التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أكتوبر 31, 2024

الزرزور الموهوم يهدد الشاهين !! 

عبدالرضا الساعدي
يقول أحد الروائيين العالميين ((حذار من امرأة تتحدث عن الشرف كثيرا)) ، ولا أدري لماذا يذكرني هذا القول مباشرة بوزير خارجية المملكة الوهابية الداعشية ( السعودية ) عادل الجبير وهو يحاول أن يرتدي ثوبا ليس بوسعه أن يستر عورته ، أو قناعا لا يخفي وجه فضائح مملكته العاهرة.
الجبير هذا ،وفي محاضرة بأنقرة عن السياسة الخارجية وسبل التعاون بين السعودية وتركيا، يهدد إيران بالعزلة متهماً إياها بـ”دعم الإرهاب ونشر الطائفية والتدخل في شؤون الجوار”، على حد تعبيره.. ومما قاله هذا الدعي أيضا “إن السعودية ترفض أي خطوات تهدد وحدة العراق حالياً ومستقبلاً ومحاولة اختطاف استقلال القرار العراقي من قبل إيران”
وأضاف “إن التحدي والخطر الأكبر في المنطقة هو السياسات الإيرانية القائمة على الطائفية وتصدير الثورة تجاه دول الجوار” على حد وصفه.
* ولكي نأتي على هذه التصريحات أو التخرصات نقول بدءا ، لقد نفقت السعودية ما لا يقل عن 100 مليار دولار، لتصدير الوهابية لمختلف الدول الإسلامية الفقيرة في أنحاء العالم إلى حد عام 2001 وأن مستوى التمويل قد ارتفع كثيرا في السنوات اللاحقة .. الوهابية التي تبرأ منها العالم الإسلامي اليوم من خلال المؤتمر الإسلامي الذي عقد مؤخراً في العاصمة الشيشانية غروزني والذي ولّد ‘‘حالة من الجنون أصابت مشايخ الوهابية في نجد والحجاز الذين أحسوا بانكشاف سوأتهم وافتضاح زيف أكاذيبهم ودجلهم باسم السنة والجماعة ، ولهذا اتهموا إيران والروس بالوقوف خلف هذا المؤتمر “لإخراج المملكة من أهل السنة والجماعة”.- بحسب وصف بعض وكالات الأنباء العربية والإسلامية_. وهذه من بين بعض الركلات اليومية المستمرة التي يتلقاها نظام آل سعود بعد أن تلقى ركلات أكبر على أيدي رجال المقاومة والحشد الشعبي الأبطال في العراق وسوريا واليمن ..
ولهذا فدور السعودية في الإرهاب يعرفه الجميع ، وقد أصبح لهذا الدور شهادات مصدقة من قبل ذات الدول الحليفة لها ، فقد جاء في شهادة من باحث أمريكي في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، ونشر في صحيفة نيويورك تايمز الشهيرة: يجب على السعودية وقف تصدير التطرف. وداعش ترتكب الفظائع بالدعم السعودي لنشر الكراهية ويقول بصريح العبارة : “دعونا نكون واضحين وصريحين: إن تنظيم القاعدة، والدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا، بوكو حرام، والشباب وغيرها، كلها تجمعات سلفية عنيفة. ومنذ خمسة عقود، كانت المملكة العربية السعودية هي الراعية الرسمية لها في جميع أنحاء العالم”
وكذلك في شهادة الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية MI6 سير رتشارد ديرلوف (Sir Richard Dearlove) حيث يقول ،، كانت السعودية تخطط لهذا المشروع لثلاثين سنة _ويقصد إبادة الشيعة في العالم ومعاملتهم كما عاملت النازية اليهود في ألمانيا الهتلرية، وليستمع (أبو بريص) الخارجية السعودية أيضا عن دور السعودية في بث التطرف الديني حيث نشرت مجلة ميدل ايست مونيتر-MidEast Monitor ( في أحد أعدادها دراسة للسفير الأمريكي السابق لدى كوستاريكا (كورتين وينزر) : أن “السعودية أنفقت 87 مليار دولار خلال العقدين الماضيين لنشر الوهابية في العالم “، وأنه يعتقد أن مستوى التمويل قد ارتفع في السنوات الأخيرة نظرا لارتفاع أسعار النفط ، ويلاحظ (وينزر) جهود نشر الوهابية في عدد من بلدان جنوب شرق آسيا، وأفريقيا والدول الغربية من خلال بناء المساجد والمدارس الدينية والمشروعات الخيرية واستقطاب الشباب العاطل والمهاجرين في هذه البلدان. وتقول الدراسة إن خريجي المدارس الوهابية كانوا وراء معظم الأعمال الإرهابية.
كما أن القادة الغربيين يدركون ما يحدث، فقد كشفت وثائق (ويكيليكس) أن هيلاري كلينتون، حين كانت وزيرة للخارجية الأمريكية، على علم بالتمويل السعودي للجماعات الإرهابية في أنحاء العالم، ، فداعش نتاج لعبة دولية وإقليمية هدفها إخضاع الحكومات التي لم تساير أمريكا وحلفائها في المنطقة ، والعمل على تحويل الصراع العربي- الإسرائيلي إلى صراع انتحاري سني- شيعي لإبادة المسلمين وتشويه صورة الإسلام أمام العالم.
و (أبو بريص) الخارجية السعودية يعرف جيدا كيف حاولت أمريكا وتحاول يوميا وبمشاركة السعودية نفسها في محاولة تقسيم العراق طائفيا ، وهذا ما حدث خلال السنوات الماضية ومن ثم إظهار داعش بصورة مفاجئة کقوة غير متخيلة ، و منحها قدرة السيطرة على مناطق واسعة من العراق وكان وجود السعودية هنا ضروريا للتمويل والدعم من ميزانيتها . أولا ومن ثم خوضها حروبا بالوكالة ثانيا ، كما حصل في اليمن .
لقد حاولت السعودية وضمن مؤامرة أمريكية واضحة ، أن تخدع العالم أن الحرب في العراق ضد الدواعش كانت حربا طائفية ، لكن المرجعية الدينية في العراق كانت يقظة جدا حيث أفشلت هذه المؤامرة بمواقفها الحكيمة والرشيدة .. وربما لا يدري (أبو بريص) الخارجية السعودية أن الجرائم التي ارتكبتها السعودية في اليمن هي أبشع مما ارتكبته “اسرائيل” في غزة ،
كما أنه يتغافل عن محاولة مملكته الداعشية فك الحصار على الإرهابيين في حلب، لولا جهود إيران في ترميم الطوق على الإرهابيين ومنعت من وصول الدعم اللوجستي لهم.
، وربما تناسى الجبير كيف تدخلت السعودية وأرسلت قوات ما يسمى بـ(درع الخليج)،إلى البحرين وحتى بدون دعوة من الحكومة البحرينية (وسحقت التظاهرات الشعبية هناك بمنتهى القسوة، بذريعة أن هذه الانتفاضة مدعومة من إيران.
كذلك تناسى كيف أن تل أبيب طلبت من الرياض التدخل بقوة لمنع إقامة فعاليات الاحتفاء بيوم القدس العالمي.وأن اجتماعا سرياً عقد في شرم الشيخ بين مسؤولين سعوديين ونظرائهم الإسرائيلين قد خَلُصَ إلى توصيات من شأنها التوقع بإعلان التطبيع مع إسرائيل في خطوة أيدتها السعودية لتكون رأس الحربة في عملية التطبيع العربي مع إسرائيل..
وأكدت المصادر؛ إن إجبار الدول العربية على منع التظاهر المؤيدة ليوم القدس العالمي كان من أهم مطالب تل أبيب وكان رد السعودية على الطلب الإسرائيلي “نعم؛ إن بإمكاننا أن ندعو أخوتنا لمنع التظاهرات في بلدانهم، فهي محرمة شرعاً”!
إنه يتحدث ضمنيا عن فشل مشروعهم التخريبي في المنطقة على يد إيران ، وحين يهدد فهو تهديد الصغار الأقزام للعمالقة بلا شك ،و يذكّرنا هذا الوزير المخنث الموهوم ، بقول الشاعر العراقي الكبير _صفي الدين الحلّي _ :
((إنّ الزرازيرَ لمّا قامَ قائمُها ، تَوَهّمَتْ أنّها صارَتْ شَواهينا )).

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق