التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

مواقف داعمة ومصيرية مشرّفة 

عبدالرضا الساعدي
بدءاً ، يجب القول والاعتراف أن الحقيقة الناصعة والأكيدة تبين أن الدعم الذي قدمته الجمهورية الإسلامية للمقاومة وفي محاربتها للإرهاب كان كبيرا ومصيرياً ، إذ لولاه لأصبحت دول مثل العراق وسوريا واليمن اليوم في وضع آخر يؤسف له.. كما أنه كان بوسع إسرائيل احتلال لبنان بسهولة لولا وجود رجال حزب الله الميامين الأبطال المدعومين من قبل إيران الإسلامية ، وهذا بحد ذاته موقف مشرف يدعو للفخر وللامتنان بحق هذه الدولة العظيمة التي عجزت حتى الدول الاستعمارية الكبرى والصهيونية العالمية عن مجاراتها ومحاولة ثنيها عن مواقفها المبدئية والثابتة والشريفة بحق شعوب المنطقة وقضاياها وفي مقدمتها قضية فلسطين .

الأحداث الجارية في المنطقة خلفت معاناة كثيرة وتحديدا للبلدان والشعوب الإسلامية إثر المد التكفيري الإرهابي المدعوم دولياً وسعودياً على وجه الخصوص ، حيث تسبب ذلك في إزهاق أرواح الأبرياء وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وتدنيس أراض شاسعة ، إضافة إلى شيوع القلق وعدم الاستقرار في المنطقة برمتها، لكن تواجد الثقل الإيراني الداعم بالخبرة والمشورة والقوة المادية والعسكرية لرجال المقاومة في سوريا واليمن وكذلك فصائل الحشد الشعبي في العراق ، كل ذلك أفشل جميع المشاريع الصهيونية الوهابية التكفيرية ، وخفف الكثير من المعاناة وأسباب الأذى والضرر التي كان يمكن أن تنال من شعوب هذه الدول في حاضرها ومستقبلها .
ولعل من أهم مواقف الجمهورية الإسلامية المشرفة التي تضاف إلى ما ذكر ، هو معارضتها الشديدة في تقسيم العراق ، وهذا الموقف منسجم تماما مع موقف المرجعية الدينية ، وكان مخطط التقسيم أحد الأهداف الأمريكية الصهيونية المقررة والتي استخدمت من أجله أدواتها الداعشية الإجرامية ، وقد تنبهت إيران لهذا الأمر منذ اللحظة الأولى ، لأنها كانت هي المستهدفة من خلال كل هذا السيناريو الهوليودي الإسرائيلي القذر.
كما عملت إيران وجاهدت على الحفاظ على الشرعية المتمثلة بالحكومة السورية التي راهن النظام السعودي على إسقاطها خلال أسبوعين ، لكن الحلم الوهابي القبيح فشل هو الآخر فاستيقظوا على حقيقة مدوية وهي وجود رجال يقاومون ويضحون بكل شيء من أجل الحق وبقاء الشرعية والحفاظ على سيادة الدول وكرامة الشعوب بعيدا عن الطائفية والعنصرية والكراهية التي أصبحت سلاحا وثقافة لبعض الدول العربية والإقليمية التي تتخذ من الإسلام شعارا زائفا لها ، ولكنها في الحقيقة ترعى المصالح الصهيوينة والإسرائيلية من خلال رعاية الإرهاب والتكفير والإجرام.
لقد ساعدت المواقف الإيرانية المشرفة هذه ، في تحرير الكثير من الأراضي المدنسة من قبل داعش في العراق وسوريا ، كما ساعدت رجال المقاومة الشجعان في اليمن على مواجهة التحديات الخطيرة وإدامة الصمود أمام الحرب الإجرامية السعودية المستمرة على هذا الشعب الطيب المقاوم ، مع تحقيق انجازات مهمة على الصعيدين العسكري والسياسي.
إن إيران بمواقفها المبدئية الواضحة والداعمة هذه ، تحت راية القائد السيد علي الخامنئي تواجه أكثر من 140 دولة تدعم الإرهاب _ في سوريا والعراق ، كما تثبت الوثائق والدلائل _ ، هذه المواقف الإيرانية المشرفة تبعث رسائل عديدة ، سياسية منها وعسكرية إضافة إلى رسائلها الإعلامية ، وأبرزها :‘‘ تعزيز التنسيق العسكري بين الدول الثلاث ( العراق ، سوريا ، إيران ) في الحرب على الإرهابيين وتفعيل الطاقات السياسية لدى هذه الدول للتوصل إلى آلية شاملة لوقف الحرب في سوريا إضافة إلى دعوة للغرب الى عدم الازدواجية في مواقفه من قضايانا ، والتأكيد على دور المقاومة في الحرب على الإرهاب ، مع الاستمرار في دعم سوريا والعراق حتى اجتثاث الإرهاب ، ودعم الفصائل اليمنية المقاومة في توجهاتها السياسية والعسكرية ضد التدخل السعودي الوهابي الإرهابي ، من أجل إيجاد حل مشرف للمشكلة في هذا البلد.
لهذا نشعر بالفضل والامتنان لهذه الدولة الكبيرة والعظيمة في مساعيها ومواقفها ومساندتها لنا في كل المجالات ، في الوقت الذي كان أغلب العرب ( الأشقاء )المجاورين منهم والبعيدين يقف بالضد من قضايانا ،سواء في السر أو في العلن ، بل ويصدرون لنا الإرهاب ويحاربوننا بالوكالة خدمة لإسرائيل والداعمين الغربيين لها وخدمة للمصالح الاستعمارية التقسيمية المشبوهة في المنطقة . وبلا شك سيستمر هذا الدعم الإيراني المشرف حتى اقتلاع جذور الإرهاب والفوضى وصولا إلى مرحلة السلام والاستقرار .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق