التوتر داخل تيار المستقبل: أشرف ريفي خصم رئيس الأمس القريب!
خرجت الخلافات داخل تيار المستقبل الى العلن، لتضع الأمور في مجالٍ غير قابلٍ للتكهن يسوده الغموض. “سعد الحريري إنتهى والسنة يبحثون عن حريري آخر”. بهذه الكلمات صرَّح المدير العام السابق للأمن الداخلي ووزير العدل المستقيل من الحكومة الحالية “أشرف ريفي”. والذي بات اليوم خصماً لرئيسه السابق سعد الحريري. وهو الرجل الذي تربى لدى الحريرية السياسية منذ أن كان ضابطاً صغيراً في قوى الأمن الداخلي بحسب المصادر اللبنانية. في حين بات اليوم نِداً في السياسة، حيث يتم الحديث عن أنه يقود حملةً مُخططة وممولة من قبل أطراف ودول، لحرق الرئيس سعد الحريري سياسياً. فماذا في حيثيات ما يجري على الساحة اللبنانية؟ وما هي القراءة الموضوعية بين فُرص أشرف ريفي وأهدافه والمخاطر الممكنة؟
مصادر لبنانية: ريفي استند الى وقائع محلية وإقليمية لنعي الحريرية السياسية
بحسب المصادر للبنانیة المُقربة من كلا الطرفين ريفي وتيار المستقبل، فإن وزير العدل المستقيل “أشرف ريفي”، لم يقل ما قاله عن رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري من دون أن تتوافر لديه معطيات سياسية على الصعيدين الداخلي والإقليمي تسمح له برفع سقف التصعيد. في وقتٍ خرج الإعلام اللبناني ليتحدث عن أنه ونتيجةً لسلسلة من إستطلاعات الرأي، تم إجراؤها مؤخراً في طرابلس وعكار والبقاعين الغربي والأوسط، والتي أثبتت أن ناخبي الطائفة السنية – بحسب المصدر اللبناني – والذين تراجعوا عن دعم الحريري، باتوا يؤيدون أشرف ريفي أو في موقع الحياد. وهو الأمر الذي جعل ريفي يخرج لينعى الحالة السياسية التي يُمثلها الحريري، بحسب الكاتب “مارون ناصيف” في مقال له في موقع “النشرة” الإعلامي اللبناني. بل يُضيف الكاتب أن السعودية زوَّدت ريفي معلومات تُثبت أن أصحاب القرار في الرياض، سئِموا من خسارات تيار المستقبل وسعد الحريري الشعبية والمالية والسياسية وباتو يبحثون اليوم عن بديلٍ له يُمكن أن يؤمِّن للسعودية مصالحها على الساحة اللبنانية ويُعيدها قويةً الى الملعب اللبناني. وهو الأمر الذي أصبح حديث الإعلام الموالي للتيار الأزرق، خصوصاً في ظل الحديث عن مشاكل الحريري المالية والتي تأتي في مقدمتها أزمة “سعودي أوجيه” و “تلفزيون المستقبل” اللبناني.
أسباب بروز أشرف ريفي على الساحة مؤخراً
يُمكن ومن خلال متابعة الأوضاع في لبنان، وخصوصاً على الساحة السياسية المُقربة من تيار المستقبل، تتبُع الفرص والأسباب التي ساهمت في إعطاء ريفي فرصة الإنقضاض على رئيسه السابق سعد الحريري. وهو ما يمكن إيجازه بالتالي:
أولاً: يحاول أشرف ريفي الإستفادة من تركيبة تيار المستقبل المتناقضة حتى داخل آل الحريري المُختلفين فيما بينهم، خصوصاً في ظل وجود من يسعى لمحاربة سعد الحريري شخصياً. وهو الأمر الذي ذكرت صحيفة الديار اللبنانية، عن لسان وزير سابق وموثوق لدى آل الحريري بحسب تعبيرها، أن سعد الحريري في وادٍ ونوابه في وادٍ آخر! متسائلة عما يجري داخل تيار المستقبل، ومَن يعمل ضد رئيس التيار لحساب جهة أخرى.
ثانياً: يحاول أشرف ريفي الإستفادة من تراجع خدمات آل الحريري بسبب أوضاعهم المادية. بل يستفيد من سياستهم الإستعلائية التي كانت تُؤمن بحاجة الآخر لهم، خصوصاً على صعيد الساحة السُنية اللبنانية. وهو الأمر الذي دفعه لجذب النقابيين وأصحاب المصالح والذين لم يجدوا من يسأل عنهم من تيار المستقبل. حتى جعلهم أشرف ريفي من ضمن كوادر جماعته بحسب التعبير اللبناني.
ثالثاً: إستفاد ريفي من نتائج الإنتخابات اللبناينة والتي أظهرتهُ وحيداً على الساحة السياسية (السنية) في الشمال. حيث أنهت الإنتخابات حالة الحريري السياسية لا سيما في طرابلس، وأبعدت الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي والذي أشارت مصادر لبنانية الى أنه قرَّر الإنسحاب ولو مرحلياً من المواجهة السياسية.
أشرف ريفي بين الأهداف وإمكانية تحقيقها والمخاطر السياسية!
عدة أسئلة يمكن أن تطرحها حالة ريفي الجديدة، وهي كالتالي:
أولاً: يُنصِّب ريفي نفسه وبعد قرائته للتغيرات المحلية والإقليمية لا سيما لدى السعودية، كخيارٍ بديل للرئيس سعد الحريري. لكن مصادر تيار المستقبل، أشارت لصحيفة “البلد” اللبنانية، الى أن ريفي واهم، ويتعاطى وكأن “بلدية طرابلس” تُعبِّر عن مزاج الشارع اللبناني المحسوب على التيار الأزرق. في حين أشارت المصادر الى أن الشعب وعبر الإنتخابات النيابية هو الذي يُقرر الأحجام، أما بالنسبة لما يُسمى “زعامة الطائفة السنية” – وهو مُصطلح يُستخدم على الساحة اللبنانية – فإن القرار في ذلك معروف من يُقرره بحسب الصحيفة.
ثانياً: إن محاولة ريفي العبث من خلال استغلال الخلافات السياسية، أمر يسوده الكثير من المخاطر، خصوصاً حين يصل الأمر الى استغلال الخلافات والتي تسعى أطراف أخرى على الصعيدين المحلي والإقليمي تسعيرها، بهدف خلق جو من القلق واللاإستقرار على الصعيد الداخلي اللبناني. وهو ما يجعلنا نتساءل عن المصلحة اللبنانية في الوقت الحالي.
ثالثاً: يتساءل الكثير من الخبراء لا سيما اللبنانيون منهم، عن المقومات التي يمتلكها أشرف ريفي ليطرح نفسه كبديل عن الرئيس سعد الحريري. في حين تتخوف هذه المصادر، من أن يعتمد ريفي على التعبئة المذهبية والطائفية لتحقيق أهدافه وهو ما قد يأتي بنتائج عكسية بل قد يكون عائقاً لوصوله لأي هدف.
إذن يتصارع أبناء البيت الواحد على الزعامة، في حين يستفيد البعض من تأجيج الخلافات، ولأسبابٍ ليست ببعيدة عن الزعامة السياسية أيضاً. كل ذلك ينعكس على الواقع اللبناني الهش على الصعيد السياسي والإقتصادي. في حين ينتظر الجميع نتيجة المرحلة الحالية، والتي لن تكون معزولة عن نتائج التغيرات الإقليمية والدولية لا سيما الأزمة السورية. لنقول أن أشرف ريفي إبن البيت الحريري بات اليوم الخصم الأساسي لرئيس الأمس القريب!
المصدر / الوقت