التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

خلافات بين مصر والسعودية .. والسبب سوريا 

في وقت يستمر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك تصدر هناك مواقف من قبل مسؤولين رسميين وغير رسميين تحظى بالأهمية على الصعيدين الدولي والإقليمي، وفي أبرز هذه المواقف أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري ان بلاده على خلاف مع السعودية حول ضرورة تغيير النظام السوري وخاصة حول تغيير القيادة هذا البلد.

سوريا .. المكان الذي تختلف مصر مع السعودية

وزير الخارجية المصري سامح شكري وفي مقابلة أجراها في نيويورك مع رؤساء تحرير بعض الصحف المصرية قال ان “هناك موقف من قبل المملكة السعودية كان يركز على ضرورة تغيير نظام الحكم او القيادة السورية، مصر لم تتخذ هذا النهج”. وأضاف، إن القاهرة مع ذلك “تقدر أن كل التطورات التي حصلت لا بد أن تؤدي إلى بلورة سوريا جديدة تتوافق مع إرادة الأطراف السورية”.

وردا على سؤال حول ما إذا كان رحيل الرئيس السوري بشار الاسد يمكن أن يعرض سوريا إلى مصير العراق ما بعد صدام حسين أو ليبيا بعد معمر القذافي، أجاب وزير الخارجية المصري “هذا شأن الشعب السوري ويجب ألا نصيغ الأمر في حدود شخص بعينه أو نضيع الوقت في إستبيان فترة ما بعد إنتهاء مرحلة الصراع، ولكن يجب أن تركز كل الأطراف جهودها في الاتفاق على ملامح الخارطة الخاصة بالحل السياسي وكيفية بلورتها”.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية المصري حول الخلافات مع السعودية بشأن سوريا في وقت كان يحرص فيه مسؤولو البلدين بعدم إظهار مثل هذه الخلافات في وسائل الإعلام وعدم جعلها علنية، وكما رأينا في المؤتمر الصحفي الذي عقد أثناء زيارة عادل الجبير الى مصر في العام الماضي أكد الجانبان على عمق العلاقات التي تربطهما على مختلف المستويات وتطابق وجهات النظر حيال القضايا الرئيسية والهامة في العالم وخاصة ما يجري في اليمن وسوريا والعراق وليبيا لكن ما يظهر الان من تباين في وجهات النظر وخاصة أثناء المقابلة الصحفية لسامح شكري يدل على وجود خلافات مع السعودية فتصريحات شكري في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة أنهت فترة ضبط النفس وأظهرت مرحلة الشرخ في العلاقات بين الرياض والقاهرة إزاء الأزمة السورية.

من أين نشأ الخلاف؟

في الحقيقة ورغم حرص قادة مصر والسعودية على التعاون فيما بينهم في المنطقة فإنهم لم يصلوا الى حل فيما يخص سوريا ففي الوقت الذي تؤكد الرياض على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم كحل للأزمة السورية، تقدم القاهرة الحل السياسي وتعتبر ان إزاحة الأسد عن السلطة تؤدي الى زيادة قدرات التيارات التكفيرية والمتطرفة، وحتى خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في العام الماضي أكد سامح شكري على أهمية الحل السياسي للأزمة السورية حسب نتائج مؤتمر “جنيف 1” وتحدث عن الإتصال والتشاور مع الجانب الروسي فيما يخص الأزمة السورية لكن عادل الجبير رد على هذه التصريحات سريعا وقال ان الجميع قد إتفقوا على تنحي الرئيس السوري وان الهدف من الإتصالات مع الجانب الروسي هو وقف دعم موسكو لبشار الأسد.

ان ما يزيد من قلق مصر حيال المواقف السعودية من الأزمة السورية هو دعم الرياض للجماعات المعارضة السورية التي تعتبر جماعة الإخوان المسلمين إحداها، ان الإخوان المسلمين يشكلون قسما كبيرا من القوى المسلحة المناهضة للحكم في سوريا وهؤلاء يتمتعون بدعم السعودية والدول الغربية تحت اسم “المعارضة المعتدلة” وتنظر السعودية الى هؤلاء كبديل محتمل عن حكم الرئيس السوري بشار الأسد لكن يجب القول ان الإخوان المسلمين يمتلكون حظوظ قليلة للوصول الى سدة الحكم في سوريا مع وجود جماعات مسلحة أخرى لها ثقلها كما ان الغرب والسعودية تدعم هؤلاء الارهابيون المتطرفون بشكل أكبر من الإخوان المسلمين الذين يسمون بالمعتدلين.

ان خشية القاهرة من إزدياد قدرات الإخوان المسلمين في سوريا تمنعها من مسايرة الموقف السعودي إزاء سوريا ومن جهة أخرى تخشى القاهرة من حدوث فراغ وإنعدام الإستقرار لمدة طويلة في سوريا وهذا ما يدفع مصر نحو الإقتناع بضرورة بقاء بشار الأسد في السلطة وتقرير مصير سوريا عبر المسار القانوني والإنتخابات وهذا الموقف يقرب مصر من روسيا وايران ويبعدها عن السعودية وسياساتها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق