اميركا بإدارتها الحالية غير قادرة على إتخاذ أي قرار فعال
سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ
اعتبر أمين سر مجلس الشعب السوري البرلماني والمحلل السياسي خالد العبود أن المناخ السياسي الحاكم للقرارات السياسية الأميركية هو مناخ شد الأعصاب نتيجة المرحلة الانتخابية الرئاسية التي وصلت إلى ما يسمى بفترة تحديد المصير، مبيناً أن الولايات المتحدة الأمريكية بإدارتها الحالية غير قادرة على إتخاذ أي قرار فعال نتيجة انعدام خياراتها الرابحة.
وأضاف العبود أن أي اتفاق حالي بين الولايات المتحدة وروسيا فيما يخص الملف السوري سيسقط أهدافا سعت إدارة أوباما إلى الترويج لها على أنها ستكون إنجازات لصالح الولايات المتحدة، وأي اتفاق سياسي مع روسيا سيحتم التنازل عن تلك الأهداف ما يعني فشل تلك الإدارة في تحقيقها، لافتاً إلى أن إدارة أوباما هي إدارة ديمقراطية، والفشل الآن سينعكس على رصيد الحزب الديمقراطي الذي يحاول إيصال مرشحته هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض في ظل تربص الجمهوريين الذين يسعون إلى وصول مرشحهم دونالد ترامب بدلاً عنها.
وأوضح العبود أن إدارة أوباما تسعى إلى عدم صرف ناتج اشتباكها في الميدان السوري سياسيا بهدف إطالة عمر حالة الاشتباك حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية في أميركا ليكون ذلك الاشتباك رصيد قوة لكلينتون أمام الرأي العام الأميركي ومناصري الحزب الديمقراطي ، بأن الإدارة الديمقراطية لم تتنازل عن الأهداف الاستراتيجية التي رسمتها في الشرق الأوسط ولم تخسر في حربها.
وأشار العبود إلى أن روسيا تدرك هذا الواقع ، وتعرف جيدا أن الإدارة الأميركية غير قادرة على الالتزام بأي اتفاقية حالية لكنها تستغل هذا الأمر لإظهار أميركا أمام الرأي العام بمظهر اللاعب المخادع الذي لا يفي باتفاقياته، منوهاً الى أن عدم التزام الإدارة الأميركية بتطبيق الاتفاق الروسي _ الأميركي لم يكن سببه عدم الرغبة الأميركية، بل هو عدم القدرة، حيث أنه إضافة إلى حالة شد الأعصاب بسبب الانتخابات الرئاسية في أميركا هناك واقع على الأرض يتمثل باستثمار أميركا أدوات بات من الصعب التحكم بها، نتيجة تقدم الجيش السوري وحلفائه في الميدان، والحصار الذي أطبقه عليها.
وختم العبود مؤكداً أن حالة التذبذب وما يسمى بالمراغمة السياسية في مواقف الإدارة الأميركية ستستمر إلى أن تنتهي مرحلة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق