المرجعية العليا: قيمة المال في إنفاقه ولا بر افضل مما ينفق على المقاتلين
كربلاء المقدسة – محلي – الرأي –
اكد ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي، على ضرورة انفاق المال في اوجه البر، مشيرا إلى ان “قيمة المال في إنفاقه وليست باكتنازه”.
وقال السيد احمد الصافي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني المقدس اليوم، ان “القرآن الكريم عرج على شخصية اوتيت مالا كثيرا، وعبره عنها القرآن الكريم في تعبيرات مضت ولكنه اصيب بالغرور وايضا كان فتنة لصنفين من الناس، صنف تمنى ان يكون على شاكلته ،وصنفه من الذين أوتوا العلم كانوا يتميزون بالعقل والسكينة ويعرفون ان هذا هو مقياس الشخصية”.
وأشار إلى ان “هذا الشخص هو قارون، وأصبح هذا اللفظ يمثل في أذهان الجميع السلطة المالية التي تجمع بغير حق، والله تعالى يسرد لنا هذه القصة ويركز على المهم منها”.
وأضاف ان “هذا القارون، يدعي انه ملك ما ملك بعلم من عنده، قال {إنما اوتيته على علم مني}، وان نظري إلى ما اجمع والى ما اكنز وهذا ان دل على شيء ، انما يدل على اني شخصية عظيمة استطعت بعلمي وجهدي ان اجمع هذه الثروة وانا لا اعترف بناصح وموجه وخطيب، وأنا حصلت على ما حصلت بعلمي وحيلتي وشطارتي “.
وأوضح إن، “هذه فلسفة القارون الذي يجمع المال”، مبينا ان “قارون يفتخر بما لديه ويرى ان قيمته بما جمع، فالناس تتباهى إذا كان سوق العلم رائجا ستفتخر الناس به، وتقيم العلم وإذا كان سوق المال رائجة فستتباهى الناس في المال ولا تعتني بالعلم وهذه من ابتلاءاته {العلم}”.
ونوه ممثل المرجعية الدينية، إلى إن “الناس تشعر إن لديها مجموعة من النواقص وتحاول أن تسدها بهذه الأمور، وقارون كان يعتقد أن نقصه هو المال، يرى أن قيمته في المال فإذا كان عنده مال أعلى فهو لابد أن يكون شخصية كبيرة”.
وتابع إن “الأمة عندما تفقد الموازين في تقييم الأشخاص، فان الحق يصعب أن يجد له طريقا وسط هذا الحضور الوهمي”، مشيرا إلى إن “الأمة لم تكن تعي أين المصلحة، فهذا قارون احتال على الأمة وأراد إن يبين أن العلم الذي عنه هو الذي جاءه بهذه الأموال، فقال {فخرج على قومه في زينته}، وأراد أن يستعرض قوته، ويسرق الأضواء ويقول هذه قيمة”.
وذكر السيد الصافي، إن “الحال لا يخلو من بعض العقلاء، فعلى الإنسان ان يوضح، إن هذا ليس هو مقدار القيمة، فالقيمة هي العمل الصالح ،قيمة كل امرئ ما يحسن، وليس ما يكنز، فالمال قيمته في إنفاقه وليست في كنزه، فالاكتناز حالة سلبية”.
وبين إن “الكيان الذي كان لدى قارون في لحظة الله تعالى خسف به، والإنسان عندما يرى التجربة أمامه او يصل اليه خبر من صادق مصدق كأنه مشاهد عليه ان يلتفت، والإنسان الذي يهبه الله مالا ويخرج من عهده المال بإنفاقه فهنيئا، وألان نسمع كثيرا ونشجع ان يكثر أموال من ينفقها في وجوه البر، ولا بر افضل مما ينفق الان عند المقاتلين حتى نرى بلدنا طاهرا من دنس الإرهابيين”.انتهى