هل يستميت داعش للحفاظ على دابق؟
تتواصل الاشتباكات في ريف حلب الشمالي بين الجماعات المسلحة المدعومة تركيا ضمن ما يسمى قوات “درع الفرات” من جهة، وقوات تنظيم داعش الارهابي من جهة أخرى، وسط ارتفاع ملحوظ في شدة المعارك بين الطرفين.
فبعد أن تمددت القوات الموالية لتركيا بسرعة كبيرة في المناطق المحاذية للحدود التركية منذ انطلاق عملية “درع الفرات” بدءً من جرابلس شرقاً وحتى اعزاز غرباً، أصبح التقدم في المناطق التي يسيطر عليها داعش أكثر صعوبة في الأيام الماضية، فقد خاضت بالأمس قوات “درع الفرات” معارك ضارية مع داعش، تمكنت من خلالها من السيطرة على قرية “تركمان بارح” جنوب غرب منطقة الراعي، لتصل بعدها إلى مشارف بلدة “دابق”، إلا أنّ هذه القوات فقدت أكثر من 21 قتيلاً في صفوفها وفق ما ذكره ” المرصد السوري لحقوق الإنسان”، ما يشكل أكبر حصيلة من الخسائر في صفوف القوات المشاركة في العملية التركية منذ انطلاقها.
وقال قيادي من الجماعات المسلحة المشاركة في “درع الفرات” إن مقاتلي المعارضة يستهدفون الوصول إلى بلدة دابق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في غضون 48 ساعة “إذا سارت الأمور وفقا لما هو مخطط لها”، في إشارة إلى العملية التي تشنها تركيا ضد التنظيم في الشمال السوري.
وأضاف أحمد عثمان وهو من لواء السلطان مراد أن “التقدم صوب دابق كان بطيئا لأن التنظيم زرع الألغام بكثافة في المنطقة”، وذكر أن أكثر من 15 قتيلا من مقاتلي “درع الفرات” سقطوا أمس بسبب الألغام الأرضية وهجوم بالمورتر في قرية “تركمان بارح” القريبة من دابق.
وتكتسب بلدة دابق التي تبعد 15 كيلومتر عن الحدود التركية أهمية كبيرة لتنظيم داعش الارهابي، الذي خاض حرباً ضروساً في 2014 للسيطرة على المدينة وأطلق أسم البلدة على مجلته الشهيرة الناطقة بالانكليزية، نظراً لأهميتها الدينية والتاريخية.
كما يطلق التنظيم الارهابي اسم “دابق” على قوات النخبة الخاصة والتي يطلق عليها أيضاً اسم “جيش الخلافة” وفق ما أشار إليه في وقت سابق موقع “الرقة تذبح بصمت”، وكان الموقع قد ذكر بأن داعش قام باستقدام عدد كبير من المقاتلين الشيشان والأوزبك والأفارقة، وتدريبهم في كل من مطار الجراح في ريف حلب الشرقي، ومدينة مسكنة ومعسكر أسامة بن لادن في ريف الرقة، ويضم”جيش دابق” أربعة آلاف عنصر تقريباً نصفهم تقريباً من دول القوقاز.
وينظر التنظيم الارهابي إلى البلدة على أنها المسرح الذي سيشهد معركة يوم القيامة بين الخير والشر، وأنها بداية لتمدد التنظيم إلى باقي المناطق العربية وتركيا وصولاً إلى الغرب، وأن هذه المعركة لن تقوم إلا بنزول الجيوش الدولية على الأرض السورية وقتالها برياً، وربما يكون هذا هو السبب وراء الجهوزية التي أبداها داعش أمس في الاشباكات مع قوات درع الفرات، وتصحينه المدينة بالآلاف من الألغام.
بالنسبة للجماعات المسلحة الموالية لتركيا، فهناك أيضاً دافع قوي للسيطرة على المدينة التي تتمتع برمزية كبيرة لتركيا، كونها كانت منذ 500 عام المعبر الذي سيطرت من خلاله الدولة العثمانية على الشام ومن ثم مصر بعد هزيمة الممالك في معركة مرج دابق الشهيرة، والجدير بالذكر أن العمليات التي أطلقتها تركيا في 24 آب من العام الجاري في ريف حلب الشمالي والتي أطلقت عليها اسم “درع الفرات”، جاءت في الذكري الـ 500 بالضبط لمعركة مرج دابق عام 1516 ميلادي.
يبدو مما سبق أن معركة دابق بين قوات “درع الفرات” وتنظيم داعش الارهابي قد تستغرق أكثر من الـ 48 ساعة التي توقعها القيادي في لواء السلطان مراد، فهل سيستميت داعش في معركته الموعودة؟ الجواب نجده لدى الأيام القليلة القادمة.
المصدر / الوقت