التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

حرب نينوى.. النظام السعودي يعترف بداعش بشكل غير مباشر 

وكالات – امن – الراي –
يحاول النظام السعودي أن يجعل من معركة الموصل معركة مذهبية في حال اشتراك الحشد الشعبي العراقي بها بحسب ما صرح به وزير الخارجية عادل الجبير.

وفعلاً فقد أكد دبلوماسيون أن مفاوضات صعبة أسفرت عن حل وسط يقضي بإرسال وحدات الحشد الشعبي إلى مدينة الحويجة بدلا من الموصل، وكلاهما يسيطر عليهما تنظيم داعش، ومن الواضح هنا اليد السعودية في الأمر وهو ما يتقاطع مع كلام الجبير.

وقد حذر الجبير من تدخل الحشد الشعبي في تلك المعركة كيلا تتحول الى معركة مذهبية وطائفية وكأن مقاتلي داعش محسوبون على مذهب إسلامي معترف به كي تكون هناك حرب مذهبية! أليس الجميع يقولون بأن داعش لا علاقة لها بالاسلام فلماذا إذاً هذه الحساسية السعودية تجاه من يقاتل داعش ؟

تم إبعاد الحشد الشعبي العراقي عن معركة الموصل إلى منطقة أخرى يتواجد فيها مسلحو داعش، لا تريد الرياض أن يبدو الحشد الشعبي كقوة عراقية تحارب الإرهاب وذلك كي تستمر لاحقاً في ترويج مزاعمها بأن الحشد الشعبي هي قوة طائفية لا تشكيل يواجه الإرهاب التكفيري، إضافةً إلى عدم رغبة السعودية بأن يُقال أن الحشد الشعبي والقوى الحليفة لدمشق وطهران ساهمت في غلبة داعش بشكل مباشر وهو ما سيقوض أيضاً اية ادعاءات ستسوقها الرياض ضد القوى العراقية الوطنية التي تقف في وجه مشروعها الطائفي.
أيضاً فإن النظام السعودي يتصور لو أن قوات الحشد الشعبي اشتركت في تلك المعركة لكانت أعادة سيناريو الفلوجة وإشعال مناطق أخرى على أساس مذهبي كي تجد لنفسها ذريعة للتدخل وبطبيعة الحال فإن هناك مساندة أمريكية للرياض بهذا الشأن.

المشاركة السعودية في معركة الموصل لن تكون سوى بالتصريحات والمواقف السياسية، لكن هناك ضمانات طلبتها الرياض من واشنطن بعدم اقتراب الحشد الشعبي من الموصل، ولهذا سبب أيضاً ألا وهو إمكانية عدم دخول الحشد الشعبي لمناطق قد تكون فيها خلايا نائمة مرتبطة بالميليشيات السورية أو على تواصل معها، إن دخل الحشد إلى هناك فإن كل ما له علاقة بالسعودية سيكون تحت التهديد.

أما الأمريكي فهو سيكون المشرف على المعركة فيما سيكون كل من الجيش العراقي وقوات البيشمركة هما الركيزتين الأساسيتين في الحرب، وهو ما يغضب التركي أيضاً بسبب الأكراد.

الحرب في الموصل ساحة تتناقض فيها البرامج والمصالح أحياناً وتلتقي فيها أحياناً أخرى، لكن الأكيد أن النوايا السعودية ليست القضاء على داعش البتة، بل تركيز قوته ليكون محصوراً في الساحة السورية.
انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق