التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

“السعودية.. بدون غطاء” فيلم أميركي يؤكد دور المملكة في نشر ورعاية الإرهاب 

وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ

كأنها رحلة إلى قلب الجحيم. هكذا بدا الفيلم التسجيلى الذى أنتجته شبكة «نت فليكس» الأمريكية، بعنوان «العربية السعودية.. بدون غطاء».

توقيت عرض الفيلم، على نطاق شاسع، يجعل تأثيره مضاعفا، ذلك أنه يأتى عقب إقرار الكونجرس بأحقية مطالبة أهالى ضحايا تدمير البرجين بتعويضات من المملكة، الدولة الصديقة للعم سام، الشره، الذى لا يعرف الرحمة، بعد أن سال لعابه على ثروات السعودية، المستثمرة فى بلاده، القابعة فى بنوكه.

«السعودية.. بدون غطاء»، يستغرق أكثر من ساعة، تناقلته، بحماس، وسائل الاتصال الاجتماعى، إلى جانب تقديمه، فى قنوات تليفزيونية عالمية، فى مقدمتها بريطانيا، الحليف الأثير لأمريكا.. الانتشار المتعمد للفيلم، على الأرجح، يرمى إلى تهيئة المتابعين، نفسيا، لقبول ما قد تتخذه واشنطن من إجراءات، حتى بعد رفض أوباما لقانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب». القضية لم تغلق. عمدة نيويورك، مع زعماء الكونجرس، رفضوا موقف المغادر للبيت الأبيض، بينما صرح «ترامب»، المرشح للرئاسة، فى معرض حديثه عن السعودية «لولانا لما وجدت وما كان لها أن تبقى».

الفيلم، مصنوع باحترافية عالية، برغم أنه يعتمد على مشاهد وثائقية ثابتة، الكثير منها تناقلته وكالات الأنباء من قبل، إلى جانب لقاءات حوارية، مع من أضيروا من النظام السعودى، بالإضافة لرصد مواقف وأماكن تم تصويرها سرا، خاصة فيما يتعلق بأزقة الفقراء، والمتسولين، ممارسات العنف ضد الجميع، مع نصيحة تقال فى البداية «فى السعودية يجب أن تكون حذرا، فالجدران تسمع».

«.. بدون غطاء»، يوجه لكماته القوية فى عدة اتجاهات، ضرباته تصيب خصومه إصابات فادحة، يبدؤها بمشاهد الإعدام المروعة، بفصل الرأس عن البدن، فى الميادين والشوارع، ليأتى صوت المعلقة، الهادئ، الواثق، المكتوب أصلا بإيجاز، متضمنا قدرا كبيرا من الإيحاء، ليقول: «نحن لسنا فى داعش، لكننا فى السعودية».. طوال الفيلم، يصحبنا صوت المعلقة، كضمير يتحمل العذاب، بعقل يحاول أن يكون محايدا. إنه من أهم وسائل السرد التنويرى الذى يكشف الغطاء.
الكلمة الثانية، الموجعة، تصيب هيئة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، بمظهرهم الفظ، طريقة تعاملهم الوحشية مع الشباب، خاصة النساء، فها هو أحدهم يصفع امرأة فيلقيها أرضا. الموقف يحدث فى بناية فاخرة، حديثة، تتناقض تماما مع السلوك المتخلف.

السلوك المتخلف، ليس حالة فردية، نابعة من أمزجة مختلفة، لكنها نابعة من قيم مختلة يتلقنها تلاميذ المدارس.
لا يفوت الفيلم فضح رياء زعماء ورؤساء العالم «المتحضر».. الحبور، الغبطة، الترحيب، المودة، تتجلى فى لقاءات الملك السعودى، مع ملكة بريطانيا، رئيس وزرائها.. مع بوتن، أوباما، بجانب وزيرة خارجيته، هيلارى كلينتون، كبار المسئولين الفرنسيين.

بناء الفيلم يكاد ينهض على القوة الإيحائية للمونتاج، المتمتع بالقدرة على تكثيف الإحساس، فعقب ولولة امرأة متشحة بالسواد، معلنة أنها لم تقتل، يهبط سيف الجلاد على عنقها، تدوى صرختها حيث تغرق الشاشة فى الظلام.. فى تتابع آخر، تطالعنا خمس جثث معلقة على قائم عرضى موصول برافعتين، ثم صورة ثابتة للملك، ينظر، بلا اكتراث، كأنه يطل على القتلى.. أحيانا، يستخدم المونتاج كنوع من «الترويح» الذى يبدد شيئا من قتامة الأجواء: أسرة الشاب المضطهد، رائف بدوى، التى تعيش فى كندا، تتوافر لهم حياة كريمة، تليق بأطفال يحتاجون للبهجة، بينما والدهم، محكوم عليه بالسجن عشر سنوات، بالإضافة لألف جلدة.

المخرج، جيمس جونيس، يرصد، برهافة، القوى الصلبة، الناهضة، ضد النظام.. يقدم، بالصورة، أحاديث نشطاء الرأى، فإلى جانب رائف بدوى، صاحب موقع «الليبراليون السعوديون»، ثم الفتى «على»، ومجموعة نساء يتمتعن بالصلابة، قوة الإرادة، استنارة العقل: هالة الدوسرى، الكاتبة المستنيرة.. إنصاف حيدر، زوجة رائف بدوى، المناضلة.. وأخريات.
«السعودية.. بدون غطاء»، يتلمس، قوى التمرد والثورة، يتابعها، بكاميرات محمولة باليد، مهزوزة، مما يمنحها مزيدا من الصدق.. مظاهرات تندلع فى الشوارع، تتصاعد فيها الهتافات، مع توالى صوت رصاصات، مصحوبة بتواريخ الأحداث الدامية.. إنه فيلم تجميعى، مثير، مهم، فاضح، يهدف لتأكيد دور السعودية، فى نشر ورعاية الإرهاب، خارج وداخل البلاد.. فى ذات الوقت، لا يخلو من الابتزاز.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق