المرجعية العليا تصدر توصيات للاساتذة والمعلمين واولياء امور الطلبة بحلول العام الدراسي الجديد
كربلاء المقدسة – محلي – الرأي –
اصدرت المرجعية الدينية العليا، اليوم الجمعة ، مجموعة من التوصيات للاساتذة والمدرسين والمعلمين واولياء امور الطلية بمناسبة قرب حلول العام الدراسي الجديد ، كما دعت الاجهزة التربوية الى القيام بمهامها واداء الواجب تجاه الطالب،فيما حثت وزارة التربية على توفير مستلزمات التعليم ودراسة اسباب هبوط المستوى العلمي وانخفاض نسب النجاح في بعض المدارس.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني المقدس،اليوم، انه” مع اقتراب العام الدراسي الجديد نود ان نذكر الامور التالية للاساتذة والمدرسين والمعلمين واولياء الامور والجهات التعليمية الحكومية، حيث يعلم الاساتذة في الجامعات والمدرسون والمعلمون ان نسبة التعليم والتربية تمثلان في جوانبهما امتدادا لمهنة الانبياء والائمة في تعليم الناس وتربيتهم فاجعلوا مقصدكم والباعث لديكم هي النية الخالصة لله تعالى ليكون لكم بذلك الاجر وليجعل ساعات تعليمكم للطلبة في ميزان حسناتكم”.
واضاف” اننا نأمل من الاستاذة والمعلمين الى ان يلتفتوا الى ان هؤلاء الطلبة امانة في اعناقهم والمجتمع باكمله قد سلم اليكم عقول وقلوب هؤلاء الطلبة تصوغونها فاعيدوا هذه الامانة صالحة في المبادئ والخلق الرفيع مصونة من الجهل والانحراف وتذكروا بان مهمتكم لا تقتصر على التعليم المهني في اختصاصتكم بل هي التعليم والتربية وربوهم على الاخلاق الفاضلة والمواطنة الصالحة فلا ثمرة للتعليم بدون الاخلاق وتربية النفس على هذه القيم”.
وتابع الكربلائي قائلا ان” الاستاذ الاكثر تاثيرا في طلبة هو الذي يبدأ بنفسه فيربيها ويعلمها على محاسن الاخلاق ويترجمها الى سلوك فعلي امام طلبته ، ومن ذلك حسن التعامل مع الطلبة في التواضع معهم وعدم التعالي عليهم وسعة الصدر والتحمل لسلوكهم وذلك بارشادهم بالحسنى والموعظة وتنبيههم على ضرورة الاهتمام باخلاقهم كاهتمامهم في الحصول على درجاتهم في الدروس”.
ووجه الشيخ الكربلائي حديثه الى اولياء الطلبة قائلا” عليكم الاهتمام والحرص بان ينال ابناكم على الدرجات العالية، احرصوا على حصولهم للاخلاق العالية وتربية النفس، وعلى المعلم ان يحترم جميع الطلبة وان يحاول ايصال المادة العملية وان يوضح للطلبة بان النجاح في الدراسة ماهو معيارنا في النجاح بالحياة بان ننال الدرجات العالية في الدروس الاختصاصية وان النجاح في الحياة مفهوم اوسع واكبر ونوضحه الى الطلبة حتى ننجح ونسعد في الدنيا والاخرى”.
وزاد ان” النجاح في الدراسة مهم ولكنه جزء من النجاح والأمر المطلوب في الحياة هو بناء العلاقة الصحيحة مع الله تعالى والمجتمع وبناء الاسرة الصالحة وخدمة المجتمع بالصورة الصحيحة، وعلينا ان نفهم الطالب بان المطلوب في الحياة ان نبني العلاقة الصالحة مع الله تعالى وان نبني الاسرة الصالحة وخدمة المجتمع والمسؤول والسياسي في نجاح المجتمع وهذا هو النجاح الاكبر في المسؤولية”.
واردف قائلا ان” على المعلم والاستاذ ان يتذكر ان لديه ابناء يدرسهم معلمون ومدرسون في المدارس فعليك ان تبذل كل ما بوسعك في التربية والتعليم، والجزاء من جنس العمل ، وتذكر ان بين يديك جيل المستقبل الذي هو امل مجتمعك واشعرهم في ذلك وحبب اليهم وطنهم وبلدهم وايقض فيهم النخوة والحمية ليكونوا بناة صالحين لهذا الوطن”.
وبين ان” المواطن الصالح اذا تسلم المسؤولية يخدم البلد ولبناء صالحين للبلد قادة امناء لهذا الشعب لا قادة فاسدين”، مشيرا الى” وجوب استثمار اوقات الدوام للطلبة وان التأخير او الغياب دون عذر يعتبر تخلفا عن عقد توظيفك والوفاء بالعهود واجب شرعي”.
وذكر ان” المأمول من وزارة التربية توفير مستلزمات التعليم لكل المشمولين والاستفادة من البحوث المقدمة لتطوير اساليب التدريس ودراسة اسباب هبوط المستوى العلمي وانخفاض نسب النجاح في بعض المدارس، وعلى الاجهزة التربوية ان تخلق جهازا تعليميا قادر على القيام بمهامه واداء الواجب فان الاندفاع والرغبة لدى المعلم والاستاذ تنعكس على التلاميذ الذي يتولى تدريبيهم وتعليمهم ويجعلهم يقبلون على الدرس”.
ونوه الى ان” توفير فرصة التعليم لابنائكم من ضروريات الحياة وليس من كمالياتها ولايصح ان يجعل ضعف الامكانات ومحدودية الدخل مبررا لمنع الدراسة، وان تطلبوا من الله العون والتسديد فان الله تعالى عند حسن ظن عبده به وهو رازقكم ومعينكم واذا كانت الضرورة تستلزم على ابنائكم لفقد رب الاسرة فامنحوهم فرصة لتقسيم اوقاتهم فجعلها للعمل وللدراسة كما كان في العهود السابقة، فان من اهم واجباتكم كاولياء امور توجيه ابنائكم بالاسلوب الصحيح ومتابعة علاقاتهم مع الاخرين وهم امانة في اعناقكم”.انتهى