التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

كيف تمت محاصرة عماد ياسين.. وإحباط محاولة إغراق لبنان في الدماء 

أحبطت قوات الأمن اللبنانية بدعم المخابرات والجيش مخططات إرهابية حاكها تنظيم داعش الإرهابي، تهدف إلى إغراق لبنان في بحر من الدماء، من خلال تنفيذ اغتيالات لشخصيات بارزة من قبيل “نبيه بري” رئيس البرلمان وسعد الحريري وبعض علماء أهل السنة.

والإجراءات التي اتخذتها قيادات الجيش اللبناني والقوى الأمنية، بالإقدام على البدء بعمليات أمنية استباقية لتجنب وقوع فتن في لبنان، تعد إجراءات استراتيجية. وبناءا على ما ورد، قامت قوات في مخابرات الجيش اللبناني بعدة عمليات استباقية، وبادرت بملاحقة العناصر الارهابية وضربها في أوكارها، من أجل إفشال مخططاتهم الشيطانية، والتي لو نجحت إحداها لغرقت الساحة اللبنانية في بحر من الدماء.

وربما كان أبرز ما توصلت إليه عمليات ملاحقة الارهابيين، هو اعتقال الإرهابي “عماد ياسين” قائد ما يسمى بـ “تنظيم داعش” في لبنان، والذي تم الامساك به من خلال عملية نوعية، حيث كان يتواجد في مخيم عين الحلوة في منطقة صيدا التي تربط العاصمة بيروت بالجنوب اللبناني، وحيث يضم المخيم نفسه ما يقارب 400 الف نازح فلسطيني، تتقاسمهم العديد من القوى الفلسطينية وغيرها، الأمر الذي يشكل ملاذاً آمنا لهكذا اشخاص باعتبار ان التنسيق مع الامن اللبناني يتم عبر لجنة مخصصة لذلك، وتحول دون القيام بعمليات مداهمة داخل المخيم.

وبذلت استخبارات الجيش اللبناني قصارى جهدها في ملاحقة ورصد الارهابي “ياسين” لفترة طويلة، الى ان تمكنت من الايقاع به بعد ان زرعت عميلا متخفيا في المخيم، عمل بمهنة بسيطة (بائع خضار) مقابل مكان تواجد الارهابي وعلى طريق المسجد الذي كان يقصده بهدف الصلاة. وبعد عمليات رصد دقيقة ودورية لتحركات ياسين، وحيث اصبح شبه المؤكد اعتماده الروتين اليومي نفسه، انتقلت فرقة من القوة الضاربة الى الداخل، وفي ساعة الصفر انقضت القوة المتخفية داخل المكان (المكمن)، على “ياسين” وهو في طريقه الى المسجد دون احداث اي بلبلة، فكانت كما يُعبَّر بلغة الامنيين، عملية سريعة ونظيفة.

وأقرّ الارهابي البارز في تنظيم داعش، قيامه بالتخطيط والإعداد لتنفيذ عمليات اغتيال وكان من اهم اعترافاته للقيام بهذه العمليات: محاولته اغتيال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، والأمين العام لاتحاد علماء المقاومة الشيخ “ماهر حمود”، ورئيس الحكومة الاسبق “سعد الحريري” وامين عام التنظيم الشعبي الناصري “اسامة سعد”.

وقال النائب السابق الدكتور “اسامة سعد” (احد المستهدفين ضمن مخططات ياسين الارهابية) في مقابلة أجرتها معه وكالة تسنيم: نحن نثمِّن بشكل كبير العملية النوعية البطولية التي نفذتها وحدة من قوات النخبة في مخابرات الجيش اللبناني للقبض على الارهابي عماد ياسين.

وتابع سعد قائلا: لاشك ان مسار القوى التكفيرية قائم على عقيدة إلغاء الآخر، وهذه العقيدة هي مشابهة لعقيدة الإجرام الصهيوني، وبهذا يمكننا أن نقول بأن العدو التكفيري والصهيوني هم وجهان لعملة واحدة.

واستطرد النائب موجها تحذيرات لدرء أي عمل إرهابي قائلا: ضرورة التنبه والتحذير من مخاطرة اللعب بأمن المخيمات وهذا من مسؤوليات الفصائل الفلسطينية والمشهود لها حاليا بالتجاوب الكامل لتعاونها مع الأجهزة اللبنانية الرسمية لجهة تسليم المطلوبين وتسهيل مهمة الجيش اللبناني، ومن الجدير ذكره أننا كعائلة قدمنا الشهيد معروف سعد من أجل فقراء لبنان ودعما للمقاومة الفلسطينية وأيضا المناضل المهندس مصطفى معروف سعد دفع حياته ثمنا من بطش العدو الصهيوني وادواته الداخلية كما أنني شخصيا تعرضت لعدة محاولات لاغتيالي ولا ضير لي في ذلك فداءا للبنان وللشعب اللبناني وللمقاومة ضد اسرائيل وضد المشروع الرجعي العربي وهنا لا بد من التوجه بالتحية الى ابطال المقاومة الى جانب الجيش العربي السوري في الدفاع عن المقاومة لحفظ البوصلة الى فلسطين.

من جانبه صرّح قائد القوة الأمنية المشتركة في المخيمات اللواء “منير المقدح”، على أنه لا يمكن أن تكون المخيمات في الشتات، إلا مع حق العودة ونستنكر اي محاولة لزج الفلسطينيين في الصراعات الداخلية ولاسيما في الجنوب اللبناني، ونرفض اي ظاهرة تحاول خلق اشكالات ما بين المخيمات والجوار، ومحاولة تجنيد الفلسطينيين في بعض التنظيمات المتطرفة ما هي إلا خدمة للعدو الاسرائيلي ونحن من غير الممكن أن نكون خنجراً في خاصرة المقاومة.

قائد القوة الأمنية المشتركة في المخيمات اللواء
قائد القوة الأمنية المشتركة في المخيمات اللواء “منير المقدح”

ولفت قائد القوة الأمنية المشتركة الى ان السفير الفلسطيني في لبنان “اشرف دبور”، يتابع بذاته عن كثب الوضع الأمني، ولا سيما في مخيم عين الحلوة، وما نشهده من تنسيق يمثل الموقف الفلسطيني الموحد مع الاجهزة الرسمية اللبنانية، الأمر الذي يعد الضمانة والحصانة لأمن المخيم والجوار.

ومن خلال عملية توقيف الداعشي ياسين، تم تحقيق العديد من الأهداف المهمة، فمن الناحية الأولى يعد بمثابة نجاح للاجهزة الأمنية اللبنانية، لاسيما مخابرات الجيش اللبناني والأمن العام، والتي ماتزال حتى الوقت الراهن تقوم بالعمليات الوقائية والامن الاستباقي في محاربة الجماعات التكفيرية. ومن ناحية أخرى، تم وأد الفتنة المراد منها تأجيج الصراع “السني-الشيعي” في لبنان، وطبقا لاعترافات الارهابي الموقوف ياسين، كانت اهم المخططات هي محاولة اغتيال الرئيس نبيه بري وسعد الحريري، ولو تم تنفيذ مثل هذه المخططات لوصلت الامور الى حد لا يحمد عقباه، حيث سنشهد انفجار الساحة اللبنانية كما يخطط الکيان الإسرائيلي بأدوات الارهاب التكفيري، وهذا المشروع الذي يخدم محاربة مشروع المقاومة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق