التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

الحريري يتراجع : الرئاسة اللبنانية تقترب من تسوية “السلّة” 

على وقع بلوغ جلسة الانتخاب الرئاسية الـ 45، تتلبّد سماء الرئاسة اللبنانية بغيوم السياسة الداكنة، التي قد تمطر حلولاً جديدة تنزل برداً وسلاماً على قصر بعبدا الخالي منذ رحيل الرئيس السابق ميشال سليمان يوم 24 مايو/ أيار 2014.

الصمت لا زال سيّد الموقف رغم أن الكثير من المعطيات تعزّز فرضية التفاؤل العوني حيث ثمة معطيات تشير الى ان سعد الحريري لن يقفل الباب ويلقي المفتاح في البحر قبل ان يجري جولة اتصالات سريعة يبدأها برئيس المجلس النيابي نبيه بري، علما ان عودته الصامتة الى بيروت دون طبل اعلامي او زمر سياسي او حث للمتابعين بأن الرهان على جلسة الانتخاب الرئاسية الـ 45 جهد ضائع وسط ضياع “الجهود” الدولية لضبط ايقاع “الحرب الكونية” الدائرة على الاراضي السورية.

الحريري يحسم خيارات ويُبطل ترشيح فرنجية

الأنظار تتجه نحو تبدّلات الرئيس الحريري الذي حسم في قرارة نفسه خيار انتخاب عون وقرّر أن يتجرّع الكأس المرّة تجنباً لما هو أمرّ منها. وقد أتى بيان “كتلة المستقبل” النيابية أمس، معبّراً عن هذا المنحى بتجاهله الإشارة التقليدية الى التمسك بترشيح النائب سليمان فرنجية، غداة زيارة الحريري الى بنشعي، حيث التقط رئيس “تيار المردة” ذبذبات المراجعة التي باشرها رئيس “تيار المستقبل” توطئة للخيار الرئاسي الجديد.

ورغم فتحة الأمل، إلا أن هناك من يعتبر أن التجارب السابقة مع الحريري لم تكن مشجعة وأنه قد تعوزه في اللحظة الأخيرة شجاعة استكمال الانعطافة نحو عون، إلا أن الفارق الأساسي هذه المرة هو أن الحريري المحاصر بالأزمات لم يعد يحتمل المزيد من المناورة السياسية وإضاعة الوقت.

مصادر القوات: الحريري اتخذ قراره بانتخاب عون رئيساً

ما يعزز فرضية التراجع الحريري للوصول إلى رئاسة الحكومة بعد تخلّي السعودية عنه، هو ما أعنته مصادر القوات اللبنانية لصحيفة”الاخبار” تعليقاً على اللقاء الذي جمع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجية في بنشعي أول من أمس، وما أشيع عنه، عن “اقتناعها بأن الحريري قد اتخذ قراره بانتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً، لكنه ليس جاهزاً بعد، فهو لا يزال يصطدم بمعارضة السعودية”. واكدت أنه حالما “يتلقى الحريري إشارات إيجابية من المملكة، فإنه حتماً سينزل إلى المجلس لانتخاب عون”.

مصادر القوات تقول إنّ المشاورات التي يقوم بها الحريري “ليست بإيعاز سعودي، بل هي مسار فردي يهدف من خلاله إلى جس النبض لمعرفة الموقف الحقيقي للمملكة التي تخلّت، حالياً، عن لبنان”.

بري مطمئن .. الأولويّة “السلّة”

الحريري الذي بدأ بمشاورته في بيت الوسط، يستعد خلال الساعات والأيام المقبلة للقاء بري والنائب وليد جنبلاط والرئيس أمين الجميل ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع، على أن يتوّج مشاوراته بزيارة الرابية. وبالتالي، يبقى بري أحد أبرز المعارضين حتى الساعة بانتظار المشاورات.

إلا أن الرئس بري رمى الأسبوع الماضي بالكرة “الرئاسية” في ملعب “تيار المستقبل”. قال أنّ العماد ميشال عون يُنتخب رئيسًا فور موافقة “الشيخ سعد” على انتخابه، سواء أعطاه بري صوته، أم لم يفعل. عمومًا، يحرص رئيس المجلس النيابي، كما يؤكد كلّ الدائرين في فلكه، على نفي أيّ طابعٍ “شخصي” للمعركة مع “الجنرال”. صحيح أنّ “الكيمياء” بين الرجلين مفقودة، وهذا ما لا ينكره أحد، وصحيح أنّ لدى بري مرشّحين “مفّضلين” لرئاسة الجمهورية، ليس عون من ضمنهم، ولكنّ “أولويته” تبقى في مكانٍ آخر، وتحديداً في سلة الحلّ الشاملة، التي لا تمرّ مناسبة إلا ويأتي على ذكرها.

اذاً، لا يقف الرئيس بري عائقا امام أي إسم، فمرشحه هو “السلة”، الامر الذي يعني بحسب مصادر مطلعة على موقف بري أن الاتفاق على اسم الرئيس لا يكفي لانجاز الاستحقاق، بل يجب التشاور والاتفاق بين الفرقاء السياسيين على كيفية تسيير الحكم خلال فترة الرئاسة، وتحديدا شكل الحكومة وقانون الانتخاب واسم قائد الجيش والموقف من اتفاق الطائف.

ومن هنا، يعتقد مراقبون أن قانون الانتخاب يجب أن يكون جزءاً أساسياً من “الصفقة” المفترضة التي ستظل ناقصة من دونه، خصوصاً أن البعض يعتبر أن هذا القانون يكاد يكون أهم من رئاستي الجمهورية والحكومة، لأن تركيبة السلطة المقبلة وطبيعة توازناتها تتوقفان عليه.

حزب الله: الامور بخواتيمها
أما “حزب الله”، فأوضح مصدر فيه انه تلقف ايجاباً الاشارات الأخيرة وما وصله من معطيات جدية عن خيارات جديدة للحريري برزت دلالاتها في بيان كتلة “المستقبل” الذي لم يذكر دعم ترشيح النائب فرنجية وابقاء الكتلة اجتماعاتها مفتوحة لمزيد من المشاورات.

وقال لـ”النهار”: ننتظر لنرى ما يحمله الحريري من طروحات وما اذا كانت جدية هذه المرة لانه سبق لنا أن سمعنا طروحات أكثر من مرة ولم تترجم”. ولم يخف ان حركة زعيم “المستقبل” ولقاءاته التي بدأها مساء الاثنين لافتة، لكن “الامور بخواتيمها”.

المحصّلة

في المحصّلة، تصبّ الحركة السياسية للحريري اليوم في خانة كسر الجمود القائم في البلد، رغم دعوة المتحفظّين الى عدم الإفراط بالتفاؤل والمبالغة في التوقعات، لأن الأمتار الأخيرة هي الأهم في أي سباق، خاصّة في الساحة اللبنانية المتحركة بطبيعتها، الأم ما يستدعي الحذر والتصرف على قاعدة كل “الأمور بخواتيمها”.

لاشكّ في أننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى سلّة متكاملة تحفظ البلد، لأن الوضع اللبناني لا يبشّر بالخير فاعترافات الارهابيين الاخيرة أظهرت “نيات” مبيتة بضرب لبنان، فهل سيظهر مسار التسوية الرئاسية خلال الساعات المقبلة؟
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق