لماذا يحاول الغرب إطالة عمر داعش في الشرق الأوسط؟
الوقت – في وقت يتلقى تنظيم داعش الإرهابي الهزائم في العراق وسوريا ويتم طرح سيناريوهات عديدة لمرحلة ما بعد داعش، يعتقد بعض الخبراء والمحللين ان إنهاء قصة داعش المشؤومة في العراق وسوريا يحتاج الى شيء أكبر من إستعادة الأراضي منهم وان تقدم قوات الجيشين العراقي والسوري يجب ان لايفسر بأنه كاف لمكافحة داعش في العراق وسوريا نهائيا.
ان هؤلاء الخبراء ومن أجل رسم صورة عن مستقبل داعش يشيرون الى فلسفة وجود هذه الجماعة التكفيرية والقضايا التي تلعب دورا أساسيا في اتساع دائرة نشاط هذه الجماعة حيث يعتقد الخبراء ان القوة العملانية والعنف الذي يمارسه داعش سينخفض وسيتراجع حينما يشعر حماتها الغربيون والإقليميون بأنهم ليسوا بحاجة الى مزيد من القتل والتطرف لتحقيق أهدافهم، وهذا في وقت لم تتحقق بعد تلك الأهداف ولذلك فإن هؤلاء لن يسمحوا بشكل مباشر أو غير مباشر (على أرض الواقع) ان يسير داعش نحو الأفول والإنتهاء.
وفي الحقيقة فإن العالم الغربي (أمريكا وبريطانيا وفرنسا بالإضافة الى الكيان الاسرائيلي) وبعض الدول الأخرى في المنطقة لديهم 3 أهداف كبرى يريدون تحقيقها عبر وجود داعش وأفعاله الدامية في العراق وسوريا لكن أي من هذه الأهداف لم تتحقق بعد ولذلك نجد ان العالم الغربي لايرحب بإنهاء حياة داعش في المنطقة، وان هذه الأهداف الثلاثة هي:
1- حرف الأذهان عن ضرورة مقارعة الكيان الإسرائيلي وإنشغال قوى المقاومة (تأمين أمن الكيان الإسرائيلي)
2- منع تعاظم قدرات محور المقاومة الإسلامية (قوة إسلامية كبرى في المنطقة) بزعامة الجمهورية الإسلامية الايرانية
3- إستمرار ضعف معظم الدول النفطية في المنطقة والتمهيد لعودة الدولارات النفطية الى الغرب عبر مبيعات السلاح
وحسب هذه النظرية فإن لداعش دور هام جدا في تحقيق الأهداف الثلاثة التي ذكرناها، فهو الأداة الأكثر تأثيرا لأمريكا وبريطانيا في المنطقة ولذلك وكما هو واضح من أداء التحالف الذي تقوده امريكا ضد داعش فإن قادة واشنطن ولندن لايسعون ابدا لتهيئة الظروف للقضاء على داعش على عكس شعاراتهم بل اضافة الى ذلك وحسب الأدلة الموجودة فإنهم يضعون العراقيل أمام إلحاق الهزيمة الكاملة بداعش وإنهاء حياته.
واذا راجعنا تصريحات الرئيس الأمريكي باراك اوباما وباقي المسؤولين الأمريكيين في بداية خريف عام 2015 (موعد تشكيل التحالف لضرب داعش) نجد مؤشرات أخرى على وجود هذه السياسة حيث كان اوباما وقادته العسكريين يتحدثون عن بقاء داعش لعشرات السنين (وفي بعض التصريحات 3 عقود) في المنطقة وعدم إمكانية القضاء عليه.
وفي الحقيقة ان أصحاب القرار في داعش يعرفون انه رغم تزايد الضغوط العسكرية عليهم فإنهم سوف لن يجدوا مكانا أفضل لممارسة أعمالهم الشنيعة المعادية للإسلام خارج هذه المنطقة فإن الهجرة الى إفريقيا كما كان يحلو لبعضهم لاتحقق أهدافهم خاصة اذا علمنا ان تواجد داعش في شمال افريقيا يثير قلق وخوف الدول الأوروبية التي تحقق أرباحا كبيرة من التجارة في البحر الأبيض المتوسط ولذلك عقدت عزمها على إنهاء وجود داعش في شمال إفريقيا وخاصة في ليبيا.
ومن جهة أخرى فإن هجرة إرهابيي داعش الى سيناء أو الصومال أمامها عوائق أخرى وهي عوائق كبيرة قياسا الى الانجازات المحتملة وهي ليست مشجعة لإرهابيي داعش بالذهاب والتواجد هناك بأعداد كبيرة وذلك في وقت يوجد لدى داعش وحماته ألف دليل ودليل للتواجد والحضور في الشرق الأوسط.
المصدر / الوقت