التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

أزمة دبلوماسية بين بغداد وأنقرة، والبرلمان العراقي يطالب بانسحاب”الاحتلال التركي” من الموصل 

تصاعدت الأزمة السياسية والعسكرية بين العراق وتركيا، على خلفية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي كشف فيها بشكل واضح عن نوايا بلاده اتجاه الموصل، مما استدعى تحرك عراقي على المستوى البرلماني والحكومي.

خلفية التوتر:

يأتي التحرك العراقي الجديد ضد التدخل العسكري التركي في أراضيه على خلفية تصريحات الرئيس التركي رجب طسب أردوغان الذي قال فيها إن”الموصل لأهل الموصل وتلعفر لأهل تلعفر، ولا يحق لأحد أن يأتي ويدخل هذه المناطق”، مضيفا “يجب أن يبقى في الموصل بعد تحريرها أهاليها فقط من السنة العرب والسنة التركمان والسنة الأكراد”.

بالإضافة الى تصريح أردوغان، مدد البرلمان التركي السبت الماضي للتفويض الذي منحه للحكومة التركية لتنفيذ عمليات عسكرية في العراق وسوريا لمدة عام آخر تنتهي بنهاية أكتوبر/تشرين الأول 2017.

وكانت تركيا قد نشرت جنودا في معسكر زليكان على مشارف الموصل، مدعية أن ذلك جاء بناء على طلب من محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، الأمر الذي تنفيه الحكومة العراقية، ويقدر عدد القوات التركية الموجودة في المعسكر بنحو 1200 عنصر.

مجلس النواب العراقي يطالب بانسحاب القوات التركية المحتلة

وعلى خلفية التصعيد التركي ضد بغداد، تحرك مجلس النواب العراقي وطالب الحكومة باستدعاء السفير التركي في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج برفض وجود قوات بلاده و”وجميع الاعتداءات على الأراضي العراقية”.

وصوت مجلس النواب العراقي في وقت سابق الثلاثاء بالأغلبية على رفض قرار البرلمان التركي تمديد بقاء قوات تركية في العراق لمدة عام، وأكد المجلس في قراره رفض توغل القوات التركية في الأراضي العراقية كما رفض وجود أي قوات أجنبية أخرى، مطالبا الحكومة العراقية باتخاذ جميع الإجراءات القانونية والدبلوماسية لحفظ سيادة العراق وإعادة النظر في العلاقات التجارية والاقتصادية مع تركيا.

ودعا البرلمان إلى اعتبار القوات التركية في داخل العراق “قوات محتلة” ومعادية واتخاذ ما يلزم لإخراجها إذا لم تستجب للمطالب العراقية، مدينا تصريحات الرئيس التركي أردوغان التي اعتبرها “تثير الانقسام بين مكونات الشعب العراقي”.

العبادي يحذر من حرب إقليمية

من جانبه حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء، تركيا مجدداً من مغبة التورط في الشأن الداخلي العراقي، معتبراً أن دخول القوات التركية الى شمال ربما يتحول إلى حرب إقليمية.

وأعرب العبادي خلال مؤتمر صحفي في بغداد عن عدم رغبته باللجوء إلى الحل العسكري مع القوات التركية المتوغلة في شمال العراق، فيما أكد على وضع خطط لضمان عدم استغلال “الفراغ” بعد تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم “داعش”، وأضاف أن “دخول قوات أجنبية إلى العراق لتحديد الوضع فيه أمر غير مسموح به، ونرفض أي وجود لقوات أجنبية على الأراضي العراقية”، لافتا إلى “أننا طلبنا أكثر من مرة من الجانب التركي عدم التدخل في الشأن العراقي، وأخشى أن تتحول المغامرة التركية إلى حرب إقليمية”.

وقال العبادي أن “وجود القوات التركية على الأراضي العراقية اعتداء على السيادة، والتحالف الدولي يؤيد العراق برفض وجود تلك القوات على أراضيه”، معتبرا أن “إصرار الأتراك على وجودهم داخل الأراضي العراقية ليس له أي تفسير، لأن داعش أقرب إلى الحدود التركية في سوريا من الموصل”.

وتابع العبادي: “وضعنا خططا لضمان عدم استغلال القوات التركية للفراغ بعد الانتصار على داعش في الموصل”، مشيرا إلى أن “تصرف القيادة التركية غير مقبول بكل المقاييس، ولا نريد أن ندخل مع تركيا في مواجهة عسكرية”.

استدعاء السفراء:

واستمراراً للتوتر بين الجانبين، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، الأربعاء، انها قررت استدعاء السفير التركي في بغداد، على خلفية تصريحات تركية “استفزازية”، وقال المتحدث باسم الوزارة احمد جمال في بيان تلقت السومرية نيوز، ان “الوزارة قررت استدعاء السفير التركي لدى بغداد فاروق قيماقجي”، وأضاف ان “ذلك جاء على خلفية التصريحات التركية الاستفزازية بشأن معركة تحرير الموصل”.
كما أكد مجلس الوزراء العراقي، امس الثلاثاء، رفضه لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة وعدها “محاولة لإثارة الفتنة”، فيما شدد على ضرورة وحدة الصف والموقف السياسي وبالأخص فيما يتعلق بالسيادة العراقية.

بدورها استدعت وزارة الخارجية التركية، الأربعاء، السفير العراقي في أنقرة هشام العلوي على خلفية القرار الذي صوت عليه البرلمان العراقي أمس والقاضي برفض تمديد مهمة القوات التركية في العراق.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق