إرهاصات فشل آخر فرصة للتعاون الأمريكي الروسي في سوريا
أعلن اليوم الثلاثاء 13/9/2016، 21 فصيلا من الإرهابيين في سوريا رفضهم للإتفاق الامريكي الروسي والذي تم استثناء “جبهة فتح الشام” منه.
وجاء هذا الرفض من قبل الارهابيين بعد أن دخلت الهدنة في جميع أنحاء سوريا بوساطة من أمریکا وروسيا حيز التنفيذ الساعة السابعة مساء يوم الاثنين 12/9/2016. وتمكن السكان في بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة السورية في مدينة حلب، من قضاء عيد الأضحى بهدوء في الساعات الأولى من التهدئة.
وفي الآونة الأخيرة قضى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، جلّ وقته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، منهمكا بإجراء مباحثات حول الأزمة السورية، وكان قد أكد موقف بلاده قبل إقرار وقف إطلاق النار قائلاً: نعتقد بأن عملية وقف إطلاق النار هذه هي الحل الوحيد للأزمة السورية، ومن الممكن أن ينتهي بحل سياسي في آخر المطاف، أنا أطلب من جميع أطراف الصراع أن يلتزموا بهذه الهدنة، لأنني أتوقع بأن هذه الفرصة ستكون الأخيرة لحفظ سوريا كدولة موحدة.
وبموجب الاتفاق الروسي الامريكي تم سريان بدء وقف إطلاق النار في سوريا منذ يوم الاثنين 12/9/2016 ولمدة سبع أيام، ليتم التهدئة في المناطق المستعرة بالاشتباكات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة.
من جهته كانت قد أعلنت القيادة العامة للجيش السوري، في وقت سابق، إلتزامها بتطبيق نظام التهدئة على أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة سبعة أيام اعتبارا من الساعة 19.00 يوم 12-9-2016 ولغاية الساعة 23.59 يوم 18-9-2016. وذكر الجيش السوري بان نظام التهدئة يجيز الاحتفاظ بحق الرد الحاسم على أي خرق من جانب المجموعات المسلحة، وأكد بأن المجموعات الارهابية على غرار داعش والنصرة لن تشملهما الهدنة.
كما أجاز قرار وقف إطلاق النار لقوافل المساعدات الانسانية الدخول الى المناطق المتضررة جراء الاشتباكات، لتقوم بتوزيع الأدوية والغذاء.
الخطوة القادمة ستتمثل باستغلال هذا الإتفاق ليكون منصة وثب يتم من خلالها التوصل الى مباحثات هادفة وقاصمة بشأن حل الأزمة السورية، لاسيما المباحثات التي جمدت في جنيف بإشراف الامم المتحدة.
وماتزال الهدنة المعلنة منذ ليلة الاثنين صامدة رغم تزايد التوقعات بإمكانية فشلها، وتداول التصريحات بشأن هشاشتها، إلا أن هذه الهدنة تعد فرصة قصيرة للشعب السوري، و أن هشاشة هذا الإتفاق بدأت تلوح بالأفق وخصوصا بعد حصول خروقات محدودة تبادلت بسببها الحكومة السورية والمسلحين الإتهامات بالوقوف وراء هذه الخروقات.
إن نجاح هذه الهدنة متعلق بمدى تمكن كل من روسيا وامريكا من ممارسة الضغوط على الأطراف التي يدعمونها، وبمدى رعاية قوانين هذا الاتفاق في الحرب. إلا أن طرفي الصراع متشائمون بشأن نجاح هذه الهدنة، وليس لديهم الثقة بإمكانية الإلتزام بها، ولهذا السبب إن احتمال خرق هذا الاتفاق وكسر الهدنة كبير جدا.
لافروف وكيري قدما هذا الاتفاق كهدية بمناسبة عيد الأضحى لسورية، إلا أن هديتهما الأخرى كانت بإعلانهما مواصلة قصف المجموعات الارهابية على غرار داعش والنصرة الممتدة في مناطق الرقة شرق البلاد وحلب في الشمال ودرعا في الجنوب.
وواصل وزير الخارجية الروسي اليوم الثلاثاء، انتقاداته من المماطلة في استئناف المفاوضات السورية في جنيف، واعتبرها أمر غير مقبول.
من جانبه حذّر وزير الدفاع الإيراني من استغلال وقف الأعمال القتالية في سوريا لإعادة هيكلة التنظيمات الإرهابية وتزويدها بالسلاح.
ويسود هدوء حذر جبهات القتال بين الجيش السوري من جهة ومسلحي مایسمی ب “الجيش الحر” والفصائل المسلحة الارهابیة المرتبطة بالهدنة من جهة أخرى في معظم المناطق في حلب.
وفي هذا السياق، أعلن اليوم الثلاثاء، 21 فصيلا من الإرهابيين في سوريا رفضهم للإتفاق الامريكي الروسي والذي تم استثناء “جبهة فتح الشام” منه.
وادّعت المجموعات الارهابية بأنه دون إيجاد منطقة عازلة تمنع الطائرات السورية من التحليق في سماء البلاد، لن يكون للإتفاق أي فائدة.
وتابعت المجموعات الارهابية تحريضها قائلة: لايجب قبول المساعدات الانسانية المتعلقة بهذه الهدنة بأي حال من الأحوال، ولايوجد أي إلتزام يفرض علينا عدم خرق هذه الهدنة ولايمكننا الوثوق بعدم خرقها من قبل النظام السوري.
بناء على ماورد، يمكننا التنبؤ بهشاشة هذا الإتفاق الذي توصلت إليه كل من روسيا وامريكا لوقف الحرب في سوريا، لاسيما أن طرفي الصراع في سوريا متشائمين بإمكانية نجاح هذا الإتفاق.
وفي المحصلة يمكننا القول بأن هذا الإتفاق سيمثل الفرصة الأخيرة لكل من أمريكا وروسيا في سوريا، من أجل التعاون فيما بينهما لحل أزمة هذا البلد.
المصدر / الوقت