التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة تنعقد اليوم: إنعدام الدور وغياب الفعالية الأممية! 

تجتمع الدورة الـ 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة هذه الأيام. في وقتٍ باتت فيه أخبار المنظمة عناوين للصحافة والإعلام لكنها تفتقد للأهمية. خصوصاً بعد أن أضحت المنظمة مجرد إطارٍ جامعٍ للتقارير والبيانات، في ظل غيابٍ للدور والفعالية. وهو ما أثبتته أرقام الدول التي أعلنت مراراً عدم ثقتها بقرارات الأمم المتحدة، الأمر الذي فضحته “فورين بوليسي” متهمة المنظمة بالتقصير. فماذا في أهم أخبار الدورة المُنعقدة؟ وما هي أبرز تحدياتها؟ ولماذا باتت تفتقد للدور والفعالية الأممية؟

القمة بين العنوان والأولويات والحضور

تنطلق اليوم أعمال الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بالتركيز على الجهود العالمية المشتركة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وهي خطة للقضاء على الفقر والجوع وتعزيز المساواة وحماية البيئة على مدى السنوات القادمة حتى العام 2030. وقد أعلن افتتاح الدورة سفير دولة “فيجي” لدى الأمم المتحدة “بيتر تومسون”، والرئيس الحالي للدورة الذي تم انتخابه لتولي وظيفته الحالية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في حزيران الماضي.

يُخيِّم على الدورة، الكثير من المواضيع، والتي إن وضعناها بحسب أولوياتها، فإنها ستتطرَّق لملف الحرب في سوريا والمهجَّرين، على الرغم من أن القمة تأتي تحت عنوان إنمائي وهو: “الأهداف الإنمائية المستدامة: دفعة دولية لتغيير العالم”. في حين بدا واضحاً بروز عدد اللقاءات الثنائية بين الزعماء على هامشها، والتي تخطت 1100 إجتماع ثنائي بحسب المصادر الإعلامية. فيما كان من أبرز الزعماء الحاضرين والذين سيلقون كلمات خلال الدورة الحالية، الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي والإيراني حسن روحاني. بالإضافة الى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وولي العهد السعودي محمد بن نايف وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والملك الأردني عبد الله الثاني.

الأمم المتحدة تجتمع تحت تهمة التقصير

بحسب مجلة “فورين بوليسي” فإن الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة “بان كي مون”، سيفتتح الإجتماع الأممي السنوي والذي سيكون آخر إطلالة له في هذا المنصب. في حين ذكرت المجلة أن الرئيس المُقبل للأمم المتحدة سيرث ملفاتٍ كثيرة، جعلت من المُنظمة الأممية طرفاً في الأزمات. الأمر الذي دفع المجلة للإعتراف بأن الأمم المتحدة فشلت في لعب دورها المطلوب والقيام بواجبها المُفترض بعيدة عن الموضوعية. حتى وصل الأمر بالعديد من الدول لإعتبارها غير مؤهلة لأن تكون حكماً في النزاعات الدولية وبالتالي فقدت سلطتها المعنوية، وامتنع العديد من الدول عن تنفيذ قراراتها.

غيابٌ روسي والإنتخابات الأمريكية حاضرة في الدورة

سيحضر الرئيس الأمريكي باراك اوباما أعمال الدورة في ظل مشاركته الأخيرة كرئيس لأمريكا. في وقتٍ تناقلت فيه الوسائل الإعلامية غياب نظيره الروسي فلاديمير بوتين والذي وُصف بـ “الغائب الحاضر”. كما طرحت وسائل الإعلام الفرق بين السياسة الأمريكية والروسية لا سيما على الصعيد الدولي.

من جهةٍ أخرى ستحضر الإنتخابات الأمريكية ولو بين اللقاءات الثنائية. وهو الأمر الذي برز من خلال الإجتماعات التي جمعت مرشحي الرئاسة الأمريكية مع بعض الزعماء السياسيين. حيث التقى المرشح الجمهوري دونالد ترامب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما من المتوقع أن تلتقي هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية رؤساء دول أخرى.

التطرف والإرهاب عناوين فرضت نفسها

إستقبلت أمريكا المدعوين الى الدورة، بالتزامن مع انفجارٍ في نيويورك، أعاد طرح موضوع الإرهاب ومكافحته بقوة. فيما خرجت أصوات أوروبية تتحدث عن مسألة صعود التطرف في العالم وكيفية التقليل من آثاره لا سيما في الدول الأوروبية. وهو الأمر الذي جعل البعض يطرحون مسألة “الإسلاموفوبيا”، والتي وللأسف باتت مُبرر البعض من الغربيين لتعليل تقصيرهم في السياسات، وفشلهم في إدارة أمورهم المحلية والقومية.

أرقام وتقارير مُخيفة حول أزمات العالم

ستجد نفسها الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الحالية أمام سيلٍ من التقارير حول الأزمات في العالم، دون وجود أي حلولٍ جذرية. حيث يبدو واضحاً بأن التقارير الدولية خصوصاً المنظمات غير الحكومية والتي تكون عادة موضوعية لبُعدها عن السياسة، خرجت لتتحدث عن أرقام كارثية عن قتلى وجرحى الحروب كما المهجرين، الى جانب العديد من المشكلات الإجتماعية والإقتصادية والتي لا إمكانية لحلها بشكلٍ فعلي أو فوري. كما أفاد تقرير للبنك الدولي تم نشره يوم الخميس المنصرم، أن اللاجئين باتوا يطرحون التحدي الأكبر للدول التي تُعتبر نامية وفقيرة خصوصاً لإستقبالها 94% منهم. كما أكدت التقارير أن أزمة اللاجئين التي تسببت فيها الحرب السورية وصلت بأعداد طالبي اللجوء إلى نفس المستويات القياسية التي سُجلت بعد الحرب العالمية الثانية، مؤدية الى رفع إجمالي تدفقات الهجرة في العالم.

غياب الدور والفعالية الأممية

على الرغم من أن اللقاء سيجمع رؤساء دول ومسؤولين، إلا أن الدورة وأعمالها باتت بنظر الكثيرين فارغة من الأهمية. وهنا نُشير للتالي:

أولاً: باتت أعمال الدورة شكلية، فاقدة للأهمية لا سيما على الصعيد الدولي. حيث أصبحت مناسبة للقاء الرؤساء وقيامهم بمحادثات ثنائية. فيما باتت كل العناوين المطروحة والأهداف المعلنة لا سيما الإنمائية غائبة إلا في تقارير الجلسات. كما أن الدورة السنوية باتت محطة لإعادة التذكير بأزمات العالم التراكمية.

ثانياً: تناقلت وسائل الإعلام كافة أهمية الدورة بخجل. خصوصاً في ظلّ غياب مستمر للحلول لأغلب المشكلات الأممية، وهو الأمر المتزامن مع تراجعٍ دوليٍ في الثقة تجاه دور وأهمية الأمم المتحدة كمنظمة دولية. فيما كان واضحاً حجم “اللاأمل” بحسب الإعلام الغربي، خصوصاً بعد البيان الصادر أمس عن القمة الأممية حول مسألة اللاجئين بعد أن وعد قادة الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة، بتحسين مصيرهم من دون تحديد الأهداف بالأرقام!

ثالثاً: تكشف الدورة الحالية، وتحليلات المراقبين، إفتقاد الأمم المتحدة للأهمية المستقبلية، وبالتالي ينصح الخبراء بضرورة العمل لإيجاد إطار دولي بديل، يمكن أن يكون مرجعية، بعيدة عن السياسة والتدخلات، خصوصاً في ظل الفضائح التي خرجت بها الصحافة الغربية ليس فقط حول تسييس دور المنظمة بل حول جرائم قامت بها لأسباب سياسية وميول معروفة.

إذن، تجتمع الأمم المتحدة في ظل غياب النتائج الفعالة. لا أمل من انعقادها سوى بنتائج قد يطغى عليها الطابع السياسي. خصوصاً أن اللقاءات الثناية لن تطرح المشكلات الجماعية بقدر ما ستكون فرصة لبحث العلاقات التعاونية بين طرفين فقط. لنقول إن الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة تنعقد اليوم في ظل إنعدام الدور وغياب الفعالية الأممية!
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق