذ نفسها اذا قام ترامب و ووسائل الإعلام الأمريكية بأثارة ضجة كبيرة في هذا الصدد.
المصدر / الوقت