تفاحة أم كمثرى؟.. شكل جسمك يحدد نوع المرض المحتمل
لا يصاب الأشخاص البدينون بنفس الأمراض، فعلى حسب شكل جسمك تحدد فرص إصابتك بأمراض معينة دون أخرى.
نشرت “هافنغتون بوست ” تقريرا عن هذا، قالت فيه إن الدهون تتراكم في الجسم الذي يشبه “الكمثرى” في الفخدين والوركين، بينما في الجسم الذي يشبه “التفاحة” يتراكم الوزن في الأجزاء العليا من الجسم وخصوصاً حول الخصر أو البطن.
غالباً ما يغلب شكل “التفاحة” على أجسام الرجال، بينما يغلب شكل “الكمثرى” على أجسام النساء، حيث يتراكم الوزن في الوركين والفخذين والأرداف. وهناك مجموعة تكتسب الوزن الزائد بالتساوي على أجسامهم. في النساء، هذا ما نطلق عليه شكل الساعة الرملية الكلاسيكية، وفي الرجال يطلق على هذا الشكل وصف أكثر ذكورية وهو “المستطيل”.
لماذا يهم شكل الجسم؟ من المهم أن تعرف ما هو نوع جسمك، لأن صحتك تعتمد على هذا الشكل، وبنظرة سريعة في المرآة يمكنك أن تعرف إذا كنت من أصحاب الجسم الذي يشبه التفاحة أو الكمثرى.
الطبيب مايكل جينسن، طبيب الغدد الصماء في مستشفى مايو كلينك، والخبير في المخاطر الصحية المرتبطة بالوزن الزائد، أمضى تقريباً 3 عقود في دراسة المخاطر التي يواجهها المرضى الذين يعانون من الوزن الزائد، كما يعد من الرواد في الربط بين نوع شكل الجسم —أو مكان الوزن الزائد- وبين احتمالية الإصابة بأمراض مختلفة.
وقد أدت أبحاثه إلى الاستنتاج بما لا يدع مجالاً للشك أن واحداً من أشكال الجسم يعرض صاحبه لمخاطر صحية ترقى لتهديد حياته. الجسم التفاحة ربما سمعت مزحة عن الجسم الممتلئ، في بعض الأحيان يكون الضحك أفضل دواء ولكن الحقيقة أن الوزن الزائد ليس مدعاة للضحك، وخاصة إذا كنت تحمل الوزن الزائد حول منطقة الخصر أو في منطقة البطن.
يقول دكتور جينسن “كلما كبر حجم خصرك مقارنة بوركيك، كلما ارتفعت المخاطرة، وترتبط الدهون في الخصر بشكل كبير بحالات الوفاة، وهذا يجعل الجسم الذي يشبه التفاحة عرضة لمجموعة من الأمراض الخطيرة، ومنها: أمراض القلب: يزيد ارتباط دهون الخصر بأمراض القلب ثلاثة أضعاف ارتباطها بمؤشر كتلة الجسم.
السرطان: الجسم الذي يشبه التفاحة أكثر عرضة لتطوير أنواع عديدة من السرطان، يصيب سرطان القولون والصدر والرحم الجسم الذي يشبه التفاح أكثر من ذلك الذي يشبه الكمثرى.
مرض السكري: مقاومة الأنسولين أكثر شيوعاً في أولئك الذين تتراكم الدهون حول منطقة الخصر لديهم، لذا فمن غير المفاجئ أن يكون هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري.
الجسم الذي يشبه الكمثرى ربما يكره أصحاب الجسم الذي يشبه الكمثرى أفخادهم الممتلئة أو الدهون المتراكمة على الوركين، ولكن بيت القصيد إنهم لا يواجهون نفس حجم المخاطر التي يواجهها أصحاب الجسم الذي يشبه التفاحة، ولكن هذا لا يعني أن بإمكانهم تنفس الصعداء والاحتفال.
على الرغم من أن أصحاب الجسم الذي يشبه الكمثرى ليسوا معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان ومرض السكري بنفس القدر، إلا أن أي شخص مصاب بالسِمنة أو زيادة الوزن معرض لمخاطر صحية مقارنة بأصحاب الوزن المثالي.
تراكم الوزن الزائد في الوركين والمؤخرة والأفخاذ يجعلك أكثر عرضة للإصابة بـ: الدوالي: عندما يتعلق الأمر بالدوالي فالوراثة عامل رئيسي، ولكن حمل الوزن الزائد يضغط على الأوردة، مما يسبب المشكلات المصاحبة للدوالي مثل آلام الساقين وتغير لونها.
أمراض الركب والمفاصل التنكسية: الوزن الزائد يعني تآكل الركب والمفاصل بشكل أسرع، تذكر أن ركبتك تحتمل العبء الأكبر من وزنك مع كل خطوة تخطوها.
تشير بعض الدراسات إلى أنك أكثر عرضة لفقدان الذاكرة والاضطرابات الإدراكية مقارنة بالأشخاص الذين يكتسبون الوزن الزائد عند خصرهم.
ماذا لو كان وزنك الإضافي موزعاً بالتساوي؟ حتى لو كنت من أصحاب جسم الساعة الرملية الأنثوي أو المستطيل المذكر، فلا يمكنك الاعتقاد بأن ذلك يمنحك صك الصحة.
يحذر جينسن قائلاً “الحقيقة أن ما يهم هو الوزن الحقيقي، الوزن الزائد خطر على الصحة أينما كانت هذه الزيادة، فأنا أقلق أكثر على مرضاي من أصحاب الجسم الذي يشبه التفاحة لأنهم في مخاطرة صحية تهدد حياتهم، ولكن كلما ازداد وزنك، كلما ازداد الضغط على جسمك، مما يعني أنك ستواجه مشاكل على الأرجح”.
نصائح الأطباء الخبر السار هو أن لديك بعض التحكم في الوزن الزائد الذي يتراكم في جسمك، وحتى المناطق التي تحمل هذا الوزن.
يشير جينسن إلى أنه في حين أن الوراثة والنوع والجنس يلعبان دوراً في ما إذا كان الجسم سيشبه التفاحة أم الكمثرى، فهنالك عامل نمط الحياة أيضاً “بالنسبة لأصحاب الجسم الذي يشبه التفاحة، الانتباه لنمط الحياة وتغييره هو ضرورة ملحة”.
يؤدي تدخين السجائر وشرب الكحوليات إلى تراكم الدهون الخطيرة المتراكمة في البطن، واتباع نظام حياة صحي من شأنه أن يزيل هذه المخاطر يقطع شوطاً طويلاً في رحلة حماية صحتك.
وأخيراً يقول جينسن “النصيحة الأهم والأبسط التي يمكن أن أقدمها لأي شخص، سواء أكان يعاني من وزن زائد أم لا: استمر بالمشي! الاستقرار في الجلوس يشجع الدهون على التراكم في منطقة البطن. “سيساعدك المشي على الوصول أو الحفاظ على وزن صحي مهما كان الشكل الذي عليه جسمك”.