مباحثات لوزان بشأن سوريا تتأرجح بين التوافق وعدمه
استضافت مدينة لوزان السويسرية، أمس السبت، اجتماعا يرمي الى حل الأزمة السورية بمشاركة وزراء خارجية روسيا وأمريكا وسوريا والعراق وايران والسعودية وتركيا وقطر والأردن ومصر وبمشاركة المبعوث الدولي للأمم المتحدة استيفان دي ميستورا.
وعقد هذا الاجتماع في فندق “بالاس بوريفاج” المعروف في لوزان، وهو ذات الفندق الذي وقعت فيه اتفاقية لوزان التي رسمت حدود الجمهورية التركية.
وتباحث أيضا على هامش الإجتماع، كل من وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ونظيريه العراقي ابراهيم الجعفري والروسي سيرغي لافروف.
المحادثات تنتهي دون تحقيق انطلاقة
وباءت مساع الدول التسع المشاركة في اجتماع لوزان بشأن وضع حد للأزمة السورية وفرض هدنة جديدة تكون مقدمة لحل سياسي واسع بالفشل.
لم تصل المحادثات التي بادر بإبرامها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساء السبت، في التوصل إلى اتفاق مع روسيا بشأن إنهاء صراع دامٍ تجاوز عامه السادس عصف بالدولة السورية.
ومن الواضح أن مراوغات كيري لحماية بقايا المسلحين لم تنل إعجاب لافروف بشأن وقف إطلاق النار في حلب.
وجاء الإعتراف بفشل التوصل الى اتفاق على لسان الداعي له، أي وزير الخارجية الأمريكي والذي صرّح للصحفيين في ختام المحادثات، أنه تم التوافق حول عدد من الخيارات التي من المحتمل أن تفضي لوقف إطلاق النار، لكنه أقرّ بأن أجواء من التوتر شابت المحادثات.
وذكر كيري بأن بعض الوزراء اقترحوا أفكارا جديدة ربما تسفر عن تشكيل بعض المنهجيات المختلفة.
لكن الاجتماع اختتم دون التوصل الى رؤية واضحة تتجسد في بيان مشترك، بهدف إنهاء الصراع في حلب ومن ثم سوريا بشكل شامل.
بصيص أمل لدى لافروف
وأما “لافروف” فقد كان متفائلا بشأن وجود بصيص من الأمل، وقال: إن الوزراء تباحثوا عددا من الأفكار الجديرة بالاهتمام دون أن يوضحها.
واكتفى وزير الخارجية الروسي، على هامش المباحثات بالتصريح لوكالات الأنباء الروسية، وأشار الى التوصل الى توافق بشأن وجوب الاستمرار في الاتصالات خلال الأيام المقبلة.
وأكد لافروف على موقف بلاده الواضح بأنه ينبغي بدء العملية السياسية في أسرع وقت.
وغادر أغلبية الوزراء الفندق الذي عقدت المباحثات فيه، دون الإدلاء بتصريحات.
وقال وزير الخارجية الامريكي: إن المشاركين في محادثات لوزان سيتواصلون يوم الاثنين للمتابعة.
من جانبه أشار وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، الى أن اللقاء الوزاري حول سوريا في لوزان لم يؤدّ إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار، وأنّ أنقرة قدّمت مقترحات حول الهدنة وإيصال المساعدات لحلب، وأوضح أن جميع المشاركين اتفقوا على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية.
وفي الختام طالب جاويش أوغلو جبهة النصرة بمغادرة حلب فوراً وتوجّه لقوات المعارضة السورية بضرورة فصل نفسها عن جبهة النصرة الإرهابية.
الإتفاق على تأجيل الإتفاق
جدير بالذكر أن المباحثات بدأت يوم السبت قرابة الساعة 15,30 بتوقيت جرينتش، في مدينة لوزان المطلة على بحيرة ليمان، سبقها اجتماع ثنائي بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي.
ويتجه كيري الأحد إلى لندن لحضور اجتماع وزاري تشارك فيه الدول الأوروبية التي لم تُدع إلى لوزان.
ومن جهة أخرى قال صرّح دبلوماسي غربي في لوزان: إن الاجتماع لم يحظ بإعداد جيد وأهدافه غامضة ولم تتضح قائمة المشاركين فيه إلا في الدقيقة الأخيرة.
والتقى كيري قبل بدء المحادثات بشكل منفصل مع نظيره السعودي عادل الجبير، والروسي سيرغي لافروف لمناقشة ترتيبات الاجتماع.
ويعتبر هذا أول اجتماع بين كيري ولافروف، منذ انهيار محاولة ثانية لوقف إطلاق النار في سبتمبر أيلول.
ولم يكن لأوروبا أي حضور في اجتماع لوزان. لكن وزارة الخارجية الفرنسية أكدت أن كيري ووزراء خارجية دول تتبنى سياسات متقاربة حيال الأزمة يخططون للاجتماع لمناقشة الملف السوري في لندن يوم الأحد.
وبهذا تكون قد انتهت محادثات لوزان بشأن سوريا، وبمشاركة روسيا وأمريكا والعديد من دول المنطقة المنخرطة عسكريا في النزاع، من دون إحراز أي تطور إيجابي لحل الصراع في هذا البلد الذي أنهكته الحرب.
المصدر / الوقت