هل تشعرين دائما بأنكِ لستِ أمًا جيدة.. اقرأي هذه النصائح!!!
اقترنت الأمومة دائما بالحب غير المشروط والحنان والتضحية والعطاء والتفاني ونكران الذات. فالأم هي ذلك الشخص الذي سيتخلى عن أي شيء ليكون أبناؤها بخير، فهي الحاضن والجامع لهم.
ولعلك تركضين لتكوني تلك المرأة الناجحة، ولتحققي هذا التوازن، وبين كل المهام تعطين الأولوية بالتأكيد لرعاية طفلك، فتتابعين دراسته، وتتركين الهاتف بعيدا لدى وصولك للمنزل لتكوني معه هو فقط، وربما اشتريت له أحدث آيفون ليعوضه عن غيابك عنه، ونسيت جلستك المسائية مع زوجك للاستمتاع بمشروب دافئ لأن الحديث ينتهي بالخلاف حول مستقبل الطفل. ومع ذلك، ولأنه ليس بإمكان أحد أن يقوم بكل شيء، يلازمك شعور بالتقصير نحو طفلك في مواقف كثيرة: حين تسمحين له بأكل إحدى الوجبات السريعة، أو حين تقدمين له طعاما جاهزا كان بإمكانك تحضيره في المنزل، أو حين تجدين أنه لم يتقن بعد الحروف والأرقام وأن مهاراته أقل من الأطفال في عمره، وحين تضطرين لتركه يشاهد التلفاز لحين انتهائك من إحدى مهام العمل، وحين تتركينه في الحضانة لتتمكني من الذهاب إلى العمل، أو حين لا يكون لديك الوقت لاصطحابه للعب في الهواء الطلق.
لا توجد طريقة لتكوني أماً مثالية، لكن هناك ملايين الطرق لتكوني أمًا جيدة
الكثير من الكتابات تناولت هذا الشعور الذي يُسمى بـ “متلازمة الأم السيئة”، وهو شعور الأم الدائم بالتقصير حيث تقارن دائما دورها كأم بالدور التقليدي للأم الذي كان يعني نكران الذات، وتكون المقارنة دائما في صالح الأم التقليدية، وبالتالي يلازم بعض الأمهات في هذا العصر شعور بالذنب، وأحيانا يلازم الآباء أيضا لكنه يشيع أكثر لدى الأمهات حيث يظل واجب رعاية الطفل والمنزل ملتصقا بالمرأة، وحين يتملكها هذا الشعور بالتقصير تلجأ الأم لتعويض الطفل عن غيابها أو تقصيرها بأمور مثل تجنب عقابه على بعض الأخطاء، غمر الطفل بالهدايا، وهنا تكبر المشكلة ويكبر معها الشعور بالذنب.
وينصحك الخبراء بالانتباه لعدة أمور في تربية طفلك للحفاظ على التوازن في حياتك كأم عصرية:
لا تسعي للكمال: دعي هذا الهاجس بأن عليك فعل كل شيء بشكل مثالي مع أطفالك. فلن يحدث شيء إذا لم يستحم طفلك يوما، أو أكل وجبة من خارج المنزل.
أن تكوني أماً عصرية معناه أن يكون طفلك عصريا أيضا: يقوم بترتيب سريره لدى الاستيقاظ، يساعد في الأعمال المنزلية، ويعتمد على نفسه في واجباته المدرسية، ويمكن أن تشرحي له أن هذا من شأنه أن يساعدكما في قضاء الوقت معا في اللعب بدلا من مطاردته لأنه لم يقم بواجباته المدرسية مثلاً.
لا تكوني مهووسة بالنظافة: لدى عودتكِ للمنزل واكتشافك أنه ليس نظيفا ومرتبا كما تركته، لا تنهمكي في التنظيف والترتيب، فليس منطقيا أن يلمع البيت دائما ولديك طفل، لذلك دعي الأمر لوقت آخر ولتكن الأولوية لقضاء الوقت مع طفلك.
تحلِّي بالصبر دائما: تذكري دائما أن الفضيلة الأساسية التي يجب أن تتحلى بها كل أم هي الصبر، فالطفل يلعب دائما ولا يهدأ، ورد فعلك الأفضل على أي خطأ من جانبه يجب أن يكون هادئا وأن تشرحي له لماذا يعتبر سلوكه هذا خاطئا.
القادم أصعب فاستعدي: في الشهور والسنوات الأولى من عمره، يعتمد الطفل عليك في كل شيء، غذاؤه ورعايته الصحية، لكن الأصعب سيأتي حين يكبر قليلا وتبدأ شخصيته في التكون.
احترمي اختياراته: الأم الجيدة يجب أن تهتم باهتمامات أبنائها حتى لو لم ترق لها. فإذا أحب طفلك الموسيقى مثلا، عليك تشجيعه ومشاركته وتوجيه الأسئلة له لكي يحكي لك عنها، ومن المهم الانتباه لأننا لا نعيش حياة أطفالنا، ولا نختار لهم، هم من سيختارون طريقهم في الحياة، حتى لو كانت خلاف توقعاتنا، وعلينا تقبل اختياراتهم ودعمها.
حافظي على علاقاتك: خصصي وقتا للخروج والحديث مع صديقاتك وسترين الأثر العلاجي الذي ينتج عن الحديث معهن، لا تتخلي عن عشاء رومانسي مع زوجك بين الحين والآخر، لا يجب أن يلازمكما الطفل دائما، خصصا بعض الوقت للتحدث معا ولمشاهدة أفلام الكبار بدلاً من أفلام الكارتون التي تشاهدونها مع طفلكما باستمرار.
احرصي على أن يكون لك مساحة من الوقت: خصصي ما لا يقل عن نصف ساعة يوميا، تقرئين فيها أو تمارسين الرياضة دون أن يصاحبك صياح طفلك. علّميه أنك لست متاحة لإجابة طلباته كل الوقت، هذا من شأنه أن يمدك بطاقة أكبر لمواصلة العناية بالطفل، وسيعلمه الصبر والانتظار وأن هناك آخرين يحتاجون لاهتمامك.
كيف تتجنبين هذا الشعور
إذا شعرت بأنك تفعلين ما بوسعك، ورغم ذلك يسيطر عليكِ إحساس مبالغ فيه بالذنب، يقدم لك خبراء علم النفس بعض النصائح لتفكري فيها لتجنب هذا الشعور:
تجنبي المقارنة: لدى كل أم شيء مميز لتقدمه لطفلها. هناك من تمارس معه الرياضة، وهناك من تطبخ له أكلات رائعة، وهناك من تحافظ على المنزل مرتبا، وعليك أن تدركي أنه لن يمكنك أن تتقني كل شيء.
ليس كل ما يحدث لطفلك مسؤوليتك وحدك: أنت تعلمينه القيم والاعتذار وحل المشكلات وأن يكون مرنا، وتحرصين على اختيار المدرسة والنادي، لكن يبقى لأصدقائه ولما يقرؤه ويشاهده في التلفاز أحيانا تأثيرات كبيرة لا تقع تحت سيطرتك ولذلك أنت لست مسؤولة عن كل ما يقوله ويفعله.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق