التطورات الميدانية في العراق.. تضافر الجهود لتحرير الموصل والبغدادي في آخر أيامه
تحظى مدينة الموصل بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها المركزي في محافظة نينوى وكونها ثاني أكبر مدن العراق، فهي تعد جسر تجاري هام بين سوريا والعراق وايران وتركيا، وتشكل السيطرة عليها نصرا حتميا في المعركة المصيرية مع تنظيم داعش الإرهابي.
وتضافرت الجهود في الآونة الأخيرة بين قوات المقاومة (الحشد الشعبي) والجيش العراقي والأكراد وغيرها من الحركات المتواجدة على الساحة العراقية، لاستعادة المدينة بالكامل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. ورفضت الحكومة المركزية في بغداد تدخل أي قوة خارجية باستثناء التحالف الدولي في معركة تحرير الموصل. لاسيما بعد أن أعلنت أنقرة بأنها مستعدة للمشاركة في المعركة الحاسمة لأزمة العراق.
وانهكت طائرات الجيش العراقي والتحالف الدولي، تنظيم داعش الإرهابي في الموصل بقذائفها، وذلك بعد أن تم التنسيق مع حركات المقاومة في الموصل الرافضة لوجود تنظيم داعش.
وفي هذا السياق ذكر المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي، بأن العراق لايحتاج لقوات تركية أو أمريكية للمشاركة بتحرير الموصل. مؤكدين بأن إمكانات الجيش العراقي والحشد في أعلى درجاتها وفي استطاعتها تحرير الموصل بأياد وطنية عراقية.
واستحوذ تنظيم “داعش” الإرهابي على الموصل (405 كم شمال العاصمة بغداد) في حزيران 2014، والتي تعد الآن من أهم معاقل التنظيم في العراق، خاصة بعد أن خسر الكثير من الأراضي التي كان قد سيطر عليها في العراق بعد ذلك التاريخ خلال معارك أدت الى مقتل المئات من عناصره.
مدخل مدينة الموصل
مدخل مدينة الموصل
*البغدادي وثلاثة من قيادييه يتعرضون للتسمم
هذا وتعرض زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي ابو بكر البغدادي، وثلاثة من قياديي التنظيم الى حالة من “التسمم الشديد” بعد تناولهم وجبة طعام على الحدود العراقية – السورية جنوب غربي المحافظة بحسب ماذكرته مصادر من محافظة نينوى للقنوات العراقية.
وكشف المصدر الذي لم يذكر اسمه في حديث لـ السومرية نيوز: إن معلومات استخبارية دقيقة وصلتنا، مساء اليوم (الأحد)، تفيد بأن زعيم تنظيم داعش الارهابي ابو بكر البغدادي وثلاثة من قياديي ما يسمى بمجلس الشورى اصيبوا بتسمم إثر دس السم لهم في وجبة غداء تناولوها في احد مضافات التنظيم الارهابي على الحدود العراقية السورية من جهة البعاج، ( 90 كم جنوب غربي الموصل)، مبيناً ان التنظيم الارهابي استنفر عناصر على خلفية الحادث وشن عمليات اعتقال واسعة طالت المنطقة التي كان البغدادي يتواجد فيه لمعرفة الاسباب التي تقف خلف دس السم لقادة التنظيم.
ويفرض التنظيم الارهابي رقابة شديدة على تحركات البغدادي خوفاً من استهدافه من قبل طيران التحالف الدولي، مشيراً إلى أن البغدادي يتحرك بين العراق وسوريا وغالبية تحركاته مجهولة لايعلهما إلا المقربين منه وهم اعضاء ما يسمى بمجلس الشورى او مجلس المجاهدين وهم مقربون منه يحملون جنسيات عربية وأجنبية.
وأوضح المصدر أن البغدادي والمصابين الثلاثة نقلوا تحت مراقبة شديدة الى موقع مجهول، مؤكدا أنــه يعاني من حالة تسمم شديد بعد تناوله وجبة الطعام تلك.
*تزايد حركات المقاومة ضد داعش في الموصل دفع البغدادي الى الفرار
ويبدو أن البغدادي قرر الفرار من الموصل بعد تزايد حركات المقاومة في المحافظة، الأمر الذي دفعه الى الخروج في وقت سابق وبدون إنذار مسبق توجه الى الحدود العراقية السورية.
فقد كشف محمد نوري عبد ربه النائب عن محافظة نينوى، عن وجود تنسيق وتواصل بين ما سماها بـ”حركات المقاومة” داخل مدينة الموصل مركز المحافظة وبين الحكومة العراقية والتحالف الدولي، فيما اشار الى أن تلك “الحركات” لا تخضع لأية اجندة سياسية. وبات عدد حركات المقاومة في محافظة نينوى كثيرة ولا يمكن تحديدها بعدد معين.
المقاومة داخل الموصل تكتب على الجدران حرف
المقاومة داخل الموصل تكتب على الجدران حرف “م” والذي يعد رمزا لها
ومارس التنظيم ابشع الجرائم بحق المدنيين من أهالي الموصل، ممن يخالفون توجهاته وأوامره الإرهابية والتي يفرضها على المواطنين المسالمين منذ سيطرته على المدينة، في وقت تشهد المدينة حركات مقاومة مسلحة يرمز إليها بالحرف (م) الذي يكتب على جدران مباني المدينة، وتستهدف تلك الحركات عناصر التنظيم، وسط حراك شعبي واعلامي يقوده ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعما للقوات الامنية العراقية التي تستعد لاقتحام المدينة في معركة التحرير المرتقبة .
*البغدادي يأمر عناصره بتدمير الموصل قبل الإنسحاب منها
هذا وأعطى البغدادي لمسلحي تنظيمه وقادتهم قبل الفرار من مدينة الموصل أوامرا بتدمير الميدنة بالكامل قبل هروبهم منها في حال لم يتمكنوا من الدفاع عنها، وهذا بحسب مصادر إعلامية كردية نقلاً عن النائب الكردي “سعيد ممو زيني”.
وتمكن “ممو زيني” من استقطاب ملعومات عن الوضع المعيشي للتنظيم داخل معقله في الموصل، حيث أكد أن الأوضاع المعيشية داخل الموصل صعبة جداً، ويعاني السكان من قلة ساعات التزويد بالطاقة الكهربائية وإعتمادهم على المولدات بسبب استخدام التنظيم كل الكهرباء المتوفرة في اعماله الخاصة.
وأضاف أن هناك نقصاً حاداً في كميات الأدوية مع غلاء أسعار الكميات القليلة المتوفرة منها وخاصة للأمراض المزمنة ولا يمر يوم دون وفاة عشرات الأطفال بسبب ذلك كما أن السكان يعانون من نقص المواد الغذائية في الوقت الذي يريدون فيه حفظ أكبر قدر ممكن من الغذاء تحسبا للمعركة المرتقبة.
ونوّه مموزيني الى أنه فرّ الأحد 13 ارهابياً من داعش ثلاثة منهم يحملون لقب أمير من الموصل الى مدينة الرقة السورية، كما أن مسلحي التنظيم يدركون ان تحرير المدينة باتت مسألة وقت فقط لذا فإنهم يقومون بنقل القطع الأثرية والذهب والأموال الى خارج الموصل.
أكثر من 20 ألف طلعة على الموصل منذ سقوطها
هذا وأعلنت قيادة القوة الجوية العراقية، تنفيذ أكثر من 20 ألف طلعة مختلفة على مدينة الموصل منذ سقوطها بيد عصابات داعش الارهابية. واستنادا الى معلومات من مركز العمليات الجوي، بلغت عدد طلعات القوة الجوية العراقية من يوم سقوط الموصل الى نهاية الشهر الماضي 20 الفاً، و969 طلعة جوية.
وأشارت الى ان هذه الطلعات تشمل قصف وإستطلاع ونقل وإلقاء منشورات وكذلك مساعدات.
خطة تحرير الموصل خالية من أي دور للقوات التركية
من جهته أكد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، يوم الأحد، ان خطة تحرير مدينة الموصل خالية تماما من أي دور للقوات التركية في عملية التحرير، مبينا ان الحكومة العراقية ستتخذ جميع الخطوات التي يدعمها القانون الدولي لإجبار تركيا على سحب قواتها. وكان البرلمان التركي قرر، يوم السبت الماضي، تمديد مهمة القوات العسكرية في سوريا والعراق لعام.
المصدر / الوقت