الرأي تحاور مدير هيئة حقول نفط واسط المهندس مجيد عباس العامري
اجرى الحوار : سيف صلاح البدري
أكد مدير هيئة حقول نفط واسط مجيد عباس العامري أن محافظة واسط أصبحت واحدة من المحافظات النفطية المتميزة في الإنتاج بحكم وجود حقلي الأحدب وبدرة اللذان سيبلغ مجموع إنتاجهما أكثر من 300 ألف برميل من النفط الخام إضافة الى 180 ألف متر مكعب من الغاز ونواتج عرضية أخرى، وفيما بين أن الحقلين المذكورين وفرا نحو أربعة آلاف فرصة عمل لأبناء المحافظة قابلة للزيادة مستقبلاً، قال إن وجود النفط في المحافظة وفر أيضاً العديد من فرص العمل الثانوية وتشغيل آليات المواطنين المختلفة وتحريك عجلة الاقتصاد بالمحافظة.
وقال العامري في نص الحوار الذي أجرته معه وكالة الرأي الدولية ، إن الحديث عن وجود تأثيرات بيئة سلبية على المواطنين وحصول بعض الأمراض والإصابات جراء الغازات المنبعثة من حقل الأحدب غير دقيق وأن هناك ثمة مشروع مستقبلي تسعى اليه وزارة النفط يتمثل بإنشاء وإضافة معدات هدفها تقليل حرق الغازات الناجمة من عمليات المعالجة، مشيراً الى أن الحقلين المذكورين يجهزان محطة واسط الحرارية بالغاز اللازم لتشغيلها مع إنتاج 250 طن من الغاز السائل يومياً من حقل الاحدب لسد حاجة المحافظة من هذا النوع من الغاز الذي يستخدم لاغراض الطبخ والتدفئة.
وفي أدناه نص الحوار الذي أجري مع المهندس مجيد عباس العامري مدير هيئة حقول نفط واسط .
* بداية هل يمكن لنا معرفة السيرة الذاتية للسيد مدير هيئة حقول نفط واسط وماذا عن الهيئة والكوادر العاملة فيها ؟
– مجيد عباس حميد العامري رئيس مهندسين أقدم اختصاص هندسة كيماوية استخراجية من مواليد 1957 ، باشرت بالعمل في إدارة مشروع حقل الأحدب منذ 2012 ، وقبل ذلك الوقت كنت قد عملت في العديد من المنشآت النفطية منها المنشأة العامة لصناعة الغاز في عدة من مناطق العراق ، وعملت كمدير لهيئة نفط واسط نهاية عام 2013 ولحد الان ، بالإضافة الى تكليفي بعدد من رئاسة اللجان المختصة بالشأن النفطي ومثلت العراق في الكثير من الدورات والبرامج المتعلقة باستخراج النفط، أما فيما يخص عدد الكوادر العاملة في الهيئة في بداية تشكيلها بدأت بـ 145 منتسباً معظمهم اختصاص فني والآخر خريج دبلوم فني وأعداد محدودة من المهندسين ، وبجهودنا استقطبنا أعداد كبيرة من منتسبين وزارة النفط ليصل العدد الحالي الى 350 مع زج اغلبهم في دورات تطويرية وتدريبية في مجال الصناعة النفطية لتطوير مهاراتهم وتحسين قابلياتهم الفنية والهندسية بما يمكنهم من أداء دورهم الوظيفي على أتم وجه.
* ماهي طبيعة عمل الهيئة وتنسيقها مع الشركات النفطية العاملة في محافظة واسط ؟
– كما ذكرت تأسست الهيئة في نهاية 2013 وكلفت بمهام رئاستها آنذاك وطبيعة عملها إدارة الحقول النفطية في محافظة واسط وبالذات حقلي الأحدب وبدرة ونأمل أن تضاف حقول أخرى جديدة لاسيما وأن المحافظة فيها مثل هذه الحقول التي يتوقع أن تضيف كمية كبيرة من الإنتاج النفطي إضافة الى توفير الكثير من فرص العمل مستقبلاً وأذكر مثال على ذلك حقلي الظفرية والزرازير.
وكما هو معروف أن حقل الأحدب الذي بدأ الإنتاج الأولي فيه عام 2009 وكان بداية الامر نحو 15 ألف برميل يومياً حتى وصل حاليا الى 140 ألف برميل من النفط الخام ، حيث أن مثل هذه الزيادة المستمرة تجعل طبيعة العمل والتنسيق تزاد بشكل كبير حيث أن العلاقة الطيبة مع الوزارة والحكومات المحلية على مستوى المحافظة والاقضية والنواحي وهذا بذاته انعكس ايجابياً على عمل الهيئة وتنفيذ برامجها المرسومة لها وفق الخطط الموضوعة من قبل وزارة النفط.
* طالما أن حقل الأحدب يعد أكبر المشاريع النفطية في المحافظة هل يمكن معرفة عدد الشركات العاملة فيه وما هو حجم الكوادر الصينية؟
– في حقل الأحدب تعمل بحوالي 18 شركة محلية وأجنبية وكل شركة متخصصة بمحور من محاور العمل لكن معظمها شركات صينية لكون وزارة النفط متعاقدة مع شركة صينية حكومية هي شركة الواحة التي بدورها تعاقدت مع شركات فرعية منها لتنفيذ العديد من الاعمال المختلفة في الحقل،. أما حجم الكوادر الصينية في العمل يعتمد على طبيعة الاعمال، إذ هناك أنواع مختلفة من الاختصاصات من الصينيين ، وبعد أحداث داعش تعرضوا الى ضغوط تخويف الى أن مساهمتنا وتضافر الجهود المحلية والأمنية أسهم في بعث طمأنينة الى العاملين ونحن بدورنا قمنا بتفعيل الجهد الوطني بزج كوادر وطنية وحاليا هناك 40 شخص في محطة الضخ في الحدود المتاخمة بين محافظتي واسط والديوانية.
* هذا العدد غير القليل من الشركات العاملة في الحقل ماذا قدم لأبناء المحافظة ؟
– سؤال مهم جداً، بل في غاية الأهمية ويطرح بشكل يومي من أهالي المحافظة ونسمعه بين الحين والآخر، هناك فوائد كبيرة قدمت لأبناء المحافظة ، منها أكثر من 4000 من أهالي المحافظة والمناطق القريبة يعملون في هذه الشركات ونسبة العاملين من خارج المحافظة معدودة جداً ، بالإضافة الى تشغيل معدات المواطنين من حفارات وسيارات نقل مختلفة وغيرها، ولم تكتفي الشركات بذلك بل عملت على تحسين البنى التحتية حيث ساهمت شركة الواحة في تنفيذ العديد من المنشآت الحيوية الخدمية هدفها تحسين الخدمات كالمدارس والشوارع في المحافظة وهذه العدد الكبير الآبار سهل في انتشار الطرق المبلطة حيث تم مد شبكات مختلفة للطرق ضمن مناطق الحقل وهذه الطرق وفرت خدمات كبيرة للمواطنين كما أن النفط ساعد على تشغيل محطة واسط الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية وجعل المحافظة تنعم بنعمة الكهرباء الوطنية بتجهيز كبير يضاهي باقي المحافظات. كما وانه في عقود جولات التراخيص أينما وجدت نشاطات وزارة النفط وتواجد أضرار على الشركات المتسببة بتلك الأضرار العمل على تقليلها وشمول المناطق القريبة والتي تصاب بالضرر بمبلغ المساهمة الاجتماعية حيث وهكذا قدمت الشركات النفطية العاملة في حقلي الاحدب وبدرة مبالغ سنوية لسكان المنطقة القريبة من الحقلين لتنفيذ مشاريع خدمية في تلك المناطق.
* لكن مع كل هذه الخدمات فأن مشكلة الدخان المنبعث وأضراره لا تزال تقلق السكان وهناك من يتحدث منهم عن وجود إصابات مختلفة ؟
– طبعا بين الحين والآخر تظهر سجالات بخصوص الدخان المنبعث من الحقول النفطية لاسيما حقل الأحدب ، وكما هو معروف حيثما تتواجد أنشطة وزارة النفط كأنشطة الاستخراج وغيرها يرافقها بعض الأضرار في العمل ، مثلا التصحر جراء مد الأنابيب وغير ذلك من المشاكل الأخرى لكنه توجد لجان متخصصة بمعالجتها وإيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع كل الدوائر المحافظة المعنية ويحصل ذلك طبعا بإشراك الحكومات المحلية بغية الوقوف على الأضرار التي يتم الحديث عنها وعلى الحلول والمعالجات ، أما موضوع الدخان قبل ما ندخل بتفاصيله علينا أن نوضح شيء مهم لكون أصحاب الاختصاص يعرفون ذلك ، هو أن معلومات الحقل يشغل مساحة تقدر بــ(300) كيلو متر ، يوجد فيه سبعة آبار بوشر بعمليات الحفر فيها منذ سبعينات القرن المنصرم ، ومع بدء العمل في الحقل عام 2009 زاد عدد الآبار، نعم أن وجود مثل هكذا منشآت كبيرة وعملاقة لابد وأن يؤثر سلباً نوعا لكن لابد من وجود المعالجات لاية مشكلة ممكن أن تحصل ونحن جادون في هذا الامر، موضوع الغاز بدء الكلام به يكثر ويحمل أكثر من اللازم ولو بقينا على هذا الكلام الذي يطلق جزافاً في الكثير من الأحيان سوف لم يبقى احد يعمل في وزارة النفط ولا شركة اجنبة ! نحن بدورنا عملنا مع شركة الواحة وبتنسيق عالي المستوى لتقليل حرق الغاز بالقدر المستطاع و لدينا مشروع في أروقة وزارة النفط يتمثل بإنشاء وإضافة معدات جديدة هدفها تقليل حرق الغازات الناجمة من عمليات استخراج ومعالجة النفط إضافة الى ذلك فأن المعدات سيكون لها فوائد منها زيادة كمية الغاز الى محطة واسط الحرارية وزيادة الكبريت وهو ناتج عرضي وتقليل التلوث البيئي إن وجد وزيادة مادة الـ ( ال بي جي ) المستخلص من الغاز ، ناهيك عن وجود تنسيق بين شركتنا وبيئة واسط ونعمل كشوفات شهرية وأسبوعية من خلال الأجهزة وسيارات متخصصة هدفها المراقبة البيئة واخذ عينات ومسوحات من مختلف المناطق للتأكد من الآثار البيئية من الغاز وحتى الان لا يوجد مؤشر حسب عن وجود بعض الأمراض أو حصول إصابات بين المواطنين.
* هل للوضع الامني العام في البلاد تأثير على الشركات التي تعمل ضمن دائرة عمل هيئة حقول نفط واسط ؟
– أبداً فأن الشركات الاجنبية العاملة في قطاع النفط بالمحافظة غير مهتمة بهذا الأمر وهي تشعر بأمان كبير واستقرار نتيجة التواصل المباشر مع الهيئة من جانب ومن جانب آخر مع الجهات الامنية العليا ومنها قيادة عمليات الرافدين وإدارة المحافظة وشرطة واسط ومجلس المحافظة وكذلك قوة حماية المنشآت النفطية.
* متى يكون لواسط شركة نفط مستقلة عن شركة نفط الوسط؟
– تأسيس شركة نفط واسط المحلية يعتبر حق مكفول اقره الدستور للمحافظات المنتجة للنفط بكميات كبيرة ، وهذا يعتمد على مدى تنسيق الحكومة المحلية في واسط مع الجهات العليا في وزارة النفط ونحن بصراحة ندعم هذا التوجه وأن أن تظهر الى الوجود شركة نفط واسط في المستقبل القريب.
* أين وصل الاتفاق مع الشركات النفطية الايرانية بشأن إنشاء مصفى نفطي في واسط؟
– بالحقيقة شركات المصفى الإيراني والذي حضرنا فيه لعدة لقاءات مع الشركات الراغبة بالاستثمار مع الحكومة المحلية التي تطمح لإنشائه ، والتي من خلالها وضحنا لهم الرؤى والمقومات الأساسية التي يتطلبها المصفى وهذا الموضوع أيضا ليس من اختصاصنا إنما من اختصاص الحكومة المحلية ووزارة النفط الذي تعمل سويا على حصول موافقات بأنشاءه.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق