ما حقيقة ما يُرَوَج له عن عدم إعتراف العراق بالمجلس السياسي الأعلى؟
في الأيام الماضية راحت بعض وسائل الإعلام و الصحف و المواقع الإلكترونية ترّوج لقصة إجتماع وزير الخارجية العراقي بعبد الملك المخلافي و ما صدر عن هذا الإجتماع من تصريح للجعفري بعدم إعتراف العراق بالمجلس السياسي الأعلى الذي شكّله اليمنيون و بات السلطة الشرعية الوحيدة في اليمن بحسب الأحزاب و القوى اليمنية، فهل ما ذكر صحيح؟ أم ما حصل هو مجرد تحوير للكلام وسوء إستفادة منه؟
هل حصل اللقاء فعلاً؟
الأكيد أن اللقاء قد حصل بين الطرفين و هو الأمر الذي ذكرته وزارة الخارجية العراقية على موقعها الإلكتروني، بأن وزير الخارجيَّة العراقي الدكتور إبراهيم الاشيقر الجعفريّ التقى وزير خارجيَّة اليمن السيِّد عبد الملك المخلافي على هامش اجتماعات الجمعيَّة العامَّة للأمم المتحدة في نيويورك.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية وسُبُل تعزيزها بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين وآخر التطوُّرات التي تشهدها الساحة اليمنيَّة.
ما حقيقة ما تم تداوله عن مجريات اللقاء و هل فعلاً نفى الجعفري إعتراف العراق بالمجلس السياسي الأعلى؟ و هل تم الحديث عن فتح سفارة اليمن في العراق؟
ذكرت العديد من الصحف و القنوات التلفزيونية أن الجعفري صرّح بعدم إعتراف العراق بالمجلس السياسي الأعلى اليمني خلال لقائه بالمخلافي و أنهم تباحثوا حول إمكانية فتح السفارة اليمنية في العراق، فما حقيقة ذلك؟
بعد الإجتماع صدر بيان عن الخارجية العراقية ذكر فيه التالي :
“قال السيد الوزير “الجعفري” أنَّ سياسة العراق الخارجيَّة تقوم على أساس انفتاح العلاقات مع بلدان العالم المختلفة، والحفاظ على وحدة وسيادة العراق، ولا يتدخل في شُؤُون أيِّ بلد، كما لا يسمح بالتدخُّل في شُؤُونه الداخليَّة، مُوجِّهاً الدعوة للسيِّد عبد الملك المخلافي لزيارة بغداد في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين.
وأكد معاليه أنَّ العراق يدعم الحوار الوطنيَّ في اليمن، وإيجاد الحلول المناسبة التي تحفظ الوحدة اليمنيَّة، ومُشارَكة الجميع في الحكم، مشيراً الى أنَّ العراق ثبَّت موقفه ورفض قرار دخول قوات أجنبيَّة لحلِّ الأزمة في اليمن إيماناً منه بأنَّ التدخُّل الخارجيَّ لا يُساهِم في إيجاد حُلول، بل يزيد من حجم الأزمة.
وأوضح الدكتور الجعفري أنَّ العراق لا يقصد إثارة أيِّ بلد، وأبوابه مفتوحة أمام أيِّ وفد مُعارض يرغب في زيارته بشرط أن لا يكون مُتورِّطاً بعمليَّات إرهابيَّة، مُشيراً إلى أنَّ العراق استقبل قبل أشهر وفداً يمنيّاً برئاسة عضو في مجلس النواب اليمنيِّ، ويضمُّ عدداً من القوى السياسيَّة، ومن عِدَّة محافظات يمنيَّة.
ودعا السيد الوزير الجانب اليمني إلى ضرورة تفعيل عمل اللجنة المُشترَكة بين البلدين، مُشيراً إلى ضرورة دعم اليمن لترشيح العراق لشغل منصب مجلس حقوق الإنسان لعامي 2017-2019، ومنصب المدير الإقليميِّ لمنظمة الصِحَّة العالميَّة للشرق المتوسط، وشمال أفريقيا.
من جانبه أكد وزير خارجيَّة اليمن أنَّ بلاده تدعم ترشيح العراق لعضويَّة مجلس حقوق الإنسان إضافة إلى منصب المدير الإقليميِّ لمنظمة الصِحَّة العالميَّة للشرق المتوسط وشمال أفريقيا، مُشيراً إلى أنَّ حكومته قرَّرت إعادة فتح السفارة اليمنيَّة في بغداد في إطار تبادل التعاون المُشترَك بين البلدين في العديد من المجالات.”
لذا ومن الواضح أن السيد الجعفري لم يأتي على ذكر “عدم إعتراف العراق بالمجلس السياسي الأعلى اليمني” وكل ما صدر عنه أن العراق منفتح على الجميع و لا يتدخل في شؤون الدول الأخرى، وفيما يتعلق بفتح السفارة فالأمر الواضح أن المخلافي هو من طلب من الجعفري إعادة فتح السفارة اليمنية في العراق، الأمر الذي يحتمل الحدوث في حال موافقة الحكومة العراقية، و الأمر يتوقف عند هذا الحد ولا يتعداه لتفسيرات وتحوير في الكلام تقوم به بعض وسائل الإعلام لمصالح موجهة ومعلومة.
والجدير بالذكر أن وزير الخارجية العراقى التقى فى 29 أغسطس الماضى وفداً يمنياً برئاسة يحيى بدر الدين الحوثي، وهو ما أثار ردود فعل رافضة لاستقبال بغداد لوفد الحوثيين، بإعتبار أن هذا دعم و إعتراف واضح بالمجلس السياسي الأعلى و ما تقوم به القوى اليمنية من قبل العراق.
المصدر / الوقت