التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

آل سعود وثلاثية “التكفير والغطرسة والعمالة” (1) 

من الضروة بمكان التنويه ابتداء الى حقيقة ساطعة وهي استحالة ان يكون آل سعود بثلاثيتهم الشهيرة (التكفير والغطرسة والعمالة)، جزءً من الامة الإسلامية.

هذه العائلة المتسلطة على بلاد الوحي الإلهي وشبه الجزيرة العربية بما فيها من قدسية دينية خطيرة وخيرات بترولية غزيرة، لا يمكن إلا ان تكون حلقة من حلقات الهيمنة الصهيوغربية في الشرق الاوسط والعالم الإسلامي.

الغطرسة التي اعتادت ان تتعامل بها مع الدول العربية والاسلامية هي من دون شك وليدة عقدة حقارة متعشعشة في نفوس ابناء آل سعود، كونهم يتربعون على أقدس بقعة في العالم الاسلامي، دون ان يمتلكوا اي رصيد فكري ثقافي تاريخي وحضاري يؤهلهم لتبؤ مثل هذا الموقع المهم.

ولهذا نرى في مضمار العقيدة، أنهم لم ينجذبوا إلا الى أكثر الحركات الدينية ضلالة وتطرفا وتكفيرا للآخر، أي الوهابية المنحرفة، وبما يمكّنهم لاحقا من التعامل باستعلائية فارغة مع عموم المسلمين، وذلك تحت ذريعة انهم هم “الأصح والأقوم سبيلا” وانهم هم حملة “لواء محاربة البدع ومظاهر الشرك” في العالم اجمع وليس في أرض الحجاز الطاهرة.

وعلى هذا الاساس لم يجد آل سعود ما يساعدهم على السيطرة والتحكم والبطش بالآخرين في شبه جزيرة العرب، سوى العمالة للإستعمار البريطاني الذي وجد في هذه القبيلة البربرية المتجلببة بالاسلام عبر اعتناقها العقيدة التي هي أساساً من إنتاج الجاسوسية والمخابرات البريطانية نفسها، خير مطية لتمرير مشاريعها الشيطانية.

ولابد من التذكير بأن غارات آل سعود على جيوش الخلافة العثمانية في البادية خدمة للبلاط البريطاني وأهداف التغلغل الإستعماري الاوروبي في المنطقة، كان من أسباب استنزاف دولة “آل عثمان” وانهيارها لاحقاً نتيجة للضربات القاصمة التي تلقتها من كل حدب وصوب.

ان العمالة التاريخية التي امتاز بها السعوديون جرّت ويلات ونكبات بدأت بضياع فلسطين عبر قيام عبد العزيز آل سعود بتوقيع ومنح صك تنازل عنها للصهاينة الغزاة، وتواصلت بنشر الوهابية المتطرفة التكفيرية في مدارس البلاد والمراكز الدينية في الدول الفقيرة عبر الإعتماد على أموال الثروة النفطية والموارد الهائلة لمواسم الحج، وانتهاء باستيلاد جماعات التطرف والطائفية المسلحة مثل القاعدة وطالبان ولشكر جنكو وبوكوحرام وداعش وفتح الشام والفروع التنظيمية الصغيرة الاجرامية الاخرى التابعة لها والتي حولت العالم الإسلامي الى جحيم واقطاعيات خارجة ومتمردة على القانون.

في ما أظهرت الحرب الهمجية الإبادية على اليمن وتدخلات حكام الرياض على مستوى القمع الطائفي في البحرين والحروب التمزيقية التكفيرية في سوريا والعراق ولبنان، وتواطؤهم في انهيار ليبيا وإضعاف مصر وطمس القضية الفلسطينية، وتمويلهم للعمليات الإرهابية والطائفية في باكستان وافغانستان، واخيرا جريمتهم الدنيئة في التحريض على ارتكاب مجزرة مروعة ضد المسلمين الشيعة في نيجيريا، أظهرت نزعة سعودية وهابية حاقدة ومتغطرسة وفظة بل ومتناغمة تماما مع (المؤامرة الأميركية ـ الإسرائيلية) الرامية الى اعادة صياغة جغرافية المنطقة وتجزيئها اكثر فاكثر في اطار ما يسمى بـ ” الشرق الاوسط الجديد “.

واضح ان دولة “آل سعود” وبما تحمله من تناقضات حادة جدا، فإنها من الصعب جدا بل من المستحيل أن تكون طرفاً اسلاميا وديعا يستطيع ان يضطلع بمهام إدارة مواسم الحج العبادية السياسية إدارة حريصة تحفظ ارواح ضيوف الرحمن وتوفر لهم اسباب الطمأنينة والأمان والسلامة، خاصة وان هذا النظام الجاهلي الفاسد لم ولن يتورع عن استخدام هذه الفريضة الإلهية كورقة ضغط سياسية على الدول والشعوب والحكومات استجابة للتعليمات الأميركية الصهيونية، وبما تسبب هذا العام في منع جماهيرغفيرة من مسلمي الجمهورية الاسلامية والايرانية واليمن المظلوم وسوريا عن تأدية هذا الواجب الإسلامي العظيم.

ولاشك في ان مشهد استشهاد آلاف الحجاج الأبرياء بشكل مفجع في موسم العام الماضي 1436 خلال كارثة “الرافعة” في داخل الحرم المكي وقريبا بامتار من الكعبة المشرفة، وكارثة “مشعر منى” المروعة وموت عدة آلاف من حجيج الأرض نتيجة التدافع والاختناق والحر والعطش على مرأى ازلام النظام السعودي الفظ الذين لم يحركوا ساكنا عند وقوع هذه المجزرة وحتى بعدها بساعات استمرت الى الليل، يعطي دليلا قاطعا على انعدام اي روح انسانية او دينية او اخلاقية في نفوس هذه افراد العائلة المتعجرفة البعيدة كل البعد عن رحمة الاسلام وسماحته ورقته ورأفته.
حميد حلمي زادة

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق