جليلي: آل سعود والبيت الابيض وقصر بكينغهام ينتمون الى قبيلة الجاهلية الحديثة
وكالات – سياسة – الرأي –
قال المعارض السني البحريني خالد المشاط أن السلطات الخليفية تعلم بأن محاكمة الشيخ عيسى قاسم و رأي المحكمة الخليفية مرفوض بين أبناء الشعب ولهذا تؤجل المحكمة التأريخ الى موعد آخر.
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء فارس قال المشاط أن السلطات تعلم بأن زعيم الشيعة في البحرين لم يتزعم أي حركة سياسية و معارضة للنظام مؤكدا أن قرارالمحكمة بشأن علماء الدين قرار سخيف وجاء للضغط على علماء الشيعة في البحرين مبينا أن الجهاز المخابراتي السعودي هو المحرك الأصلي للجهاز الأمني البحريني.
وتابع المشاط أن السلطات البحرينية هي التي تزرع الطائفية في المجتمع و تنشر الأكاذيب خلال الأعلام المزيف وتتهم سائر الدول بالمداخلة في شؤون البلاد.
وحذر الناشط البحريني المخابرات في بلاده بأن الاعتداء على رموز الدين و خاصة على علماء و رموز الشيعة يسبب تأجيج الطائفية في البلاد مؤكدا أن الثورة في البحرين لاتزال سلمية و معتدلة و تشمل كل الشعب وليست خاصة بالشيعة.
علماء البحرين: محاكمة «آية الله قاسم» محاكمة للمذهب الشيعي
وعدّ علماء البحرين محاكمة آية الله الشيخ عيسى قاسم على خلفية إقامة فريضة الخمس وفرائض الدين الأخرى، محاكمةً للمذهب الشيعي، وأن إسقاط جنسيته هو منعطف مصيري بالنسبة للحكم وللشعب، وسيحدد بطبيعته وإفرازاته وتداعياته مستقبل الوطن كله.
العلماء أكدوا في بيانهم الصادر، أن الوطن يسير إلى المجهول عبر إصرار السلطات على النهج الكيدي والسياسي الظالم الذي يسير محاكمة الشيخ عيسى قاسم، مشددين على ضرورة الاحتكام للعقل والحكمة وتغليب مصلحة الوطن عبر إلغاء هذه المحكمة الباطلة، والشروع في الحل الذي لا يجهل مساره حكومة أو شعب.
آخر ملوك الزمان
“يا آخر ملوك الزّمان”. في أغسطس من العام ٢٠٠٧ نشرَ الدكتور عبد الجليل السنكيس، المحكوم بالمؤبد، مقالاً بهذا العنوان على مدوّنته (الفسيلة). ليس هناك من وقتٍ أفضل للكتابةِ عن “الملك”؛ أفضل من تطايره اليوم في حضْرة السّلطان التّركي. المشهدُ الخرافيّ هنا لا يوازيه إلا المشهد العكسيّ الذي وضعه الدكتور السّنكيس.
علينا، إذن، أن نعودَ إلى الأستاذ الجامعيّ الذي فاتَحَ “الملكَ” بمضمون الشّفرات اليوميّة التي يتبادلها البحرانيّون. وضعَ أستاذ الهندسة الميكانيّكيّة “آخرَ ملوك الزّمان” أمام اختبارِ المرض والموت، وعلّق أمامَه عِبرَ التّاريخ ونهايةَ المتجبّرين، وخيّره بين الإتعاظ بما مضى، أو الدّخول في “الحياة البائسة” التي خرّ فيها طغاةٌ سابقون.
وضعَ السّنكيس، في حينه، “الملكَ” داخل دائرةٍ مثلّثة: بين الاتّهام والرّهان والتقاط الفرصةَ الأخيرة، و”قبل فوات الأوان”، وقدّم له في الوقتِ نفسه الخيارات النهائية التي يمكن أن تُنجيه من الغرق: “إمّا أن يُثبت أنّه ابن البحرين وتاريخها، وأنْ يتوقّف “عن الإحساس بجُرم الغزو”، ويوقف “برامج محو هوية أوال” (وهذه تعابير السنكيس في رسالته)، أو يجد نفسه: منبوذاً من الجميع، مسحوقاً بالأقدام في كلّ شوارع البلدات، ومقروناً بكلّ غضبٍ يرتفع في هتافات النّاس.
رأى السنكيس هذا المصيرَ مبكّراً. سرُّ هذه البصيرة يعود إلى أنّ مخترِعَ أيقونة “صمود”؛ نظرَ إلى الأمورِ من مصائرها الأولى، ومن الزّوايةِ الصّحيحة التي تتكوّن قبل بداية الأحداث. سألَ “الملكَ” أسئلةً مباشرة: “لماذا تحاول محو ثقافة هذا الشعب الأصيل، وتستهدف وجوده وتاريخه وهويته؟”.
سؤالٌ تاريخيّ يعود اليوم، بعد “فوات الأوان”. منْ يسألُ أسئلةً بهذا الوزن، وفي الأوقات النّادرةِ؛ يمكنه أن يرى إلى أين تنتهي الأحوال، وقد رآها السنكيس، في رسالته تلك، وقال لآخر الملوك إنّك بـ”استهداف الشعب وقواه” تمهّد لـ”تفجُّر الأوضاع” وخلْق “ثورة شعبيّة”. وهذا ما حصلَ، وتحقّقَ ما رآه بصيرُ الممانعةِ وصمّامها، ووقعَ “الملك” في الحفرةِ التي حذّره منها آخرُ رمزٍ وقفَ على منصّةِ “دوّار اللؤلؤة”، والتفّتْ الأشواكُ حول زارعِ الأغرابِ الأشواك، وقرّبَ إليه، كما قال السنكيس، “السامريّ الطائفيّ البغيض”.
بعد عشر سنوات؛ التحمَ “الملكُ” بالخيبة. تجعّدَ حُكمُه ولسانُه مثل حفّار القبور. أصبح هدفاً لكلّ سقوطٍ وخزي. لا يكتبُ النّاسُ اسمَه إلا حيث تطأ الأقدامُ وتُرْمى كراتُ النّار، ولا يرون الخلاصَ إلا في رحيله وإزالة ذكره من بطونِ هذه الأرض. لماذا؟ لأنّه لم يُعالِجْ ازدراءَ النّاسِ له باتّباع نصائح السّنكيس.
ارتمى، بدلاً من ذلك، في أحضان كلّ سامريّ وسمسار. يظنُّ، حتّى اليوم، أنّ السُننَ التي حلّت في جنوب أفريقيا لن تمرّ على البحرين. يستظلّ بوهمِ أنّ الجسرَ السعوديّ سيمدُّه، دوماً، بالإنقاذِ الأبدي. ينتظرُ في كلّ مرّةٍ “بسيونيّ” آخر يؤخِّرُ عنه قدَرَه المحموم المحتوم. يراهنُ على أنّ دناءةِ الموالين والبوّالين لا تزول ولا تشبع، وأنّ الأرضَ التي يزرعها بالمرتزقةِ ستُفسِد نموّ سنابل الأصلاء.
هو يتعلّقُ بأملِ أنّه، وقبيلته، لن يكونوا يوماً بضاعةً كاسدةً للأغراب الأشرار. يعملُ، بكلّ شرِّه، من أجل أن يكون أداةً مفيدةً وصالحةً بيد الآخرين. يرى في ذلك التّعويضَ الأكمل لكراهيّة النّاس له. التّحريضُ على كراهيته لم تعد تهمة. هو يراه توصيفٌ لأحواله الأخيرة مع هؤلاء المعاندين. أمّا النُّذرُ التي أطلقها السنكيس في رسالته المفتوحة؛ فتتوالى واحدةً أخت الأخرى، والتشبُّه ب”حريم السّلطان” لن يُثبت نظريةَ نهاية التاريخ.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق