خلافات داخل “جيش الإسلام” حول الهدنة مع الحكومة السورية
سوريا – امن – الرأي –
أكد مصدر محلي لمراسل وكالة أنباء فارس نقلاً عن بعض قاطني مدينة دوما بريف دمشق أن هناك شبه شقاق بين صفوف ميليشيا جيش الإسلام حول الهدنة مع الحكومة السورية.
واضاف المصدر، حيث تعتبر قيادة هذه الميليشيا أنها حتى لو لم تكن راضية تماماً عن الهدنة مع الحكومة السورية خلال أيام العيد فإنها بعرف الشرع أقل الشرور ومن باب درء المفاسد وحماية أرواح “المسلمين والمجاهدين” كان القبول بها، فيما يرى قادة آخرون من الصف الثاني وبعض قادة المجموعات في قرى الغوطة أن هذه الهدنة من شأنها أن تعزز مواقع الجيش السوري لا سيما بعد سيطرته مؤخراً على حوش الفارة ومزارع الريحان، كذلك فإن المخاوف تنتشر بين مسلحي جيش الإسلام ومؤيديهم من سكان دوما من أن يعيد الجيش السوري ترتيب صفوفه وقواه ووضع خطط للزحف نحو قرى جديدة في الغوطة، وإذ لفت المصدر أن شخصيات من ميليشيا جيش الإسلام تحاول طمأنة مقاتلي جيش الإسلام وسكان دوما من المعارضين للحكومة السورية بأن السعودية لن تسمح بسقوط دوما، مضيفاً أن هؤلاء يتخذون مما يحدث في الشمال السوري دليلاً عن صدق الوعود السعودية لهم، إذ ساهمت الرياض بالتعاون مع أنقرة وبتفاهم مع الأمريكي الذي ينسق مع الروسي على معركة درع الفرات لمقاتلة داعش وجعل مناطقه تحت سيطرة الجيش الحر، وهذا الجيش بالنسبة للسعودية هو صنو جيش الإسلام في الجبهة الجنوبية، كما أن هناك حرص تركي ـ سعودي على الاحتفاظ بقوة الجيش الحر في الشمال من خلال عملية درع الفرات ضد داعش والأكراد وقوة ميليشيا جيش الإسلام في الجنوب وعدم السماح بإنهائه لأن الرهان عليه كبير في إثارة معركة الجنوب وصولاً إلى العاصمة دمشق عندما تحين الظروف الميدانية والسياسية لذلك، ولعل الانتظار السعودي لوصول الرئيس الأمريكي الجديد إلى البيت الأبيض دليل على محاولتها كسب بعض الوقت حتى ذلك الحين.
يشار أن بعض المجموعات المسلحة عمدت إلى محاولة التسلل إلى القرب من ضاحية الأسد في حرستا، حيث أحبط الجيش السوري محاولة التسلل مسلحين على محور رحبة الإشارة في الغوطة الشرقية ما أدى الى مقتل 20 مسلحا وإصابة آخرين، فضلاً عن استهداف الضاحية قبل سريان الهدنة بست قذائف هاون.
إلى ذلك لا تزال الهدنة صامدة على مضض، وقد حاولت السعودية الترحيب بها فيما رأى مراقبون أن ذلك يندرج تحت بند المناورة تحضيراً لتصعيد الميدان في الفترة المقبلة.انتهى