بشار الاسد لصحيفة روسية…. لقد تلقينا عرضاً من السعودية!
في ضوء التطورات الميدانية المتسارعة في الميدان السوري، اجرى الرئيس السوري بشار الاسد مقابلة لصحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية، حيث سلط الضوء على امور مهمة و التي اتت على الشكل التالي:
الجهات الداعمة للارهاب:
و في ما يخص الجهات الداعمة للارهاب يرأى الرئيس بشار الأسد أن “الأمر لا يتعلق بعدد الدول التي تتدخل الآن بل بعدد الدول التي تدعم الإرهابيين، هذا لأن روسيا وإيران وحزب الله حلفاؤنا أتوا إلى سوريا بشكل قانوني، إنهم يدعموننا ضد الإرهابيين بينما تقوم الدول الأخرى التي تحدثتي عنها والتي تتدخل في سوريا بدعم أولئك الإرهابيين، وبالتالي فإن المسألة لا تتعلق بالعدد بل بالقضية الجوهرية المتمثلة في الإرهاب”، مأكداً أن “ما نشهده الآن، ما شهدناه خلال الأسابيع، وربما الأشهر القليلة الماضية، هو أكثر من حرب باردة وأقل من حرب فعلية، لا أعرف كيف أسميها، لكنها ليست شيئاً ظهر مؤخراً وحسب لأني لا أعتقد أن الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة أوقف حربه الباردة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي”.
الهيمنة الامريكية و حربها العالمية على سوريا
ولفت الرئيس السوري الى الدور الامريكي و هيمنته على جميع الارهابيين في سوريا، فقال أن “القضية برمتها تتعلق بالمحافظة على الهيمنة الأميركية على العالم وعدم السماح لأي كان بأن يكون شريكاً على الساحة السياسية أو الدولية سواء كان روسيا أو حتى أحد حلفاء أميركا الغربيين. هذا جوهر هذه الحرب، إنها حرب عالمية لكنها ليست حرباً عسكرية، جزء منها عسكري وجزء يتعلق بالإرهاب والأمن والجزء الآخر سياسي لا يتعلق فقط بسوريا، فسوريا جزء من هذه الحرب”، مسلطاً الضوء على أن “لسوريا علاقة جيدة بإيران، والسعودية أرادت تدمير إيران بشكل كامل ربما بالمعنى السياسي وربما بالمعنى العملي ولأسباب مختلفة، وبالتالي فإنهم أرادوا من سوريا أن تقف ضد إيران، ولذلك فإن تدمير سوريا يمكن أن يؤثر على إيران بشكل سلبي وفق ما أعتقد”.
الموقع الجيوسياسية لسوريا
اما بالنسبة لاهمية موقع سوريا الجيوسياسية أوضح الرئيس السوري أنه “بالنسبة للغرب، فإن سوريا وروسيا حليفتان منذ عقود، فإذا قوضوا موقع سوريا فإن بوسعهم التأثير سلبياً على روسيا، كما أن هناك أمراً آخر يتعلق بالدور التاريخي لسوريا، لقد لعبت سوريا ذلك الدور في المنطقة على مدى قرون، فقد كانت دائماً محور الديناميكيات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بالتالي فإن السيطرة على سوريا منذ زمن الفراعنة أي قبل ميلاد المسيح كان هدفاً جيوسياسياً وقد تحارب الفراعنة والحتيون لتحقيق هذا الهدف”، ماكداً على أن “لسوريا دوراً جيوسياسياً وكذلك بسبب موقعها على البحر المتوسط وبسبب مجتمعها حيث إن سوريا تقع على خط فالق زلزالي بين مختلف الثقافات في هذه المنطقة، وكل ما يحدث في سوريا سيؤثر على المنطقة سلباً وإيجاباً، لذلك فإن السيطرة عليها مهمة جداً، رغم أنها بلد صغير لكنها مهمة جداً للسيطرة على باقي أنحاء المنطقة”.
الدور التركي
و نال الدور التركي نصيب الاسد من مقابلة الاسد ققال: “إذا بدأنا بالحديث عما يحصل اليوم فإنه يعد غزواً”، معتبرا أن “هذا التوغل يشكل غزواً سواء كان على جزء صغير أو كبير من الأراضي السورية، إنه غزو ويتعارض مع القانون الدولي ومع الأخلاق ويشكل انتهاكاً للسيادة السورية، لكن ما الذي يريده الأتراك من هذا الغزو بصرف النظر عن القناع الذي يلبسونه لتغطية نواياهم الحقيقية، هم يريدون تبييض صفحتهم وتغطية نواياهم الحقيقية المتمثلة في دعم “داعش” و”النصرة”، مشيرا الى أن “تركيا لا تزال تدعمهم، لكنهم أتوا للقول، إننا نحارب داعش”
و لفت الرئيس السوري الى داعش و اعتبر أن “الأتراك صنعوا “داعش” وهم دعموا “داعش” وهم يقدمون لهم كل الدعم اللوجستي ويسمحون لهم ببيع نفطنا من خلال حدودهم وعبر أراضيهم بمشاركة إبن أردوغان وحاشيته، جميعهم كانوا ضالعين في العلاقة مع “داعش”، العالم كله يعرف هذا، لكن، بهذا الغزو أرادوا أن يغلفوا “داعش” بغلاف جديد كي يتمكنوا من التحدث عن قوات معتدلة جديدة والتي هي في الحقيقة لها نفس أسس “داعش”، ينقلون السيطرة على منطقة ما من “داعش” إلى هذه القوات ويقولون إن “داعش” هزم في تلك المنطقة بفضل القصف التركي وبفضل القوات التركية وعملائها، إنها مجرد مسرحية يجري تمثيلها ليراها العالم بأسره، والسبب الثاني هو أنهم أرادوا تقديم الدعم للنصرة في سوريا”، معتبراً أن “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أراد أن يكون له دور في الحل في سوريا بصرف النظر عن ماهية هذا الدور شعر بأنه معزول العام الماضي بسبب داعش و بالتالي، فهو يعتقد أنه بهاتين الأيديولوجيتين يستطيع صنع مزيج يمكنه من السيطرة على هذه المنطقة، ولهذا السبب دعم الإخوان المسلمين في جميع البلدان بما في ذلك سوريا”.
العلاقات الروسية التركية
و في ما يخص تطور العلاقات بين موسكو و اسطنبول أكد أنه ينظر بـ”إيجابية الى العلاقة الروسية التركية”، مشيرا الى أن “هذين الجانبين ليست لديهما نفس الرؤيا، ولديهما مواقف مختلفة، روسيا تبني سياستها على القانون الدولي واحترام سيادة الدول الأخرى وفهم تداعيات انتشار الإرهاب في أي مكان من العالم في حين أن الجانب التركي يبني سياسته على أيديولوجية الإخوان المسلمين، إنهم لا يحترمون سيادة سوريا ويقومون بدعم الإرهابيين، وبالتالي يمكنك رؤية حالة من الاستقطاب وتجدين الدولتين على طرفي نقيض بشكل كامل”.
وكشف الأسد “أننا في سوريا ومن خلال هذا التقارب بين روسيا وتركيا فإن أملنا الوحيد أن تتمكن روسيا من إحداث بعض التغييرات في السياسة التركية، هذا أملنا وأنا متأكد أن هذا هو الهدف الأول للدبلوماسية الروسية حيال تركيا هذه الأيام لتتمكن من تقليص الضرر الذي حدث بسبب تجاوزات الحكومة التركية على الأراضي السورية”، معربا عن آمله بأن “يتمكنوا من إقناعهم بأن عليهم التوقف عن دعم الإرهابيين ومنع تدفقهم عبر حدودهم ووصول الأموال إليهم”.
الدعم الاسرائيلي للارهابيين
و عن الدور الاسرائيلي الكبير في دعم الارهابيين شدد الرئيس السوري على أن “كل شخص وكل إرهابي حمل بندقية وبدأ بالقتل والتدمير في سوريا تلقى الدعم من إسرائيل سواء بشكل غير مباشر من خلال الدعم اللوجيستي على الحدود أو أحياناً من خلال تدخل مباشر من قبل إسرائيل ضد سوريا من مختلف الميادين في سوريا”، معللا السبب بأن “إسرائيل عدونا ولأنهم يحتلون أرضنا ولأنهم ينظرون إلى سوريا بوصفها عدواً، بالطبع، وبالنسبة لهم فهم يعتقدون أنهم إذا قوضوا موقع سوريا وجعلوها أضعف بشكل عام كمجتمع وجيش ودولة فإن ذلك سيعطي إسرائيل الذريعة لعدم التحرك نحو السلام لأن ثمن السلام هو إعادة مرتفعات الجولان لسوريا. إذا بالنسبة لهم فإن سوريا ستكون مشغولة بقضية جديدة ولن تكون مهتمة بالتحدث عن الجولان أو عن عملية السلام أو حتى أن تقوم بفعل أي شيء لاستعادة أراضيها، لهذا السبب تدعم إسرائيل كل إرهابي، ليس هناك تناقض بين إسرائيل وأي منظمة مثل “النصرة” أو “داعش” أو أي منظمة مرتبطة بالقاعدة”.
العرض السعودي لسوريا
اما المفاجأة التي اطلقها الرئيس السوري في المقابلة هي العرض السعودي لسوريا، حيث كشف الرئيس السوري أنه تلقى عروضا وصفقات بعد بدء الأزمة “لأنهم أرادوا استخدام الأزمة، بمعنى إذا فعلت هذا فسنساعدك”، لافتا الى أنه “قبل الأزمة، لم يكن ما قدموه عرضاً، بل أرادوا استخدام سوريا بشكل غير مباشر، لم يقدموا عرضا بل أرادوا إقناعنا بفعل شيء ما، حين ذاك كانت القضية الرئيسية في كل العالم هي الملف النووي الإيراني، وكان المطلوب من سوريا إقناع إيران بالعمل ضد مصالحها حينها، فرنسا حاولت والسعودية أرادت منا أن نبتعد عن إيران دون مبرر فقط لأنهم يكرهونها”، كاشفا أن “عرضا مباشرا أتى من السعودية بمعنى إذا ابتعدت عن إيران وأعلنت قطع أي شكل من أشكال العلاقات مع إيران فسنساعدك، هكذا وببساطة شديدة وبشكل مباشر”.
المكاسب الاستراتجية لتحرير حلب
اما حول تحرير حلب و اهميتها الاستراتجية قال الرئيس السوري “نحن نسمي حلب توأم دمشق، لعدد من الأسباب، إنها ثاني أكبر مدينة في سوريا، دمشق هي العاصمة السياسية، في حين أن حلب هي في الواقع العاصمة الاقتصادية”، مؤكدا أن “معظم المعامل في حلب لا تعمل، لقد سرقت وأخذت إلى تركيا”، مشددا على “أننا اذا استعدنا حلب فإن ذلك يشكل مكسباً سياسياً، على المستوى الاستراتيجي، مكسباً سياسياً ومكسباً وطنياً ثم من المنظور الاستراتيجي والعسكري فإن ذلك لا يعزل “النصرة” بل إن حلب كمدينة كبيرة ستشكل منطلقاً للتحرك إلى مناطق أخرى وتحريرها من الإرهابيين، هنا تكمن أهمية حلب الآن”.
كيفية فصل ادلب عن تركيا
و حول كيفية فصل ادلب عن تركيا قال الرئيس السوري “لا يمكن قطع تلك الصلة لأن إدلب محاذية لتركيا، إنها تماماً على الحدود السورية التركية، وبالتالي لا يمكن فصل تلك المنطقة بل ينبغي تنظيفها، ينبغي أن نستمر في تنظيف هذه المنطقة ودفع الإرهابيين إلى تركيا كي يعودوا من حيث أتوا أو قتلهم، ليس هناك خيار آخر، لكن حلب ستشكل منطلقاً مهماً جداً للقيام بهذا التحرك”.
المصدر / الوقت