التحديث الاخير بتاريخ|السبت, سبتمبر 28, 2024

القيادة السعودية بين التهافت وفقدان التوازن 

وكالات – سياسة – الرأي –
الدراسات الغربية تعكس ما آلت إليه صورة القيادة السعودية عند الرأي العام العالمي بعد سنة من حربها على اليمن، وتقارير المنظمات الإنسانية تكرّس إدانة سلوك هذه القيادة.

صحيح أن السعودية ومن خلفها واشنطن تسعى إلى ممارسة أقصى الضغوط على خصمها إلى درجة تصل إلى الحصار والهزيمة. وصحيح أيضاً أن قادة التحالف العسكري الذي يُذيق الشعب اليمني ويلات الموت، لم يعودوا يملكون غير طائراتهم والدعم الأميركي اللامحدود لمحاولة انتزاع ما أمكن من مكاسب في الميدان والسياسة.

كل ذلك صحيح، وهو يتمثّل بوقائع يومية على الأرض، لكن الغريب في أمر السعوديين أنهم وبعد مرور ما يقرب من سنة ونصف على شن الحرب على الجار اليمني لم يقتنعوا أن ما ظنّوه سلاحاً فعالاً لإخضاع اليمنيين ليس إلا مجرد وهم.

اليمنيون داخل الأراضي السعودية. صواريخهم تطال العمق الاستراتيجي للمملكة. صورة الجندي السعودي الهارب من أرض المعركة أو المقتول داخل حدود بلاده، ومشاهد الآليات والعتاد التي يغنمها حفاة اليمن .. كل ذلك لم يدفع قادة المملكة للاعتبار والتفكير في ما ستؤول إليه الأوضاع في حال استمرار هذا النمط من المواجهة التي بلغت أقصى مراحلها من الجانب السعودي، بينما لا ينثني اليمنيون عن إظهار المفاجآت والعزيمة والقدرة على القتال والهجوم في ظل ثبات القيادة والسيطرة، وهذا ما يكتبه ويتحدث به إعلام الغرب.

آخر مؤشرات التهافت في وسط القيادة العسكرية والسياسية السعودية ما أقدمت عليه من منع عودة الوفد اليمني المفاوض من مسقط إلى صنعاء. معظم الدراسات والأبحاث، لاسيما الغربية، تناولت ما آلت إليه صورة السعودية في حربها على اليمن وسلوكها السياسي والإنساني والأخلاقي، صورة باتت في نظر الكثيرين تعبّر عن فقدان التوازن والهيبة في آن واحد.

الظنّ السعودي بأن الحؤول دون عودة الوفد المفاوض إلى صنعاء يقهر اليمنيين لا يبدو في محلّه، خصوصاً وأنهم يعرفون أنّ الوفد عائد إلى حيث تتساقط صواريخ الطائرات كل يوم. بات السعوديون أنفسهم يتساءلون عن جدوى استمرار الحرب.

يكفي قراءة غالبية تقارير المنظمات الإنسانية والمدافعين عن حقوق الإنسان لنلمس مستوى الإدانة التي توجّه إلى الرياض وقادتها، لاسيما بالنظر إلى الدمار غير المسبوق الذي تنزله طائراتها في البنية الحياتية والاقتصادية لليمن، ناهيك عن الإبادة اليومية للمدنيين، وما القرار بإبعاد وفد صنعاء عن بلاده إلا كسر جديد يزيد الشرخ بين قادة المملكة والمجتمع الدولي، طبعاً خارج الأمم المتحدة التي تخلت عن ضمانة حرية الوفد بالعودة ونكثت بتعهداتها بحمايته كوفد يفاوض من أجل السلام إذا لم نقل بأنها تواطأت مع السلوك السعودي.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق