رئيس الوزراء : نناشد دول العالم الطلب من تركيا بسحب قواتها
بغداد – سياسة – الرأي –
ناشد رئيس الوزراء حيدر العبادي، دول العالم الطلب من تركيا بحسب قواتها من شمال العراق، داعيا الى ضرورة تطبيق قرار مجلس الامن الخاص بقطع تمويل الارهاب.
وذكر العبادي بكلمته في الامم المتحدة ، “قبل عام وقفنا هنا وكانت هناك مساحات شاسعة من الأراضي العراقية محتلة من قبل تنظيم داعش الارهابي واليوم نقف في نفس المكان لنعلن امامكم ان العراق يتحرر وان العراقيين تمكنوا من تحرير معظم اراضيهم ومدنهم بوحدتهم وارادتهم .. ونتجه هذه الايام لتحرير نينوى وهي آخر محافظة بقيت بيد داعش وقد استعدنا مناطق مهمة منها وسنكمل تحريرها بالكامل خلال هذا العام .
وتابع “وابشركم ان القوات العراقية البطلة حققت نصرا جديدا اليوم بتحرير الشرقاط خلال ثمان واربعين ساعة وهو زمن قياسي ، وبتعاون السكان المحليين الذين رحبوا بالقوات المحررة، واهنئ الشعب العراقي والمقاتلين الشجعان وابناء الشرقاط بهذا النصر.
واضاف”لقد اعلنا عام 2016 عاما للتحرير والانتصار ، وكان هدفنا الاساس هو تحرير الانسان قبل الارض وانقاذ السكان المدنيين من داعش التي قضت على كل مظاهر الحياة ودمرت الشواهد الحضارية العريقة لحضارة وادي الرافدين.
لقد باشرنا بمساعدة الاصدقاء في المجتمع الدولي بتنفيذ برنامج اعادة المواطنين الذين هجرتهم داعش الى مدنهم المحررة ووضعنا برنامجا متكاملا لاعادة الاستقرار والخدمات اليها ، وفي مقدمتها خدمات الماء والكهرباء والمدارس والمستشفيات ، وندعو المجتمع الدولي الى المزيد من الدعم لبرنامج ايواء واعادة النازحين خاصة مع اقتراب حسم معركة تحرير محافظة نينوى وتوقعاتنا بازدياد اعداد النازحين .
وبين “في الوقت الذي نشكر فيه كل من وقف مع شعبنا في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية ، فاننا نتطلع الى مزيد من الدعم والتعاون ، ونشيد بدور منظمة الامم المتحدة في مساعدة العراق في المجال الانساني ومعالجة قضايا النازحين ، وبالدعم الذي تقدمه دول التحالف الدولي ضد الارهاب ، كما نشيد بمؤازرة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وباقي المنظمات الدولية الساندة لخطط وجهود الحكومة العراقية في اصلاح الاقتصاد العراقي وتجاوز الأزمة المالية وخطط مكافحة الفساد ، وننظر بتقدير للموقف الايجابي للدول السبع الكبار الصناعية ولمؤتمر المانحين الذي عقد مؤخرا في واشنطن.
واكمل باقول “ففي مجال الإصلاح المالي والاقتصادي نفذت الحكومة برنامجا اصلاحيا طموحا لخفض الانفاق الحكومي بنسب كبيرة رغم تحديات الحاجة للاستمرار بالانفاق الحربي وادامة معركتنا ضد الإرهاب.
واضاف”كما بادرت الحكومة بإعادة هيكلة الكثير من مؤسسات الدولة ضمن خطوات الإصلاح الإداري ووضعت أولوية خدمة المواطن وتبسيط الإجراءات ورفع الكثير من المعوقات وتسهيل آليات التعامل مع المواطن ورفع العقبات امام زيادة الاستثمار ، وسعت الحكومة لتعزيز سبل الشراكة مع القطاع الخاص .
وبين “أما في مجال مكافحة الفساد فقد تم توقيع مذكرة تفاهم مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة للاستفادة من الخبرات الدولية لمساعدة العراق في بناء قدراته بمكافحة آفة الفساد ، وقد شهدت الأسابيع الماضية خطوات عملية في هذا المجال .
واكد “اننا نتطلع الى يوم قريب يتم فيه اخلاء العراق والمنطقة من داعش ، لكن سعادتنا لاتتم الا بعالم خال من الارهاب الذي يهدد شعوبنا ودولنا ، الأمر الذي يتطلب تعاونا جادا لمحاصرته وتجفيف منابعه الفكرية والمالية وتدمير شبكات ومراكز التجنيد المنتشرة في كل العالم ، ودون هذا التعاون سيصل الارهاب الى كل مكان وستتزايد اعداد اللاجئين الهاربين من مناطق النزاع التي بلغت مستويات خطيرة وغير مسبوقة.
وقال ” ان داعش هي عدو حقيقي للمسلمين قبل غيرهم ، فقد قتلت من المسلمين الالاف ودمرت العديد من الدول العربية والاسلامية ثم نقلت شرها الى عواصم ومدن العالم الاخرى وقتلت وروعت المدنيين في فرنسا وبلجيكا والمانيا وامريكا وروسيا وبقية دول العالم .. وليس امامنا خيار غير التعاون للانتصار في حربنا ضد الارهاب .. واننا نعد اي انتصار يتحقق ضد داعش في اي مكان في العالم هو انتصار للعالم كله .
واشار الى إن” خطر تكرار تشكيل أو تكوين منظمات إرهابية مثل القاعدة أو داعش لن ينتهي إلا بالتصدي للعقيدة المتطرفة لهذه التنظيمات المتخلفة فكرا والمستندة في نهجها على التفرقة المذهبية والفكر العدائي لكافة الأديان والمعتقدات والتي تغذيها الرؤيا القاصرة التي أضاعت على دولنا فرص البناء والإعمار وفرص التنمية والتطور.
واضاف “أن مواجهة هذه الآفة الخبيثة التي استشرت بين بعض الشباب مستغلة الإحباط واليأس الذي يعانون منه بسبب الفقر وتأخر برامج التنمية, يتطلب وقفة حقيقية من الدول والمنظمات المعنية بمراجعة البرامج والمناهج التربوية والتثقفية وإزالة مشاعر الإحباط واستيعاب الطاقات الشبابية وقطع الطريق أمام أي محاولات أخرى لاعادة تشكيل مثل هذه المنظمات الإرهابية مستقبلا.
واكمل باقول ” ان داعش التي ادعت زورا وكذبا الدفاع عن أهل السنة قتلت الشيعة والسنة والمسيحيين والايزيديين والعرب والكرد والتركمان والشبك، وجرائمها البشعة شملت كل الطيف العراقي وتنوعت بين تكفير وتهجير وسبي للنساء وابادة جماعية وتدمير للاثار والمساجد والكنائس ، وتشهد لها مدن امرلي وسنجار وتازة والانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وضحايا مجزرة سبايكر، الى جانب الهجمات الارهابية الجبانة على المدنيين العزل في احياء بغداد وبقية محافظات العراق .
واوضح “لقد تعرضنا في العراق الى عاملين خارجيين أثرا في الاستقرار والنمو الاقتصادي والاجتماعي ، فالى جانب الارهاب واجهنا أزمة هبوط اسعار النفط العالمية مما افقد موازنتنا المالية اكثر من 70 بالمائة من عائداتها مع تزايد التكاليف والاعباء العسكرية والامنية لتحرير المدن العراقية من الارهاب .. وكان طبيعيا ان ينعكس ذلك سلبا على خطط التنمية والاستثمار واعادة البناء ، ومع كل هذه التحديات الصعبة والخطيرة مضينا في تنفيذ برنامجنا الاصلاحي الشامل ومكافحة الفساد المتغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع ، وهو برنامج ادركنا منذ بداية انطلاقه انه لايقل صعوبة وخطورة عن مواجهة الارهاب لكننا مصممون على تنفيذه رغم كل التحديات ، ونحن متفائلون بالانتصار في معركة الاصلاحات كما انتصرنا وحررنا اراضينا لأننا وشعبنا نقف في خندق واحد لمحاربة الارهاب والفساد ونعمل معا لبناء الدولة على اسس التعايش السلمي واحترام التنوع الفكري والديني والمذهبي في ظل سيادة قيم ومبادئ العدالة والمساواة “.
ونوه العبادي الى ان” المعركة التي يخوضها العراقيون ضد داعش لكل عراقي حصة في النصر المتحقق فيها ، وهي معركة وطنية وجودية وغير تقليدية يشترك فيها جميع ابناء الشعب العراقي دون تمييز ، وان قواتنا من الجيش والشرطة الاتحادية والشرطة المحلية والحشد الشعبي والعشائري وقوات البيشمركة ينتمون لمختلف الاديان والقوميات والطوائف ويجمعهم هدف واحد هو الدفاع عن وطنهم ومقدساتهم ، ويحظى هذا الدفاع بدعم المرجعية الدينية بقيادة وحكمة سماحة السيد علي السيستاني الذي يمثل صمام امان حيث شكلت فتواه التاريخية قوة دافعة لتحشيد كافة أبناء الشعب العراقي ولاقت تأييدا واسعا من علماء الدين من كل الطوائف وجميع قطاعات الشعب …
وتابع ” إن العراق حريص على مشاركة دول العالم بسعيه الحثيث لتحقيق التنمية وتلبية (اهداف التنمية المستدامة) ومحاربة الفقر والتمييز والحفاظ على البيئة وتطوير برامج رعاية الطفولة وتحسين المستويات الصحية والتعليمية ، ورائدنا في ذلك هو توفير بيئة مناسبة وداعمة للحريات وحقوق الانسان والمساواة والمشاركة الفاعلة للمرأة في الدولة والمجتمع .
ودعا دول العالم الى الالتزام بتطبيق قرارات مجلس الامن المتعلقة بمنع تقديم الدعم والتمويل والتسليح للمجاميع الارهابية، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنقاذ الاثار والتراث الثقافي العراقي ، ونشير هنا الى انجاز عراقي تحقق بالتعاون مع منظمة اليونسكو حيث تم ضم مناطق الاهوار في جنوب العراق الى لائحة التراث العالمي ونعمل حاليا على تلبية متطلبات ضم بقية المواقع والكنوز الحضارية في العراق .
وحث المجتمع الدولي الى تركيز جهوده وامكانياته لإنهاء النزاعات ووقف الحروب ودعم الأمن والسلم وتشجيع فرص التنمية ، والابتعاد عن سياسات التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ، وهي سياسات زادت من معاناة الشعوب وعمقت الانقسامات في منطقتنا التي مازالت تعاني من حروب داخلية وتدخلات خارجية فاقمت من معاناة السكان المدنيين الى مستويات خطيرة .
واضاف “اننا نناشد المجتمع الدولي بدعم واحترام سيادة العراق والطلب من تركيا سحب قواتها من العراق حيث ان تواجد هذه القوات رغم رفض العراقيين لها يعرقل جهودنا لتحرير محافظة نينوي {الموصل}.
وختم العبادي ان” الحكومة العراقية تعمل جادة في تحقيق التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي وتتعامل مع جميع المواطنيين على اساس المواطنة الصالحة وعلى قدم المساواة باختلاف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم ومكوناتهم، ونجدد الشكر لمنظمة الامم المتحدة والدول الصديقة لموقفها المساند للعراق وشعبه في برامجها الانسانية المتنوعة ورعاية النازحين والمهجرين ودعم جهود الحكومة العراقية في بسط الأمن والاستقرار وتحقيق الاصلاحات والتنمية الاقتصادية التي يتطلع اليها ابناء شعبنا . انتهى