التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

جنرال إسرائيلي: موسكو تعمل بكل قوتها وبتعاون كامل مع طهران لإنقاذ النظام السوري 

وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال يعقوب عميدرور، أن مكانة موسكو في الشرق الأوسط تغيّرت في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن هناك من يعتبرها القوة العظمى الأهم في العالم، على الأقل في السياق السوري.

ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن عميدرور قوله، إن “السبب الأساسي لهذه النظرة تجاه روسيا قدرة الرئيس فلاديمير بوتين، على استثمار الإمكانيات الحقيقية، والدخول في مخاطر المنطقة من أجل تحقيق مصالح بلاده”.

وعدد قائمةً من الخطوات العملية التي نجحت روسيا في تحقيقها، المحافظة على استقرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، المشاركة في تدمير “داعش”، إقامة موقع عسكري روسي جوي في شمال سوريا، ونشر قوات برية بدءًا من خريف 2015، ومؤخرًا التوقيع على الاتفاق (الذي فشل كما يبدو) مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حول مستقبل سوريا، حيث أن موسكو، خلافًا لواشنطن، لم تتنازل عن مواقفها.

وأشار عميدرور إلى أنه “يمكن فهم أسباب جهد روسيا في المنطقة، إذا فهمنا العلاقة بينها وبين أحداث خارجها، مثل الحرب ضد جورجيا في عام 2008، وضم شبه جزيرة القرم، وتهديد سلامة أوكرانيا، وتحذير دول البلقان. كل ذلك قرره شخص واحد، لذلك هناك كما يبدو شيء مشترك بينها جميعًا”.

وأضاف: “يبدو أن ما يحرك روسيا الآن في جميع هذه الحالات هو عدم التسليم بالمكانة الهامشية التي يدفعها إليها الغرب بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لهذا تصمم موسكو على أن تعيد ولو جزءًا بسيطًا من مكانة الاتحاد السوفييتي السابق لروسيا اليوم”.

ولفت عميدرور إلى أن “جزءً كبيرًا من خطوات روسيا موجهة ضد الولايات المتحدة التي تعتبر العدو الأول. وفي الوقت نفسه تعتبر قوة عظمى ضعيفة، لاسيما بسبب طبيعة الإدارة الأميركية الحالية، التي تخشى من أي مواجهة قد تتحول إلى مواجهة عسكرية”.

وبيّن الجنرال الإسرائيلي أن “هذا السبب الذي يدفع روسيا إلى عدم التنازل، ليس فيما يتعلق بضم القرم، ولا الاستمرار في مساعدة جهات في شرق أوكرانيا، بل أيضا فيما يتعلق بمكانة الأسد في دمشق. روسيا متشددة جدًا في مفاوضاتها حول هذه الامور، وهي تصمم على استخدام القوة العسكرية، وحتى الآن نجحت في ذلك”.

وتطرق عميدرور إلى دافع مهم يؤثر على سياسة روسيا في المنطقة، وهو الخوف من زيادة – ما وصفه بـ “التطرف الإسلامي السني” وانتشاره إلى روسيا، التي خمس سكانها من المسلمين السنة.

وقال بهذا الشأن:إن “زيادة قوة “داعش” وأذرعه في العالم، وأيضًا العدد الكبير من المتطوعين القادمين من روسيا إلى صفوف التنظيم، إضافة إلى العمليات الإرهابية التي تعرضت لها روسيا في السابق، كل ذلك يبرر قلق موسكو”.

ونوه إلى أن تدخل روسيا في سوريا تطور على ثلاث مراحل، الأولى نبعت من اعتماد الجيش السوري بشكل كامل على السلاح الروسي، حيث استمرت موسكو في توفير احتياجات الجيش السوري. لذلك وسعت سيطرتها في ميناء طرطوس حيث زاد عدد السفن التي كانت تقوم بإيصال السلاح إلى هناك بشكل مطرد.

أما المرحلة الثانية في التدخل الروسي فكانت أقل وضوحًا للعين – بحسب وصف عميدرور – ولكن في مرحلة معينة زاد تدخل المستشارين، والأجهزة الاستخبارية الروسية في الحرب، ويصعب القول كم كان عددهم، وإلى أي مدى تدخلوا، لكن من الواضح أن ذلك كان أكثر من مجرد تزويد السلاح، يبدو أن الادوات الاستخبارية المتطورة لروسيا رجحت الكفة، وأوقفت تدهور الجيش السوري في أرض المعركة.

ورأى عميدرور أن المرحلة الثالثة، وهي الحالية، “بدأت بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وهي المرحلة التي تشمل نشر الطائرات المتقدمة، والمساهمة العلنية، والمباشرة، والمهمة جدًا في الحرب، وكذلك القوات البرية من أجل حماية مواقع مثل المطار والميناء، مشيرًا إلى أن “روسيا تعمل بكل قوتها وبالتعاون الكامل مع إيران وحزب الله من أجل إنقاذ النظام السوري. والأولوية الثانية هي إلحاق الضرر بـ”داعش” والمنظمات المتطرفة الأخرى”، على حد ادعائه.

وادعى عميدرور كذلك أن روسيا استغلت الفرصة التي سنحت لها، وحوّلت ميدان المعركة في سوريا إلى ساحة لتجربة الأسلحة الجديدة، وساحة لعرض قدرتها الإستراتيجية بشكل أكبر كثيرًا مما تحتاجه ساحة المعركة.

واستعرض على سبيل المثال، قيام روسيا بإطلاق صواريخ من بحر قزوين، في حين أن الطائرات كانت تبعد 150 كيلومترًا عن الأهداف التي تم قصفها، واستخدمت بوصلات استراتيجية، ونشرت صواريخ اس 400 (مضادة للطائرات والصواريخ) بلا أي حاجة تنفيذية. لأنه لا توجد أي قوة جوية تعرض القوات الروسية في سوريا للخطر، وكان مهمًا بالنسبة للروس استعراض قوتهم كقوة عظمى أمام دول المنطقة، وأمام متخذي القرارات في أوروبا وأميركا.

وكشف المسؤول الإسرائيلي السابق، عن “وجود خلافات صعبة بين “تل أبيب” وموسكو، وخصوصًا بعد بيع السلاح المتقدم لإيران، ووصول جزء من هذا السلاح لـحزب الله”، كما زعم.

واستدرك عميدرور:” في مجمل العلاقات مع روسيا، “إسرائيل” تتعامل بواقعية: فهي تحاول فهم ما يمكن تحقيقه، وما لا يمكن تحقيقه”، موضحًا أن “تل أبيب” فهمت أنها لا تستطيع وقف التعاون بين إيران وحزب الله وسوريا في الحرب ضد المتمردين، لكنها أوجدت ترتيبًا عمليًا لمنع نشوء حادثة إذا عمل الطرفان في المكان نفسه، في ظل غياب الاتصالات بينهما”، على حد قوله.

وختم الجنرال الإسرائيلي حديثه قائلًا :”على “إسرائيل” الاستمرار في التعايش مع القوات الروسية بالقرب منها، وتوضيح مصالحها، وأحيانًا استخدام القوة لـ”الدفاع عن نفسها”، ولكن بدون تصادم مباشر مع روسيا، التي يجب التحاور معها على جميع المستويات”، كما عبّر.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق